أفريقيا برس – ليبيا. رصد فريق بحثي دولي مجرة غامضة تشكلت قبل 11 مليار عام، تظهر وكأنها نافذة زمنية تعود إلى فجر الخليقة.
تحمل المجرة التي، التي أطلق عليها الباحثون اسم (MPG-CR3)، بصمة كيميائية فريدة تشير إلى احتمال احتوائها على الجيل الأول من النجوم الذي ظل العلماء يطاردونه لعقود.
ما يميز هذه المجرة، وفقا للدراسة التي نشرتها دورية «يونيفرس توداي»، أمس الخميس، هو نقاؤها الكيميائي الاستثنائي، حيث تظهر خطوطها الطيفية وجود الهيدروجين والهيليوم فقط، بينما تخلو تقريباً من أي عناصر أثقل، وهو ما يتطابق مع المواصفات النظرية للنجوم السكانية الثالثة، وهي أولى النجوم التي تشكلت في الكون المبكر.
اللافت أن هذه المجرة ظهرت في وقت متأخر نسبياً من تاريخ الكون، بعد حوالي ملياري سنة من الحقبة التي كان يُعتقد سابقاً أنها شهدت تكون آخر نجوم من الجيل الأول. هذا التأخر يحمل لغزاً حقيقياً، إذ كان المفترض أن تكون سحب الغاز في ذلك العصر قد «تلوثت» بعناصر ثقيلة من انفجارات نجوم سابقة.
كشفت بيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي والتلسكوبات الأرضية المتطورة أن المجرة فتية العمر نسبياً، لا يتجاوز عمرها مليوني سنة، وهي خالية من الغبار الكوني وتضم نجوماً صغيرة الحجم، على عكس معظم المجرات في ذلك العصر التي تميل إلى احتضان نجوم عملاقة.
منطقة نائية من الكون
يشرح الباحثون هذا التناقض الظاهري بأن المجرة تقع في منطقة نائية من الكون، حيث حالت عزلتها دون وصول العناصر الثقيلة من المجرات المجاورة، ما سمح بتكون نجوم من الجيل الأول في وقت متأخر جداً.
على الرغم من أن البيانات لا تظهر حتى الآن خط طيف الهيليوم المتأين الذي يعتبر دليلاً قوياً على وجود النجوم الأولى، إلا أن الباحثين يرجحون أن يكون ذلك راجع إلى تداخل خطوط طيفية أو ضعف الإشارة بعد ملايين السنين من تكوين النجوم.
إذا تأكد هذا الاكتشاف، فسيكون بمثابة كأس مقدس لعلماء الفلك، حيث سيمكنهم من دراسة النجوم الأولى في الكون من «مسافة قريبة» نسبياً، مما قد يفتح آفاقاً جديدة لفهم كيفية تشكل المجرات والنجوم في بدايات الكون.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس
