الرايس لـ”أفريقيا برس”: الانقسام السياسي يمنع أي حكومة من إخراج القوات الأجنبية

48
الرايس: الانقسام السياسي يمنع أي حكومة من إخراج القوات الأجنبية
الرايس: الانقسام السياسي يمنع أي حكومة من إخراج القوات الأجنبية

عبد الرحمن البكوش

أفريقيا برس – ليبيا. أكد حازم الرايس ,الناشط السياسي، ورئيس المكتب السياسي لحزب التغيير سابقاً في حواره مع “أفريقيا برس”، أنه لا تستطيع أي حكومة شرقا أوغربا إخراج أي قوة أجنبية موجودة على الأرض الليبية، لأن هذا يتطلب حكومة موحدة وسلطة تنفيذية تتخذ قرارات واضحة وموحدة وتبسط سيطرتها وسيادتها على كافة التراب الليبي.

ورأى أنه لابد من التغيير الجذري وليس تغييرا للسلطة التنفيذية فحسب بل تغيير كل الأجسام متهالكة الشرعية للوصول بالبلاد لبر الأمان وحفظ سيادة واستقرار ليبيا.

كيف ترى تصريحات الدبيبة في بشأن رفض التدخل العسكري الروسي في ليبيا؟

حقيقة الأمر تصريحات رئيس حكومة الوحدة جاءت في سياق رفض كل التدخلات الأجنبية في ليبيا، خاصة التي لم تكن لها اتفاقات رسمية مع حكومة الدبيبة باعتبارها الحكومة الوحيدة المعترف بها دوليا حتى الآن.

وفيما يتعلق بقدرة الحكومة على مواجهة التدخلات العسكرية، أعتقد أنه في ظل الانقسام الحالي بين السلطات التنفيذية، لا تستطيع أي حكومة شرقا أو غربا إخراج أي قوة أجنبية طالما لم تكن هناك حكومة موحدة تنفذ قرارات واضحة وتبسط سيطرتها وسيادتها على كافة التراب الليبي.

وتعقيبا على التدخل الروسي، روسيا كأحد القوى الدولية تحاول تعزيز وجودها في إفريقيا، خاصة بعد انسحابها من سوريا. وليبيا تعتبر بوابة استراتيجية لهذا التواجد، بالإضافة إلى دول أفريقية أخرى ستكون منطقة نفوذ روسي، وفي رأيي استمرار الانقسام السياسي في ليبيا، سيعزز من تنامي وزيادة التواجد العسكري لقوى دولية في ليبيا، وفي النهاية الدول المتداخلة في الملف الليبي تستفيد من هذا الوضع السياسي الليبي المتشظي وذلك لصالح إعادة تموضعها في المنطقة وتمرير أجنداتها.

ما هي فرص تحسين العلاقات بين حكومة الدبيبة وروسيا في ظل الظروف الحالية؟

العلاقات مع روسيا ستشهد مزيداً من التوتر، خاصة بعد حادثة اعتقال سائح روسي في ليبيا، وكذلك توافد القوات الروسية حسب عديد التقارير.

هذا التوتر قد يؤدي إلى صدام سياسي مع روسيا أو إلى تفاهمات بين الأطراف المتداخلة في الشأن الليبي لتقليل التوتر. في هذا السياق، سيكون من الصعب على حكومة الوحدة التعامل مع الجانب الروسي بشكل متوازن في هذه المرحلة.

كيف تقرأ تصريح الدبيبة بشأن ترحيبه بحكومة منبثقة عن مجلس نواب جديد ومنتخب؟ هل يمكن أن يكون بداية لتغيير سياسي أم رفضا لخطة ستيفاني ولقاء بوزنيقة؟

تصريحات الدبيبة بشأن ترحيبه بحكومة جديدة منبثقة عن مجلس نواب منتخب أبوزنيقة هي بداية تفاعلية مع الضغوط الدولية لتشكيل حكومة جديدة ولكن تختلف مع رؤية الحكومة، فهي تؤكد ضرورة إجراء تعديلات على القوانين الانتخابية قبل أي انتخابات. الحكومة ترى أن القوانين الحالية غير قابلة للتنفيذ ولا تضمن نزاهة الانتخابات.

أما بالنسبة لتغيير الحكومة، فإن الحكومة الحالية تركز على ضرورة وجود قوانين قابلة للتنفيذ وتأمين انتخابات شاملة دون الدخول في مرحلة انتقالية جديدة، رغم أن هذه المسألة قد تكون معقدة في ظل الانقسامات الحالية.

كيف تفسر تصريحات الدبيبة بشأن الفساد في الإعلام ودوره في الصراع السياسي؟

الدبيبة أشار إلى أن الإعلام في ليبيا أصبح أداة موجهة لأغراض سياسية ضيقة. الإعلام الموجه ضد أطراف معينة يعزز خطاب الكراهية ويفاقم الصراع السياسي. من الضروري أن يكون الإعلام موحدًا ويعمل على دعم العملية السياسية والتحضير للانتخابات. في ظل الوضع الحالي، يجب أن يركز الإعلام على المصلحة العليا للبلاد.

ما رأيك في نتائج حوار بوزنيقة وتأثيره على الأزمة السياسية؟

حوار بوزنيقة بين مجلسي النواب والدولة يعد خطوة مهمة، لكن التفاهم بين هذين المجلسين فقط دون الأطراف الأخرى قد يؤدي إلى تشكيل حكومة ضعيفة وغير معترف بها. من الأفضل أن تشارك كل الأطراف السياسية في هذه العملية، وبدعم البعثة الأممية، لتجنب تشكيل حكومة لا تحظى بشرعية دولية ولاتمثل جميع الفرقاء الليبيين.

كيف ترى مستقبل حكومة الوحدة الوطنية في ظل التحديات الحالية؟

من الواضح أن هناك حاجة لتغيير جذري في ليبيا. هذا التغيير يجب أن يشمل جميع المؤسسات وليس فقط الحكومة. من الأفضل أن ينخرط الجميع في المبادرة الأممية، وأن يكون هناك توافق على قانون انتخابي شامل يضمن نزاهة الانتخابات ويقود البلاد نحو حكومة شرعية منتخبّة.

هل تستطيع ليبيا الحفاظ على سيادتها في ظل التدخلات الدولية المتزايدة؟

ليبيا تقع في نقطة التقاء وتلاطم بين القوى الكبرى مثل روسيا وأمريكا والغرب، وما يحدث من توافد للأسلحة والقوات الروسية قد يسهم في تحويل ليبيا إلى ساحة صراع سياسي وعسكري بين هذه القوى.

ومن الضروري على كل الأطراف الليبية أن تتفق على حكومة موحدة في أقرب وقت ممكن تمثل كل الليبيين وتعمل على حماية سيادة البلاد وتصل بنا لانتخابات عامة لتجنب الانزلاق إلى صراع دولي بأياد داخلية الخاسر فيه هم الليبيون ولن يدفع ثمن هذا الصراع إلا الليبيون أنفسهم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here