أفريقيا برس – ليبيا. كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة “Archaeological and Anthropological Sciences ” عن تفاصيل صناعة ميزان روماني نادر يعود إلى نحو 1700 عام، عُثر عليه في منطقة معلاّتة الريفية قرب مدينة لبدة الكبرى الأثرية شمال-غرب ليبيا.
ووفق الدراسة، التي أجراها محمد عبد البر من جامعة دمياط بمصر وعلي الفتني من جامعة المرقب بليبيا، ينتمي الاكتشاف إلى نوع ميزان العَقّالة الروماني (Steelyard Balance)، وهو أداة تجارية محمولة كانت تُستخدم في الأسواق لقياس الأوزان بدقة عالية اعتماداً على مبدأ الرافعة.
ورغم أن الميزان غير مكتمل، فقد احتفظ بالذراع الرئيسية، وصحن الوزن، ونظام السلاسل، بينما فُقد الثقل الانزلاقي وعلامات التدريج بسبب التآكل.
وأظهرت التحليلات باستخدام مطياف الأشعة السينية المحمول (pXRF) أن الرومان استخدموا سبائك مختلفة لكل جزء: إذ صنعت الذراع من البرونز (نحاس وقصدير ورصاص)، بينما صُنع الصحن من نحاس نقي تقريباً لتسهيل تشكيله. وكشف الفحص المجهري أن سلاسل التعليق صُنعت بتقنية مركّبة متقدمة، إذ لُفت شرائط نحاسية حول نواة عضوية من ألياف نباتية، في مثال مبكر للمواد متعددة المكوّنات.
وبحسب الدراسة، تعرض الميزان خلال قرون الدفن لتدهور شديد بسبب التربة الغنية بالكلوريدات، ما أدى إلى تكوّن مركبات تآكل مثل الأتاكاميت المرتبط بمرض البرونز، إضافة إلى تآكل بيني عميق يُضعف البنية المعدنية، كما كشفت التحاليل عن تحلل شبه كامل لبقايا مكوّن خشبي كان جزءاً من الميزان.
ويؤكد الباحثان أن القطعة – العُثر عليها في مقبرة هنشير لوربو المؤرّخة بين القرنين الأول والرابع الميلاديين – تقدم دليلاً على ازدهار النشاط التجاري في المناطق الزراعية المحيطة بلبدة الكبرى، إحدى أهم مدن الإمبراطورية الرومانية على المتوسط.
وتختتم الدراسة بالتشديد على أهمية التدخل العاجل لمعالجة التآكل واستقرار الحالة الكيميائية للقطعة، مؤكدة أن الحفاظ على مثل هذه الأدوات يساهم في فهم التكنولوجيا الرومانية ودور الميزان في الاقتصاد القديم بشمال أفريقيا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس





