أفريقيا برس – ليبيا. قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، اليوم السبت، إن سيادة ليبيا الحقيقية في إدانة الإرهاب، مشيرًا إلى أن ممارسات مخابراتية سابقة ورّطت ليبيا وجعلتها حاضنة للإرهاب، وذلك في إشارة جديدة إلى موقف حكومته من حادثة تسليم المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف في كلمة خلال مشاركته الاحتفال بالذكرى السادسة لعملية “البنيان المرصوص” في مدينة مصراتة، “آن الأوان أن تُرفع عن ليبيا صفة الإرهاب الذي دفعت ثمنه باهظاً لسنوات من عمر تقدمها وقوت أبناءها”.
وتابع الدبيبة، “يبقى الإرهاب واحد مهما كان مصدره بفتوى دينية أو سياسية، سواء كان في الداخل أو الخارج”، لافتًا “موقفنا تجاه الإرهاب ثابت لا يتغير ونستهجن ونرفض كل من يدعمه”.
وأكد أن القضاء على الإرهاب في كل جوانبه هدف أساسي لكل الليبيين، وستظل ملحمة البنيان المرصوص وسام الشرف للشجاعة والدفاع عن الوطن وحمايته من الإرهاب والدواعش.
وقال الدبيبة: “من أجل سيادة ليبيا وبكل شجاعة أؤكد على ضرورة أن تكون بلادنا شريك إيجابي في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه ولن نلتفت للشعارات الوهمية”.
وأضاف لأول مرة تخوض قواتنا معارك ليلية حامية الوطيس في12مايو عام2016، وكانت منطقة السدادة بداية المعركة الحاسمة، مشيرًا إلي أنها “جسدت لحظاتها تحرير المناطق الليبية ابتداءً من أبوقرين والوشكة وحتى إعلان تحرير مدينة سرت بالكامل في 6 من ديسمبر عام 2016.
وأردف قائلاً: “بكل فخر نحيي الذكرى السادسة لمعركة “البنيان المرصوص” الخالدة في تاريخ ليبيا المعاصر، وأن إحياء معركة “البنيان المرصوص” يعد انتصارًا للوحدة الوطنية ودعوة قوية لتوحيد الكلمة ورص الصفوف.
كما حيا الدبيبة أمهات الشهداء وزوجاتهم وبناتهم وكل الحرائر اللواتي دعمن المعركة، مؤكدًا أنها كانت “معركة مشرفة رفع فيها المقاتلون راية الوطن من مختلف مناطق ليبيا وتكبير ثورة فبراير كان عنوانها لا حرية ولا مكان للإرهابيين بيننا”.
وكان المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود المريمي، والذي كان يعمل كضابط في الاستخبارات الليبية خلال عهد الرئيس معمر القذافي، قد عاد للواجهة مرة أخرى بعد سنوات لإثارة جدل سياسي داخل الأوساط السياسية الليبية والإقليمية بعد أن أعلنت حكومة الوحدة الوطنية تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي اتهمته في وقت سابق بالتورط في تفجير طائرة أمريكية فوق بلدة لوكربي بإسكتلندا عام 1988.
وأمس الجمعة نددت وقفة احتجاجية في العاصمة طرابلس بتسليم المواطن الليبي بوعجيلة مسعود المريمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل عدة أيام. ورفع المحتجون شعارات مناهضة لحكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبدالحميد الدبيبة، وكان من بين المشاركين أقارب المواطن الليبي أبوعجيلة.
وأثار تسليم حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة المواطن الليبي بوعجيلة مسعود المريمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدعوى تورطه في قضية لوكربي ردود فعل واسعة على المستوى المحلي.
وأعلن النائب العام، الصديق الصور، أنه يعمل على كشف ملابسات القضية، عبر بدء التحقيق في واقعة تسليم أبو عجيلة للولايات المتحدة، بعد تلقيه شكوى من أسرته بالخصوص، لافتاً إلى أن عملية التسليم تمت دون علم السلطة القضائية ووكلاء النيابة.
ودعا أعضاء في مجلس النواب لعقد جلسة طارئة بالخصوص، واعتبروا أن ما حدث من تسليم وإعادة فتح قضية لوكربي “خيانة عظمى”، وطالبوا باتخاذ إجراءات محلية ودولية لاستعادة مسعود. وتسائل ناشطين محليين حول إبرام صفقة بخصوص تسليم أبو عجيلة للولايات المتحدة، على خلفية اتهامه بصنع القنبلة التي أدت إلى تفجير الطائرة قبل نحو 33 عاماً.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس