أفريقيا برس – ليبيا. احتضنت مدينة إسطنبول التركية، الأربعاء، لقاء يجمع أكثر من 50 شخصية سياسية ليبية ورؤساء أحزاب ومستقلين فاعلين في المشهد السياسي للبحث عن مخرج من الأزمة السياسية الراهنة، وشروط ومعايير اختيار رئيس البلاد، ورئيس السلطة التنفيذية، وكتابة ميثاق وطني يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
وبحسب وثيقة صادرة عن الملتقى فإن اللقاء التشاوري يهدف لتوحيد الجهود الوطنية في إطار حوار وطني صريح وشامل، يسعى القائمون عليه بأن يكون من نتائجه توحيد القوى الوطنية من مختلف التيارات الفكرية والسياسية والمجتمعية للوصول إلى نواة مشروع وطني يجد القبول من جميع شرائح المجتمع، وكذلك العمل على مسودة للمشروع الوطني، والإعداد للحوارات القادمة بهدف اختيار حكومة تلبي مطالب وتطلعات الشعب.
وسيتشاور المشاركون في الملتقى – بحسب الوثيقة – حول الشروط والمعايير التي يتم على أساسها اختيار رئيس البلاد، ورئيس السلطة التنفيذية، وكتابة ميثاق وطني يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، والسيادة الوطنية ويلتزم بالمثل والقيم الدينية والوطنية والسياسية والأخلاقية والإنسانية، وفي مقدمتها مكافحة الفساد، وتحقيق العدالة والمصالحة الوطنية، والتنمية الشاملة.
وقال سفير ليبيا السابق في المغرب -أحد المشاركين في اللقاء – في تصريح لوكالة الأنباء الليبية -إنهم يهدفون من خلال هذا اللقاء الوطني إلى الاتفاق على آلية للخروج من حالة الانسداد السياسي في البلاد والوصول للانتخابات وتحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية وخروج جميع القوات الأجنبية من البلاد.
وأضاف أن الليبيين وصلوا إلى قناعة بضرورة قيام مشروع وطني يقود الشعب في الخيارات الوطنية، والانتقال إلى مرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة؛ دولة الدستور والحريات والمواطنة، وحقوق الإنسان والتي تسعي لأن تكون ليبيا في مصاف الدولة المتقدمة على جميع المستويات.
ومن جانبه قال علي الصلابي عضو الأمانة العامة لعلماء المسلمين – إن الاجتماع هو امتداد للقاءات سابقة تمت بين أطراف وقوى ليبية متعددة داخل ليبيا وخارجها، وهو جزء من الحوار الدائر بين الليبيين من أجل التمهيد لمؤتمر وطني جامع وكبير في ليبيا، من خلال التواصل مع القوى السياسية والاجتماعية.
وتابع، أن الهدف من الاجتماع هو إنهاء الخلافات القائمة بين الليبيين، وتوحيد مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، والوصول إلى ثوابت وطنية، وميثاق يعزز مسار السلام والمصالحة الوطنية بين الليبيين، ومعالجة التصدع في النسيج الاجتماعي.
وأكد الصلابي أن اللقاء يمثل طيفا واسعا من الليبيين للاستماع إلى بعضهم البعض، ولا يستثني أحدًا، سواء كان في السلطة أو المعارضة، مشيرا إلى أن الشرعية يجب أن تُستمد من خلال صندوق الاقتراع.
وأضاف أن ليبيا في أشد الحاجة إلى حوار وطني شامل، هدفه توحيد البلاد، والابتعاد عن الاحتراب والاستقطابات والخلافات العقيمة، والبحث عن الآليات والحلول التي تعود بالخير على الشعب والدولة”، على حد ادعائه.
وبدوره قال رئيس حزب المستقلين الديمقراطي سامي الصيد الرخصى، إن اللقاء جاء في توقيت مهم للغاية بعد العجز الذي أصاب كل الأجسام التشريعية والتنفيذية من القدرة على الخروج من الانسداد السياسي بالإضافة إلى التشكيك في شرعيتها ومصداقيتها مما يلقي بالمسؤولية على الكيانات السياسية والشخصيات الوطنية للسعي إلى إيجاد تصورات جادة وموضوعية وتحقق المصلحة العليا للمواطن الليبي والدولة الليبية وتنهي الفترات الانتقالية وتصل بنا إلى الاستقرار الدائم من خلال انجاز الاستحقاق الانتخابي والدستوري.
وأضاف “نحن كحزب قمنا بإعداد تصور نراه موضوعي ويوظف تشريعات وأدوات موجودة ويمكننا من إجراء الانتخابات الوطنية خلال ستة أشهر ويأخذ في الاعتبار خارطة الطريق والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن بخصوص الحالة الليبية، وانتهاز الفرصة للخروج بتصور يستهدف تحقيق مطلبين مهمين وهما تجديد شرعية الأجسام السياسية والحد من التدخل الخارجي”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس