موريتانيا واسبانيا تأسفان للاعتداء على أوكرانيا وتقرران توسيع تعاونهما

14
موريتانيا واسبانيا تأسفان للاعتداء على أوكرانيا وتقرران توسيع تعاونهما
موريتانيا واسبانيا تأسفان للاعتداء على أوكرانيا وتقرران توسيع تعاونهما

أفريقيا برس – موريتانيا. أكدت إسبانيا وموريتانيا « أسفهما للاعتداء على أوكرانيا، وتمسكهما بقوة بمبادئ الأمم المتحدة وبالقانون الدولي وفقاً لقرار الجمعية العامة الصادر بتاريخ 2 آذار/مارس 2022، ودعوتهما لاحترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وعبر البلدان عن انشغالهما العميق بتدهور الوضع الإنساني في أوكرانيا ومحيطها».

جاء ذلك في بيان مشترك تمخضت عنه زيارة أداها الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني لإسبانيا.

وبخصوص علاقات موريتانيا مع الاتحاد الأوروبي، سجلت إسبانيا وموريتانيا بارتياح، وفقاً للبيان المشترك، حصيلة العمل باتفاقية كوتونو التي تعود بالنفع المتبادل على الجانبين، واتفقتا على أن دخول اتفاقية ما بعد كوتونو الجديدة حيز التنفيذ سيسهم في عصرنة آليات التعاون وتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وموريتانيا، كما سيمكن من رفع التحديات العالمية التي يواجهها كلا الجانبين، ولا سيما التغيرات المناخية والهجرة والتنمية البشرية والسلم والأمن والنمو الاقتصادي المستدام.

ورحب البلدان بالمصادقة الأخيرة على اتفاقية الشراكة في مجال الصيد المستدام بين الاتحاد الأوروبي والجمهورية الإسلامية الموريتانية والبروتوكول المطبق له، والذي سينظم العلاقات في مجال صيد الأسماك على مدى السنوات الخمس المقبلة، ضمن هذه الاتفاقية التي تشكل إطاراً يعود بالنفع المتبادل على الجانبين ويكرس مبدأ الاستدامة.

وأكد البيان «أن موريتانيا وجهة مهمة لأسطول الصيد الإسباني، حيث جددت إسبانيا التزامها بالمساهمة في تطوير واستدامة صناعة صيد الأسماك في موريتانيا وتعزيز أثرها الإيجابي على السكان».

ووفقاً للبيان، نوهت موريتانيا بالتزام إسبانيا وريادتها من أجل ترقية الأجندة الأورو متوسطية والاتحاد من أجل المتوسط، واتفق البلدان على ضرورة تعميق التعاون في المنطقة، وجددا رغبتهما في المشاركة بفعالية في المؤتمرات الوزارية المختلفة والمنتديات الإقليمية للخبراء والمبادرات الأخرى التي تم إطلاقها في إطار الاتحاد من أجل المتوسط ​​لتعزيز التعاون الأورو متوسطي، لا سيما في القطاعات ذات الأولوية مثل مكافحة كوفيد -19 والتشغيل والرقمنة والتعاون بين منظومات الحماية المدنية الوطنية والبيئة والعمل من أجل المناخ والمياه والطاقة والاقتصاد الأزرق أو النقل.

وأكد البلدان التزامهما حيال منتدى الحوار 5+5 مع اعترافهما بأهميته كنواة مركزية للحوار السياسي في منطقة غربي المتوسط، كما اتفق الطرفان، طبقاً للبيان المشترك، على العمل معاً من أجل الدفع به في سياق ما بعد الجائحة، بوصفه آلية قيّمة للتفكير المشترك في الإطار الإقليمي.

واستعرض الجانبان، حسب البيان، أوضاع المنطقة المغاربية، معربين عن «قلقهما حيال أي تصعيد محتمل»، مؤكدين على «ضرورة تحقيق مزيد من الاندماج الإقليمي في المنطقة، وهو ما يتطلب منهما مزيداً من الجهود المشتركة من أجل دفع العمل».

وسجل البلدان «مدى التطابق الذي تتسم به مواقفهما بخصوص التحديات التي تواجه منطقة الساحل، بوصفها تشكل رهاناً كبيراً بالنسبة إليهما، واتفقا على القيام بمزيد من الجهود من أجل التشاور في هذا الفضاء».

وبخصوص الوضع في مالي، أعرب البلدان عن قلقهما إزاء تدهور الوضع الأمني وانعكاساته على استقرار المنطقة، واتفقا على ضرورة دعم جمهورية مالي في محاربة الإرهاب؛ مؤكدين التزامهما حيال استقرار مالي وتحقيق تنمية مستدامة فيها. وشدد الطرفان على أهمية احترام الحكومة الانتقالية لالتزاماتها وتقديم جدول زمني لتنظيم الانتخابات العامة من أجل استعادة النظام الدستوري في البلاد.

وأعلنت موريتانيا وإسبانيا في بينهما المشترك، عن عزمهما وتصميمهما على «مواصلة التعاون في شتى المجالات لاسيما مجالات الصحة والهجرة والأمن وصيد الأسماك، باعتبارها باتت قطاعات تعاون تقليدية، مع توسيع نطاقات التعاون إلى مجالات جديدة تلبي طموحاتهما».

واستعرض الجانبان، حسب البيان، «العلاقات الطيبة التي تربط بينهما والتي تمتاز بحسن الجوار والصداقة وتتأسس على أواصر تاريخية وثقافية عميقة، وتطرقا إلى مختلف العلاقات المتنوعة والمميزة بين البلدين، واتفقا على القيام بما يلزم من أجل المصادقة على «معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون» التي تم توقيعها عام 2008 للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى».

واتفقت إسبانيا وموريتانيا على الحاجة إلى مواصلة تطوير مجالات التعاون بما يتجاوز تلك الموجودة بالفعل، لا سيما في مجال التعليم العالي والتكوين المهني والسلامة على الطرق والحماية المدنية، في إطار عملية التحديث التي تنفذها موريتانيا في هذه المجالات.

وسجل البيان المشترك متانة العلاقات بين وزارتي الدفاع المندرجة في إطار اتفاقية التعاون الدفاعي لعام 1990، وانتظام عقد اللجان الثنائية المشتركة لاجتماعاتها من أجل ترسيخ آليات التعاون، وبناء القدرات والتكوين.

وفي المجال الاقتصادي، اتفقت إسبانيا وموريتانيا على تكثيف التعاون التجاري والاستثماري، ورحبتا بعقد منتدى أعمال في إطار هذه الزيارة، مع ملاحظة وجود إمكانيات لتطوير التعاون في مختلف المجالات التي تهم البلدين، مثل الطاقة المتجددة والزراعة والثروة الحيوانية وصيد الأسماك وصناعة الأغذية الزراعية والصحة والنقل والبناء والبنية التحتية.

وسجل البيان المشترك ما يربط إسبانيا وموريتانيا من وشائج تاريخية وثقافية شكلت موروثاً قوياً يعود إلى الحقبة المرابطية، حيث جددت إسبانيا التزامها بالمساهمة الفعالة في الحفاظ على التراث الموريتاني وحمايته من خلال مشاريع التعاون الثقافي بين المدن التاريخية.

وعاد الرئيس الموريتاني إلى نواكشوط في نهاية زيارة رسمية قام بها لإسبانيا تلبية لدعوة من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيث، على رأس وفد كبير ضم وزراء الشؤون الخارجية والتعاون، والشؤون الاقتصادية وترقية القطاعات الإنتاجية، والصيد والاقتصاد البحري، والزراعة، والتجارة، والصناعة التقليدية، والسياحة، إضافة لرئيس الاتحاد العام للمقاولين الموريتانيين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس