أفريقيا برس – موريتانيا. أعاد الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني، الثقة في محمد ولد بلال الوزير الأول الموريتاني المستقيل، وكلفه بتشكيل حكومة جديدة بدل الحكومة التي استقالت مساء الثلاثاء. ويقود محمد ولد بلال منذ آب/أغسطس 2020، ثاني حكومة يشكلها الرئيس الغزواني منذ وصوله للسلطة في انتخابات 2019.
وسيبدأ ولد بلال مشاورات لتشكيل الحكومة وسط تكهنات بأنها ستكون حكومة جديدة بالكامل، لكن إعادة الثقة في الوزير الأول المستقيل يؤكد بأن الرئيس الغزواني قد يبقي على بعض وزراء الحكومة المستقيلة. وجاء تغيير الحكومة الموريتانية في خضم هزة أحدثتها انتقادات شديدة غير مسبوقة وجهها الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني للإدارة الموريتانية، وعرض فيها أمثلة لفساد الإدارة، منها تلقي رئاسة الجمهورية يومياً لآلاف الرسائل من طرف المواطنين الذين يطرحون فيها مشاكل يمكن حلها، حسب تأكيدات الرئيس، بشكل سريع لو كانت الإدارة تقوم بعملها بالشكل المطلوب”.
ودعا ولد الغزواني “جميع المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم، وأن على كل مسؤول حكومي معاجلة الاختلالات أو ترك منصبه لشخص آخر”. وانشغل الساسة والمدونون الموريتانيون بحدث استقالة الحكومة، وهم بين يائس لا ينتظر جديداً، ومن يقدم النصائح للرئيس، ومن يحذر الرئيس من تعيين حكومة ضعيفة أو اللجوء لتدوير أشخاص فشلوا في حكومات سابقة.
حكومة إنجاز
وخاطب الإعلامي هيبة الشيخ سيداتي الرئيس الغزواني، قائلاً: “ما تحتاجونه، ويحتاجه المواطن، حكومة إنجاز تكون في مستوى التطلعات والاستحقاقات، حكومة إنجاز قادرة على الاستجابة لمتطلبات الظرفية التي تمر بها البلاد ومواجهة التحديات التي يفرضها الوضع الإقليمي والدولي، حكومة إنجاز تملك القدرة على تهيئة البلاد لاستغلال مواردها الواعدة وتحقيق رهانات التنمية”. وقال: “يحتاج البلد فريقاً حكومياً يهتم بانشغالات المواطن الراهنة، ويراعي طموحاته المشروعة لبلدنا الذي بات بحاجة ماسة إلى دفعة إنجاز تحرر المواطن من وطأة الإحباط وتمنحه جرعة أمل وتضع قطار تنمية البلد على السكة”. وأضاف سيداتي: “تذكروا حال المشاريع المتعثرة، وفكروا في الفساد المستشري، واستحضروا الحسابات الصغيرة والصراعات البائسة التي تعيق العمل الحكومي وتعرقل تطور المؤسسات، و تذكروا واقع مجتمعنا وبلدنا الذي صارحتم به جاليتنا في إسبانيا، وواقع إدارتنا الذي تحدثتم عنه في قصر المؤتمرات”. وزاد: “لا يحتاج بلدنا في الوقت الراهن إلى محترفي تنشيط مهرجانات وتنصيب خلايا حزبية، بل لا يحتاج لسياسيين بأوزان انتخابية مؤثرة، بقدر ما يحتاج بلدنا إلى فريق يمتلك من الكفاءة والاستقامة والتحلي بالمسؤولية والقدرة على الانسجام والإنجاز ما يؤهله لتعبئة الموارد الوطنية واستقطاب الاستثمارات الخارجية وحسن إدارة ذلك كله بما يدفع قدماً تنمية وازدهار البلد ورفاه وسعادة المواطن”.
وتابع: “سيتحدثون عن التوازن الجهوي والقبلي والعرقي؛ نعم.. تجب مراعاة تنوع مجتمعنا، لكن الكفاءة موجودة في كل الجهات والأعراق والقبائل، فليكن الاختيار من بين الأكفاء، الذين لا ينبغي أن يحجبهم عنكم صخب النخب المغشوشة وتسابقها إلى المنتديات الاجتماعية والمنابر السياسية وواجهات المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي”.
مسح الطاولة
واقترح الإعلامي عبد الله سيديا على الرئيس الغزواني مسح الطاولة بتعيين فريق حكومي جديد بالكامل، وقال: “بعد استقالة الوزير الأول ليس أمام الرئيس سوى خيار مسح الطاولة، فإعادة تدوير الفاسدين والوجوه المحنطة في الأنظمة السابقة لن تعني سوى مزيد من الفشل والتخبط؛ وأتمنى صادقاً أن يبادر هذا الرئيس إلى تغيير هادئ في الوجوه والسياسات فقد تعبنا من تعاقب الحكومات وثبات الفساد والفشل”.
وكتب المدون البارز حبيب الله أحمد: “لدينا حوالي سبع ساعات بعد تقديم الوزير الأول الاستقالة أو لإقالة حكومته ولم يتردد اسم خلفه ولا أسماء الوزراء القادمين، ويعنى ذلك أن قوقعة صمت الرئيس سميكة وأن ولادة الحكومة الجديدة ستكون في غرفة موصدة الأبواب، ولكن بطريقة طبيعية لا قيصرية فيها”.
وقال: “يواجه الرئيس أزمة فى تشكيل الحكومة. فالشعب غاضب بسبب رداءة عمل الحكومة المستقيلة أو المقالة، وهو غضب تحمضه ظروف معقدة اقتصادياً واجتماعياً فى ظل ارتفاع أسعار غير مسبوق، وغياب شبه كامل لسطوة الدولة ومهابتها، وليس منطقياً أن يغضب الرئيس درجة تفكيك الحكومة ثم يأتي بحكومة أضعف منها”.
وزاد: “ولا معنى لغضب الرئيس ما لم يغمض عينيه عن المحاصصة الجهوية والقبلية والعرقية ويبتعد بالحكومة عن ربقة الحزب الحاكم ويعتمد حكومة شبابية بها كفاءة ونظافة واستقامة حتى لو ضمت ثلاثة أشقاء من نفس الأسرة فنحن بحاجة لتعيين من أسرعت به شهاداته وكفاءته ولو أبطأت به مكانته ونفوذه”.
وأضاف: “نريد حكومة خبز وفأس وجرار وعربة وزيت وطحين، حكومة ميدان لا حكومة مكاتب، حكومة طحين لا حكومة جعجعة؛ فهل سيحقق لنا الرئيس طموحنا أم إنه لن يخرج من النقطة الأولى للمربع الأول.. لننتظر”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس