أفريقيا برس – موريتانيا. أكد الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني «أنه بالرغم من تأثر إفريقيا بالأزمات التي تجتاح العالم، فإن القارة تشهد اليوم ديناميكية جديدة، في التأسيس لأمن قاري جماعي، وفي تحسين البنى التحية الداعمة للنمو، مع التهيئة للاندماج الاقتصادي القاري المنشود، ومكافحة التغيرات المناخية».
جاء ذلك في كلمة ألقاها الغزواني أمام القمة الأمريكية الإفريقية المنعقدة حالياً في واشنطن، بحضور خمسين من قادة إفريقيا وبجدول أعمال يشمل أوجه التعاون الجديدة بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية المشاركة.
وأضاف الغزواني: «بيد أن قارتنا تبقى، في سعيها إلى تحقيق أهداف أجندة 2063، بحاجة ماسة إلى دعم كافة شركائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة».
وأضاف «أن تأثر كافة الدول بالانعكاسات السلبية للأزمات المتنوعة التي اجتاحت العالم مؤخراً، قد قوى الإحساس لدى الجميع بأن الإنسانية ذات مصير مشترك، لا محالة، وأنه لا إمكان لسلام مستديم وراسخ إلا في ظل أمن الجميع، تماماً كما لا إمكان لانتصار منفرد على التغيرات المناخية، فتلك معركة نربحها جميعاً أو نخسرها جميعاً»، حسب قوله.
«وإن في انعقاد قمتنا الإفريقية الأمريكية هذه، يضيف الرئيس الغزواني، من الدلالة على وعينا بترابط المصير، وبمسؤوليتنا اتجاه بعضنا البعض، ما يقوي أملنا بإسهامها في تعزيز التعاون الأمريكي الإفريقي، وترسيخ إيماننا المشترك، بمحورية الإنسان وحقوقه، وبقيم الديمقراطية، والتنمية المستديمة، والأمن والسلام».
وزاد: «إن قارتنا الإفريقية من أكثر مناطق العالم تضرراً بالأزمات الراهنة، وأشدها تأذياً بالاضطرابات الأمنية والتغيرات المناخية، وذلك لعوامل عديدة لا يتسع المقام لبسطها».
وعن موريتانيا، أكد الرئيس الغزواني «أن بلاده تبذل، كباقي أشقائها، جهوداً كبيرة في سبيل مواجهة مختلف التحديات الأمنية والبيئية والاقتصادية التي تجتاح العالم»، مضيفاً أنه «في هذا السياق، استطعنا في ظل محيط إقليمي ودولي شديد الاضطراب، تحقيق الأمن والسلام على أرضنا والتأسيس لتنمية مستدامة شاملة. كما نعمل جاهدين على صون حقوق الإنسان وترسيخ الحريات الفردية والجماعية، ونواصل، بجد وحزم، حربنا الشاملة ضد مخلفات الاسترقاق، والتمييز، والإقصاء، ومختلف أشكال الفساد، تأسيساً لحكامة رشيدة».
وشدد الغزواني على «أهمية دعم الولايات المتحدة الأمريكية لموريتانيا عبر تعاونها الثنائي المثمر والبناء معها»، مشيداً بإعلان الرئيس جو بايدن عن تأهل موريتانيا للاستفادة من برامج مؤسسة «تحدي الألفية» الأمريكية في دعم جهود الدولة الموريتانية في مجال مكافحة الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي».
ومع أن مهاجري الشتات من الشباب المعارض قد شوش كثيراً على زيارة الريس الغزواني الحالية للولايات المتحدة، فقد أكد حزب «الإنصاف الحاكم»، في بيان نشره الجمعة، «أن القمة الأمريكية الإفريقية المنعقدة في الولايات المتحدة الأمريكية شهدت الحضور المميز للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي أبرزت مشاركته المكانة التي أصبحت موريتانيا تحظى بها في المحافل الدولية، وهو ما برهنت النشاطات وما عبرت عنه حفاوة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والمؤسسات الدولية الشريكة».
وتوقف الحزب أمام مظاهر الحفاوة بالرئيس الغزواني في الولايات والتي من بينها منح الرئيس الجائزة القيادة المتميزة من طرف الأكاديمية الأمريكية للإنجاز، تثميناً للجهود المبذولة في مجال القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، واختيار موريتانيا من طرف المؤسسة الأمريكية «تحدي الألفية» للاستفادة من برنامج تمويلاتها.
هذا وحظي الرئيس الغزواني خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة بحفاوة أمريكية كبيرة، حيث كرمته الأكاديمية الأمريكية للإنجاز بمنحه جائزة القيادة المتميزة لبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وذلك في حفل نظمته الأكاديمية بحضور أعضاء في الكونغرس الأمريكي، ومستشارين في البيت الأبيض، ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية ويليام بيرنز.
وقوبلت زيارة الرئيس الغزواني للولايات المتحدة باهتمام رسمي أمريكي كبير، حيث قابل الرئيس الغزواني، الرئيس جو بايدن، واختارت مؤسسة تحدي الألفية موريتانيا ضمن الدول الإفريقية المستفيدة من برنامج تمويلي جديد، لدعم الإصلاحات الحكومية التي من شأنها الحد من الفقر من خلال دفع للنمو الاقتصادي، وأشادت نائبة الممثلة التجارية الأمريكية سارا بيانكي، بالتقدم الذي حققته حكومة موريتانيا في التصدي للعمالة القسرية.
وتأتي هذه الزيارة في ظرف يشهد فيه التعاون الموريتاني الأمريكي أوج تنوعه وقوته وبخاصة في المجالات العسكرية والأمنية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس
