أفريقيا برس – موريتانيا. أكد القنصل الأمريكي لدى نواكشوط، إيفان ستانلي، أنه “يقدر عدد الموريتانيين الذين عبروا من الحدود المكسيكية الأمريكية إلى الولايات المتحدة برقم يتراوح بين 10 أو 12 ألف متسلل”.
ووصف القنصل الأمريكي السفر الذي يقوم به المهاجرون الموريتانيون إلى الولايات المتحدة عبر حدود المكسيك، بأنه “سفر مكلف ومحفوف بمخاطر بينها الاختطاف وحتى الموت”.
وأضاف القنصل في مقابلة مع وكالة “الصحراء” الموريتانية المستقلة “أن الكثيرين ممن ينفقون الملايين ينتهي بهم الأمر في الولايات المتحدة إلى تحمل الديون”، وهو ما أكدته، حسب القنصل، قصص لأشخاص ذهبوا إلى الولايات المتحدة ووجدوا أنها مختلفة عن توقعاتهم”، مضيفاً “أن أميركا بلد مليء بالمشاكل، مثلها مثل أي دولة أخرى”.
وحول ما إذا كان لصعوبة وتعقيد إجراءات الحصول على التأشيرة، دور في ظاهرة الهجرة وتحقيق الحلم الأمريكي بالقفز عبر جدار المكسيك، أوضح القنصل الأمريكي بنواكشوط “أن هناك عدة عوامل تدفع الأشخاص إلى المرور عبر الحدود مع المكسيك، من بينها الإغراءات المبالغ فيها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتصرفات الجهات الفاعلة السيئة التي تعمل على تهريب هؤلاء المهاجرين”.
وقال: “الموريتانيون الذين يسافرون بهذه الطريقة غالباً ما يعرضون أنفسهم لرحلة خطيرة للغاية، حيث إنهم لن يتمتعوا بعد دخولهم إلى الولايات المتحدة، بالوضع المناسب للعيش أو بالعمل بشكل رسمي هناك”، مبرزاً “أن أفضل وسيلة حالياً للهجرة إلى الولايات المتحدة هي الدخول في برنامج يناصيب تأشيرة التنوع، وهو برنامج لا يستخدمه الموريتانيون كثيراً”، حسب تأكيده.
وحول ما ذكره مسؤول أمريكي مؤخراً عن وجود تنسيق بين الولايات المتحدة ودول من بينها موريتانيا لترحيل بعض المهاجرين، أوضح القنصل الأمريكي “أنه عند حدوث عمليات ترحيل من الولايات المتحدة، يكون هناك عموماً بعض التنسيق الأساسي مع الدولة المستقبلة بخصوص إصدار المستندات وما شابه ذلك”.
وحذر القنصل الأمريكي الراغبين في السفر إلى الولايات المتحدة “من التعامل مع شركات التحضير للتأشيرة، وقال: “هذه الشركات ليست لديها خبرة في التأشيرات؛ فأصحابها يسعون فقط لأخذ أموال المتقدمين وغالباً ما يقومون بملء النماذج بشكل غير صحيح أو بمعلومات خاطئة تؤدي إلى رفض التأشيرة”.
وأضاف: “بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الهجرة إلى الولايات المتحدة بشكل دائم، هناك عدد قليل من الخيارات مثل تأشيرات العمل في مهن معينة وبرنامج تأشيرة التنوع، وهي طرق تؤمن للراغب الهجرة بشكل قانوني إلى الولايات المتحدة”.
يذكر أن الحكومة الأمريكية أبدت مؤخراً قلقها البالغ إزاء تدفق الموريتانيين المهاجرين المتسللين بأعداد كبيرة جداً إلى الأراضي الأمريكية، وقد ناقشت السفيرة الأمريكية في نواكشوط هذه القضية مع الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني، كما نوقشت هذه المسألة الأسبوع الماضي في اجتماع عبر الفيديو كونفرانس، بين وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك ووزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس”.
ومن أسباب القلق الأمريكي الناجم عن تدفق الموريتانيين إلى الولايات المتحدة ما أكده حرس الحدود الأمريكي بخصوص توقيفه لنحو 14000 مهاجر موريتاني، بعد عبورهم الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.
ويجمع المهاجرون الموريتانيون الذين وصلوا إلى أمريكا “أن الرحلة من موريتانيا إلى أمريكا تكلف ما بين 8000 إلى 10000 دولار”، وهو مبلغ ضخم تدبره أسر المهاجرين بصعوبة بالغة عن طريق بيع الأراضي أو عن طريق الاقتراض.
ويعبر معظم المهاجرين الموريتانيين الحدود الأمريكية عبر ولاية أريزونا، وتصنفهم السلطات الأمريكية في خانة “الحالات الخاصة”، لكونهم قادمين من بلاد “غير آمنة” تنتشر فيها “الجريمة والإرهاب”، وفق تقارير وزارة الخارجية الأمريكية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس