أفريقيا برس – موريتانيا. أكدت العمليات القتالية المتواصلة منذ أيام في المنطقة الشمالية المالية، بين الجيش المالي والجيش الوطني الأزوادي التابع للإطار الاستراتيجي الدائم للحركات الأزوادية للأمن والتنمية، أن منطقة الساحل على وشك الدخول في حرب شرسة مفتوحة قد تتوسع للبلدان المجاورة لمالي.
وبالنظر لهذه التطورات الخطيرة الدالة على نذر حرب وشيكة، سلم وزير الشؤون الخارجية الموريتاني محمد سالم مرزوق، يوم الإثنين، رسالة من الرئيس الغزواني إلى الرئيس الانتقالي المالي أسيمي غويتا، يعتقد أن لها علاقة بالتطورات الأمنية والعسكرية المتوترة على حدود البلدين.
وتفقد وزير الدفاع الموريتاني الجنرال حننه ولد سيدي، رفقة الفريق المختار بله شعبان قائد الأركان العامة للجيوش، السبت الماضي، الوحدات العسكرية الموريتانية المرابطة على الحدود الشرقية، حيث أكد وزير الدفاع في كلمة أمام هذه الوحدات «حرص الرئيس الغزواني على جاهزية هذه الوحدات، وعلى ضرورة المثابرة في العمل والعناية بتكوين الأفراد وصيانة العتاد والسعي الدؤوب إلى تنمية القدرات العملياتية للوحدات الميدانية».
وازدادت العمليات القتالية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة شمال مالي بين الجيش المالي الذي يسعى لاحتلال مواقع قوة الأمم المتحدة «منوسما» التي تواصل انسحابها من الأراضي المالية بطلب من حكومة باماكو، والجيش الوطني الأزوادي التابع للإطار الاستراتيجي الدائم للحركات الأزوادية للأمن والتنمية، الرافض لتقدم القوات المالية نحو الشمال والذي يضم قوات ذات خبرة قتالية وجغرافية، أبرزها مقاتلو الحركة الوطنية لتحرير أزواد بقيادة الرئيس بلال آغ شريف.
وبانسحاب قوة الأمم المتحدة من شمال مالي، يرتفع الحاجز الدولي الذي كان يفصل بين الجيش المالي والجيش الوطني الأزوادي، وهذه القوة هي التي كانت تتولى، بتكليف أممي، متابعة تنفيذ اتفاق الجزائر للمصالحة المالية الموقع عام 2015 والذي لم يعلن أي من الطرفين الانسحاب منه، لكن التصرفات على الأرض تؤكد أنه قد انهار.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الأزوادي، العقيد مولاي آق سيدي مولاي، في تصريحات لـ «القدس العربي»، صباح الأحد، «أن الطرف الأزوادي وجد نفسه بعد انسحاب قوة الأمم المتحدة في موقع الدفاع عن النفس وفي مواجهة مباشرة مع النظام العسكري وميليشياته من الروس وغيرهم».
وأكد بيان عسكري للجيش الأزوادي تلقت «القدس العربي» نسخة منه، أن «وحدات هذا الجيش أغارت وسيطرت على قاعدة عسكرية للجيش المالي في بلدة توسا، التي تبعد 35 كيلومتراً عن دائرة بوريم، بولاية غاوة، حيث قتلت تسعة جنود ماليين وأسرت جنديين وغنمت سيارات ومعدات عسكرية».
وجاءت هذه العملية بعد عمليات أخرى وقعت خلال الأسبوع الماضي بين الجيش الوطني الأزوادي، حيث تصدى الأزواديون لرتل جمع قوات مالية وعناصر من مليشيا فاغنر كان متجهاً إلى كيدال.
وأكد بيان عسكري أزوادي «أن الرتل العسكري المالي حاول التقدم إلى دائرة أنفيف على بعد 112 كيلومتراً عن مدينة كيدال، وتصدت له قواتنا الباسلة بالصواريخ أرض جو، فيما تدخلت طيران العدو، وأسقطنا إحداها، وست طائرات مسيرة تابعة لفاغنر». ومما ساعد في اندلاع الحرب، الفراغ الناجم عن انسحاب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي» (مينوسما) التي حلت منذ تموز/يوليو 2013، محل بعثة الدعم الدولي لمالي تحت القيادة الأفريقية.
وحددت لهذه البعثة مهمة حفظ السلام، دون أن تملك تفويضًا بشن عمليات هجومية.
ويبلغ عدد بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، 13 ألف جندي من الخوذ الزرقاء، وهي إحدى أكبر البعثات التابعة للأمم المتحدة، في العالم، وقد دفعت ثمناً باهظاً لوجودها في مالي بمقتل أكثر من مئتين من أفرادها.
وقبل انسحابها بطلب من النظام العسكري في باماكو، كانت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، تنتشر داخل إقليم أزواد في مناطق غاوه، آنسنغو، وتينبكتو، وقوندام، وبير، وأقلهوك، وتسليت، وكيدال، ومنكا؛ وقد أصبحت هذه المناطق مفتوحة لمواجهات بين الجيش المالي الذي يعتبر الأزواديين «إرهابيين»، كما يرد في بياناته، والجيش الوطني الأزوادي الذي يدافع عن نفسه ويسعى لتقرير مصير شعب أزواد.
وتأسس الإطار الاستراتيجي الدائم للحركات الأزوادية للأمن والتنمية قبل سنتين، وهو تجمع للحركات الأزوادية مثل تنسيقية الحركات الأزوادية والحركة الوطنية لتحرير أزواد، والحركة العربية الأزوادية، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد وغيرها.
واتفق قادة هذه الحركات على تأسيس جيش موحد تحت مسمى الجيش الوطني الأزوادي، بقيادة موحدة عسكرياً وأمنياً وسياسياً، وهذا الجيش
هو الذي يخوض الحرب الآن ضد الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروسية والميليشيات الموالية للنظام المالي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس