المرشح الرئاسي أحمد صمب لـ”أفريقيا برس”: بإمكاننا التغيير وهزيمة النظام بسهولة، والمعارضة متوجسة من عرقلتها عبر غلق باب التزكيات

155
المرشح الرئاسي أحمد صمب لـ
المرشح الرئاسي أحمد صمب لـ"أفريقيا برس": بإمكاننا التغيير وهزيمة النظام بسهولة، والمعارضة متوجسة من عرقلتها عبر غلق باب التزكيات

آمنة جبران

أفريقيا برس – موريتانيا. أعلن القيادي المعارض أحمد صمب عبدالله ترشحه للانتخابات الرئاسية الموريتانية المقررة في يونيو المقبل مساء الأحد.

وفي حواره مع “أفريقيا برس”، كشف صمب عن أبرز عناوين برنامجه الانتخابي والذي يراهن فيه على إصلاح قطاعات التعليم والصحة والأمن وتعزيز علاقات موريتانيا الخارجية وتقوية الاستثمار والاقتصاد.

ورأى صمب أنه “بالوسع إحداث تغيير في البلد وهزيمة النظام بسهولة بسبب أداءه الضعيف وعدم رضا الشارع عن سياساته، إلا أنه في المقابل هناك مخاوف من عرقلة النظام لخصومه ومنافسيه من المعارضة عبر غلق باب التزكيات أمامهم، الأمر الذي يهدد المسار الديمقراطي”.

وأحمد صمب عبد الله هو مرشح للسباق الرئاسي في موريتانيا المزمع إجراؤه في 29 يونيو القادم، وهو مفتش عام للمالية وباحث في دكتوراه الإدارة والتسيير، وهو الناطق الرسمي بإسم الرئيس السابق ولد الشيخ عبد الله.

كمرشح للانتخابات الرئاسية الموريتانية المرتقبة، ماهي أبرز النقاط التي يقوم عليها برنامجكم الانتخابي؟

أبرز النقاط التي يقوم عليها برنامجي الانتخابي هو التعليم، فأنا أراهن على التعليم من حيث وضع سياسات جادة ونموذجية لإصلاحه، ويمر ذلك طبعا عبر تحسين ظروف المدرسين حيث أنوي إن وصلت إلى السلطة أن أضاعف أجورهم لأن المعلم يتقاضى راتبا زهيدا ما يعادل 250 دولار شهريا وهو مبلغ ضئيل جدا واقترح أن أضاعف هذا المبلغ ثلاث مرات ليصل إلى 700 دولار شهريا أو 1000 دولار، وأيضا سأعمل على بناء مدارس وأقسام كثيرة حتى يتقلص الضغط الطلابي، ويرتكز برنامجي أيضا على قطاع الصحة وسأحرص على محاربة الأدوية المزورة وسأزود جميع المستشفيات العمومية بجميع الآليات التي تحتاجها وتكوين الكفاءات الطبية وإنشاء جامعات للطب حتى نسد حاجة الشعب الموريتاني الصحية، وأيضا لإنهاء نزيف العملة الصعبة الذي يتسبب فيه هجرة الموريتانيين للخارج بهدف العلاج وهو ما يكلف الخزينة العامة أموالا طائلة ولكي نستعيد تلك الأموال ونمنع تدفقها إلى الخارج يجب أن نقدم خدمة تليق وتنافس مستشفيات الخارج حتى يقتنع الموريتانيون بالاستشفاء داخل بلدهم.

أما النقطة الثالثة فهي ترتكز على المجال الزراعي حيث أنوي تحقيق الاكتفاء الذاتي في الخضراوات وفي بقية المأمورية أنوي تحقيق الاكتفاء الذاتي في الحبوب والخضراوات والفاكهة التي يستهلكها الشعب الموريتاني.

ماهي تصوراتكم لإدارة السياسة الخارجية والملف الأمني أمام ما تعيشه موريتانيا من تهديدات أمنية في حال فوزكم بالانتخابات؟

في هذا المجال أنوي تحسين علاقات موريتانيا مع دول الجوار الأفريقية وكذلك العربية أي تعزيز علاقات موريتانيا الإقليمية والدولية بصفة عامة، وكذلك أنوي أيضا التحسين من أداء الجيش وتكوينه وتجهيزه بأحدث المعدات حتى يكون قادرا على ضبط الأمن على كافة التراب الوطني وكذلك مراقبته وحمايته لأننا نقع في منطقة رخوة يسودها العنف وأرضنا مترامية الأطراف تحتاج الكثير من الوسائل والكثير من الأفراد لحمايتها، بالتالي أنوي أن تقتني موريتانيا أجهزة عسكرية كثيرة مثل الطائرات وطائرات دون طيار بشكل مركز وكذلك جميع الآليات التي يحتاجها الجيش الموريتاني للدفاع عن أرضه حتى تكون له قوات رادعة تردع التهديدات الخارجية.

بالنسبة للملف الاقتصادي، كيف يمكن النهوض بواقع البلاد على هذا الصعيد وتحسين مستوى معيشة المواطن وهو أهم تحد أمام كل المرشحين السياسيين؟

كنت قد كشفت في السؤال الأول عن خطتي لتحسين الزراعة وهي تندرج في إطار خطة اقتصادية عامة ويضاف إلى ذلك أنني سأعمل على أن يتم تحويل جميع المواد الخام والثروات التي تستخرج في البلاد من حديد وتراب عبر مصانع محلية، علينا تحويل ثرواتنا داخل البلد وبالتالي خلق فرص العمل للشباب وحل مشكلة البطالة، ومن خلال ذلك يمكننا تصنيع المواد الخام وتصدريها مصنعة وهو ما سيزيد من القيمة الإضافية لها وسيرفع من أسعارها وهو ما سيدر على البلد مداخيل مالية أكبر بدل الحال الذي نحن عليه الآن، وكما ذكرت من شأن ذلك أن يساعد على خلق فرص العمل، وفيما يخص الثورة سمكية سيكون غالبية العاملين في المجال البحري للسفن من أبناء بلدنا وسأنهي العقود مع السفن الأجنبية التي أضرت بالبيئة وقللت من عدد الأسماك فيه وأثرت بشكل سلبي على اقتصادنا جراء ذلك، كما سأشجع التبادل التجاري بين موريتانيا ومحيطها ومع سائر دول العالم وسنفتح المجال لقدوم المستثمرين من خلال ترسانة قانونية تحمي الاستثمار الخارجي وتشجعه.

كيف يمكن للمرشح الرئاسي أن يكسب الرهان بالمشاركة في سباق يحظى بالشفافية في ظل منظومة انتخابية فاقدة للثقة ومهددة بتزوير النتائج؟

طبعا الاستسلام والانهزامية من أسوأ القرارات، بالتالي يجب أن نتحلى بالإرادة والعزيمة وأن نكون إيجابيين ومتفائلين، لا شيء يستحيل تغييره كل شي قابل للتغيير وكل التحديات يمكن رفعها، هناك وضعية اختلف معك عليها وهو أن الشعب غير راض على أداء الرئيس فهو غير مقتنع بأدائه لذلك سيجد صعوبة كبيرة في المنافسة من طرف منافسين يتسمون بالنزاهة ولم يسبق لهم أن اختلسوا المال العام أو ارتكبوا أخطاء فادحة تجعل الشعب لا يثق فيه، لذلك سيكون هناك فرصة كبيرة لهزيمته، صحيح أن هنالك مآخذ على لجنة الانتخابات لكن مع العزيمة والإرادة وحشد الجماهير وتعبئتهم لفرض التغيير يمكن بذلك هزيمة النظام بسهولة.

هناك توقعات بأن ينجح الرئيس الحالي ولد الغزواني بالفوز بولاية ثانية خاصة لما يحظى به من دعم غالبية الأحزاب وأيضا لاستحسان الشارع لإدارته للملف الأمني خصوصا وتحقيق تهدئة نسبية مع المعارضة، ما رأيكم في ذلك؟

لا أتفق معك أن الشعب الموريتاني راض عن أداء الرئيس الحالي بل كان أدائه دون المطلوب ولم يفي بتحقيق تعهداته ويعتبر أدائه ضعيفا مقارنة بسلفه ومقارنة بما وعد به الشارع الموريتاني، وبالتالي هناك نقمة عليه وهناك حالة من عدم الرضا، أما عن مساندة غالبية الأحزاب له فغالبيتها أحزاب كرتونية ضعيفة وليست لها قواعد، أما أحزاب المعارضة فغالبيتها ترفض هذا الحكم وتعتبره فاشلا وضعيف الأداء وهناك نقطة ايجابية تحتسب له وأبرزها هو الانفتاح السياسي وهو شيء يشكر ليذكر، مع ذلك فإننا نخشى أن يعمد هذا النظام على عرقلة المترشحين من خلال منعهم من التزكية وهو ما يعتبر تراجعا في الديمقراطية، ونحن كمرشحين عن المعارضة نتوجس من ذلك ونتوجس من محاولات سد الباب أمامنا، وسنرد على ذلك عبر بيانات ومظاهرات تنديدا بمحاولات التراجع عن هذا الانفتاح الذي يعد مكسبا للديمقراطية.

أما فيما يخص الجانب الأمني فقد شهد تحسنا منذ حكم الرئيس السابق، مع ذلك أصبحت لدينا مخاوف أمنية مؤخرا بسبب مجموعة فاغنر التي ذكرت تقارير أنها تسللت إلى الأراضي الموريتانية، كما أن كثير من الموريتانيين يتم قتلهم على الحدود الموريتانية في هذه الفترة وهو ما لم يقع في السابق.

خلال العامين الماضيين زاد الاهتمام الأوروبي والأمريكي بموريتانيا خاصة بعد الاكتشافات الواعدة التي بدأت تحقق في النفط والغاز واليورانيوم وبعض المعادن المهمة الأخرى، كيف تنظر لهذا الأمر وهل يمكن أن تتعرض موريتانيا بسبب ذلك إلى تهديدات أمنية وتفقد الاستقرار خاصة وأن الحدود الشرقية للبلاد هي بؤر توتر جاهزة للانفجار؟

طبعا هذا ما يؤرق الموريتانيين والساسة الموريتانيين، حيث تسبب مثل هذه الاكتشافات مشاكل وتهديدات لكل بلد لذلك يجب أن نبقى على علاقات ودية مع كل هذه الدول للخروج من هذه المرحلة والنجاح في المرحلة الانتقالية وحتى يكون هناك انتخابات شرعية وديمقراطية ونحاول إنهاء الانقلابات في منطقتنا، ولكن يجب أن يكون التعاطي مع هذه الدول بشكل ايجابي ويجب العمل على مساعدة الحكومات للخروج من المشاكل التي وقعت فيها والمرور إلى انتخابات.

بعد التطورات التي شهدتها منطقة الساحل من انقلابات وخروج دولها من مجموعة G5 كيف تنظر موريتانيا للأمن والاستقرار في منطقة الساحل؟

يجب أن لا يؤثر ذلك على علاقتنا مع دول الساحل المجاورة لنا، يجب أن يكون هناك علاقات مستمرة ووطيدة مع هذه الدول التي حدثت فيها انقلابات، طبعا نشجب الانقلابات وندينها لكن مصلحة البلد ومصلحة المنطقة والتهديدات التي تشهدها يفرض علينا أن نبقي على علاقات ودية تربطنا مع السلطات والمجموعات التي حكمت هذه الدول ونساعدها على الخروج من هذه المرحلة وإنجاح المرحلة الانتقالية حتى تكون هناك انتخابات شرعية وديمقراطية ونحاول إنهاء الانقلابات في منطقتنا لكن كما ذكرت عبر التعاطي الايجابي مع شؤون هذه الدول.

كيف ستكون سياسة موريتانيا مع الرئيس السنغالي الجديد الذي يطالب بإعادة النظر في اتفاقيات الغاز والحدود بين داكار ونواكشوط؟

إذا وصلت إلى الحكم سأسعى أن تكون العلاقات جيدة مع كل دول القارة خاصة السنغال لأن الشعب الموريتاني والسنغالي يعتبر شعبا واحدا ولهما علاقات متضاربة في التاريخ ويجب أن نحافظ على ذلك، وسنكون حريصين على تحسن العلاقات مع دول الجوار لكننا في المقابل سنعمل على تعزيز أمننا حتى يكون رادعا لكل من لا يرغب في الحوار والسلم، وبالتالي سنمد دائما يد الحوار والوفاق مع جارتنا لكن سنكون أيضا على أهبة الاستعداد لكل ما يترتب على أمور طارئة واستفزازات.

طرح الملك المغربي مبادرة الأطلسي لربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي، لكن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه دون موافقة موريتانيا، كيف تنظر نواكشوط لهذه المبادرة خاصة وأن المستفيد الأبرز هو المغرب؟

مبادرة الأطلسي بالنسبة لي مبادرة جيدة حتى لو كان المغرب هو المستفيد الأكبر، لكن تفوق موريتانيا الاستراتيجي يجعل من موافقتها شرطا لنجاح هذه المبادرة ويمكن استغلال ذلك الموقف حتى لا ينفرد المغرب وحده بالمكاسب، وحتى تكون موريتانيا المستفيدة الأكبر لذلك سيكون الأمر جيدا إذا تم ترتيبه ونقاشه على النحو الذي سيخدم دول المنطقة، لا ضرر أن نستفيد من ذلك وأن تستنفع جميع دول الجوار وأن تنتعش الأوضاع الاقتصادية والتنموية، لذلك لن أكون حاجزا لأي تنمية أو نمو أو ازدهار في المنطقة وستكون موريتانيا فاعلة في ذلك ما دام يخدم مصلحتها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس