
أفريقيا برس – موريتانيا. لم تهدأ ولعلها لن تهدأ، تلك الثورة التي فجرتها داخل موريتانيا الصدمة الناجمة عن عملية اغتيال إسماعيل هنية، تلك العملية الموصوفة عالمياً بـ «الجبانة والغادرة».
وتواصلت الخميس، مسيرات الاحتجاج في العاصمة نواكشوط، بل وفي القرى الداخلية الموريتانية على اغتيال الشهيد هنية. وكانت المسيرة التي شارك فيها الجميع بالآلاف هي المسيرة الضخمة التي جابت شوارع العاصمة قبل أن تتوجه إلى السفارة الأمريكية لتهز مبانيها بالشعارات المجلجلة المنددة باغتيال الشهيد هنية، وبالتواطؤ الأمريكي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
وأقسم خطباء المسيرة في شعاراتهم على الثأر للشهيد إسماعيل هنية، ولأطفال غزة، بل وأقسموا على «مواصلة المقاومة إلى حين تحقيق النصر، وتطهير أرض فلسطين من الغزاة قتلة الأطفال».
وإلى جانب التدوين الحي المندد بعملية الاغتيال، تواصلت تصريحات النواب وبيانات الأحزاب السياسية الموريتانية في إجماع على خطورة اغتيال الشهيد هنية.
وأكد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلاميون) في بيان له، أن «القائد المجاهد البطل (أبو العبد) إسماعيل هنيـة ارتقى شهيـدًا إلى ربه، وشاهداً على أمته وعلى الإنسانية بأكملها في خط المقاومة الطاهرة الشريفة التي جعلت من أبنائها وقوداً لطوفان الأقـصى الشريف، وجاهدت جهاد صدق لتكون كلمة الله هي العليا، وليتحرر بيت المقدس وأكنافه من رجس الصهاينة الغاصبين».
«إن هذا الاغتيـال الجبان الغادر من طرف الكيان الصـهيوني وداعميه، يضيف حزب التجمع، هو رسالة أخرى موجهة لكل أحرار العالم وقواه الحية، ورسالة كذلك من قوى المقاومة التي تقدم قادتها تباعاً وفي المقدمة منها ««حماس»» بأنها ماضية في الجهاد والنضال حتى تحرير آخر شبر من فلسطين المحتلة، محتسبة صابرة موقنة بوعد الله جل وعلا لا يضيرها تخاذل صديق ولا إجرام عدو».
ودعا حزب التجمع في بيانه «الشعوب الإسلامية كافة، لهبة صادقة قوية تقف مع المقاومة وتحرر أرض فلسطين السليبة» كما دعا «كل القوى الحية في البلد لرص الصفوف وبذل الوقت والمال نصرة لقضية المسلمين وتحرير الأقصى المبارك».
وخرج عدد من نواب الجمعية الوطنية الموريتانية في وقفة أمام البرلمان احتجاجاً على عملية اغتيال الشهيد هنية، حيث دعوا «العالم الحر والعالم الإسلامي للتوحد من أجل نصرة ومؤازرة الأهالي في غزة في محنتهم العظيمة، وفي التنكيل الذي يتعرضون له كل يوم».
وأكد النائب محمد ولد يحيى «أنه على الكيان المحتل أن يعرف بأن اغتياله، سيرفع الستار عن قائد جديد أكثر شراسة، للمقاومة».
واعتبر النائب إسلك ابهاه «أن عملية اغتيال هنية كشفت عن أيدي الغدر والخيانة، وأظهرت المستور حيث استبشر الصهاينة وأعوانهم بهذا الاغتيال».
ودعت البرلمانية ازعوره شيخا بيديه «كافة الأحرار بمشارق الأرض ومغاربها إلى تفجير هبة جديدة، يكون دم الشهيد هنية نارها التي تحرق الأعداء الصهاينة».
وأكد الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني «أن استشهاد القائد البطل المجاهد إسماعيل هنية في هذه العملية الجبانة لن يثني المقاومة عن مسار الجهاد؛ فعلى درب الشهداء المضمخ بالدماء الزكية كان يسير القائد والمجاهد إسماعيل هنية واثق الخطى يترقب الشهادة كمن مضى قبله من القادة المؤسسين أمثال الشيخ أحمد ياسين والشيخ عبد العزيز الرنتيسي وغيرهما».
وجددت جبهة المواطنة والعدالة في بيان آخر «إدانة الحرب الظالمة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة وسائر فلسطين وتترحم على الشهداء؛ كما شجبت صمت العالم اتجاه حرب إبادة تستهدف البشر والحجر والشجر».
وأدانت الجبهة «تآمر دول عديدة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، على شعب فلسطين بدعمها اللامحدود للجرائم الإسرائيلية»؛ داعية «شعوب الأمة، ومنها الشعب الموريتاني الأبي، إلى تفعيل حركة الإدانة للحرب الصهيونية الآثمة، وتوسيع كل أشكال النصرة والتضامن مع أهل فلسطين عموماً وأهل غزة خصوصاً».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس