
أفريقيا برس – موريتانيا. وأخيراً، أسفرت التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة في ولاية نواكشوط الغربية عن تبرئة أموال أسرة الشيخ آياه، التي تتولى الخلافة العامة للطريقة القادرية، من أي صلة بالمخدرات أو بعمليات التبييض.
وأكدت في بيان نشرته أمس “أنه في إطار التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة حول الإشاعات المتعلقة بالاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال، والتي انتشرت على نطاق واسع وأثارت القلق العام، تم تشكيل لجنة تحقيق متعددة القطاعات والاختصاصات، ضمت أجهزة من الضبطية القضائية وهيئات رقابية أخرى، لضمان الشفافية والدقة في البحث، وتم الاستماع إلى جميع الأطراف المعنية أو ذات الصلة، وتم فحص الأدلة المتاحة بشكل دقيق وشامل بما في ذلك الوثائق والمستندات المرتبطة بالتحقيق”.
وأوضح البيان “أن التحقيق الذي أجرته لم يتوصل إلى أي أدلة أو مؤشرات تثبت صحة الادعاءات المتعلقة بالاتجار بالمخدرات أو بغسيل الأموال. وبناء على ذلك، لا يوجد ما يستدعي متابعة جزائية في هذا الجانب”.
“غير أن التحقيق، يضيف البيان، كشف عن بعض المعاملات المتعلقة بتحويل الأموال خارج الإطار القانوني المعتمد، ما سيستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الوضع، وتوجيه الأطراف المعنية بالامتثال الصارم للقوانين والأنظمة المعمول بها”.
وجددت النيابة العامة في البيان “حرصها على تطبيق القانون بشكل عادل وصارم”، داعية “الجميع إلى توخي الحذر في نشر أو تداول أخبار غير موثوقة أو غير مؤكدة، حفاظاً على السكينة العامة”.
وبالتوازي مع صدور بيان النيابة العامة، أطلق بكفالة مالية قدرها 2 مليون أوقية موريتانية، سراح الإعلامي والسياسي عبد الرحمن ودادي الذي تسببت بثوثه المباشرة في إثارة هذه الزوبعة.
وبهذا تكون النيابة العامة قد قدمت نتائج تحقيقها في قضية انتشار المخدرات وفي قضية الأموال المشبوهة التي تملكها الأسرة القادرية والتي تشغل للرأي العام الموريتاني منذ أسابيع.
وفي هذه الأثناء، تتواصل في مقر الخلافة القادرية بنواكشوط احتفالات أسرة أهل الشيخ آياه بتبرئة النيابة العامة لها، حيث توافد عليها المهنئون من جميع أطياف المجتمع الموريتاني.
وأكد الشيخ الطالب بويا الشيخ آياه، الناطق الرسمي باسم الخلافة العامة للطريقة القادرية في غرب أفريقيا، “أن أسرة أهل شيخنا الشيخ آياه ولد شيخنا الشيخ الطالب بوي ولد شيخنا الشيخ سعد بوه وجميع المريدين، تلقوا بسرور وافر مشاعر التضامن والمودة والاحتفاء”، كما “تابعنا، يقول الناطق، خلال الأيام الماضية، الهبة العامة في أوساط كل الموريتانيين نصرة للأسرة وامتداداً لرسائل الخير والتسامح وما ينفع الناس”.
وقدم الناطق الرسمي في بيان نشره أمس “شكر أسرته للشخصيات السامية والمرجعيات الدينية وممثلي وأعيان الطرق الصوفية وعموم المواطنين والمريدين الذين تقاطروا خلال الأيام الماضية على منازل الأسرة في بادرة احتضان واحتفاء تقاسمنا خلالها الود والمحبة واستحضرنا تاريخاً زاخراً من المودة وأواصر الأخوة وروابط الجيرة”.
وفي المقابل، تدفق المهنؤون أيضاً على عبد الرحمن ودادي، الذي يعتبر نفسه منتصراً في هذه المعركة، والذي قامت النيابة العامة بتحقيقاتها على أساس معلومات أوردها في بث مباشر اتهم فيه أسرة أهل الشيخ آياه ضمنياً، بتبييض الأموال.
ورداً على بيان النيابة العامة الذي تضمن تكذيباً لما تحدث عنه، أكد ولد ودادي في تدوينة على صفحنه “أن من يظن أن ملف الأموال المجهولة المصدر أغلق، فهو ساذج”.
وقال: “أصحاب الصرافات أطلق سراحهم بعد أن أخذت منهم المعلومات التي هي الهدف وهم ليسوا متهمين، والتحقيق سيستمر، ونحن في الدقيقة الأولى من الشوط الأول فقط”.
وأضاف: “هناك محاولة مكشوفة من خلال الحشد وجمع بعض المشائخ والقبليين للضغط على الدولة وكبحها عن التحقيق الشفاف، وعن الغوص لكشف أبعاد أخطر ملف يمس الأمن القومي للبلد”.
وزاد: “العالم الخارجي لا يتهاون مع الجريمة العابرة للقارات، والشعب بأغلبيته الساحقة يؤيد الضرب بيد من حديد على بؤر الجريمة، وستظهر الأيام هل سينجح ابتزاز الدولة أم أنها ستفرض احترام القانون وتبين أنه لا يمكن للمجرمين الاختباء لا في القبائل ولا داخل المشيخات”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس