
أفريقيا برس – موريتانيا. أسفرت زيارة رسمية أنهتها رئيسة الهند، دروبادي مورمو، لموريتانيا أمس الخميس، عن بيان مشترك تضمن جملة من المواقف، وعن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تفتح آفاقاً لتوطيد التعاون الدبلوماسي والثقافي والاقتصادي بين البلدين.
وأكد الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، في موقف انفرد به في البيان المشترك، “إدانته القوية لما ترتكبه إسرائيل من جرائم ضد الإنسانية ومجازر وحشية في فلسطين ولبنان”، داعياً “لتكثيف التشاور والتنسيق من أجل الدفع إلى إيقاف فوري ودائم لإطلاق النار، مع العمل على تحقيق حل سلمي شامل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ويرسخ السلام العادل والشامل في المنطقة”.
وأكد الجانبان الموريتاني والهندي “على ضرورة تعزيز التعاون متعدد الأطراف بما يدعم احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مع التأكيد على أهمية إصلاح نظام الحكامة الدولية، لتكون أكثر عدالة وتوازناً وإنصافاً”.
وأكد البيان المشترك “أن محادثات رئيسة الهند مع الرئيس الموريتاني تركزت على تعزيز أواصر الصداقة والشراكة بين البلدين، كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول التحديات المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي وناقشا سبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهتها”.
وفي الشأن الثنائي، شدد الطرفان، وفقاً للبيان، على “الأهمية البالغة لتطوير العلاقات بين موريتانيا والهند على كافة الأصعدة، وخاصة في المجالات الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية، مركزين على تعزيز التعاون في قطاعات الصناعات الاستخراجية وصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية، والزراعة وتطوير التقنيات الرقمية”.
وأكد الطرفان “على ضرورة الإسراع في استكمال الإجراءات الخاصة باتفاقيات التعاون في هذه المجالات، بما في ذلك إنشاء لجنة مشتركة كإطار قانوني لتعزيز التعاون الثنائي، والتي سيتم التوقيع عليها قريباً”.
وفي الشأن الإقليمي والدولي، أكد البيان “أن مباحثات الطرفين تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التحديات الاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، والبيئية، كما تم التأكيد على أهمية التنمية المستدامة، والتعاون في مجالات الطاقة المتجددة، خاصة الاستثمار في الهيدروجين الأخضر لتعزيز الاقتصاد الأخضر والحد من الأثر البيئي”.
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، شدد الطرفان الهندي والموريتاني “على أهمية تكثيف التعاون الإقليمي والدولي للتصدي لهذا التحدي العالمي”.
وتشمل الاتفاقيات التي أسفرت عنها زيارة رئيسة الهند مجالات عدة بينها الإعفاء المتبادل من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية، وإرساء آلية للتشاور بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج للجمهورية الإسلامية الموريتانية، ووزارة الشؤون الخارجية لجمهورية الهند، بالإضافة إلى برنامج للتبادل الثقافي بين حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وحكومة الجمهورية الهندية لسنوات 2024-2028.
وشملت الاتفاقيات كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين الأكاديمية الدبلوماسية الموريتانية، ومعهد سوشما سواراج للخدمة الخارجية في الهند.
وتدخل زيارة رئيسة الهند لموريتانيا ضمن جولة إفريقية شملت الجزائر ومالاوي، وقد أكد سكرتير العلاقات الاقتصادية في الحكومة الهندية، دامو رافي، في تصريح صحافي، أن “الهند تتطلع إلى شراكة أقوى مع إفريقيا”، مشيراً إلى “أن جولة رئيسة الهند تأتي في وقت أصبح فيه الاتحاد الإفريقي عضواً بارزاً في مجموعة العشرين خلال رئاسة الهند العام الماضي لهذه المجموعة.
وأوضح رافي “أن الشراكة الاقتصادية بين الهند وإفريقيا تنمو، وأن حجم التبادل التجاري الثنائي بينهما يبلغ نحو 100 مليار دولار سنوياً”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس