موريتانيا: إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني واحتجاجات أمام سفارة أمريكا ومندوبية الأمم المتحدة… والإغاثة متواصلة

6
موريتانيا: إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني واحتجاجات أمام سفارة أمريكا ومندوبية الأمم المتحدة… والإغاثة متواصلة
موريتانيا: إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني واحتجاجات أمام سفارة أمريكا ومندوبية الأمم المتحدة… والإغاثة متواصلة

أفريقيا برس – موريتانيا. بشكل لم ينقطع مذ أكثر من عام، واصل الموريتانيون بمختلف طوائفهم وأعراقهم وقوفهم القوي مع الشعب الفلسطيني، وهو ما أكدته الاحتجاجات التي هزت السبت سفارة أمريكا، ومقر مندوبية الأم المتحدة في نواكشوط اللتين باتتا المكان المفضل للمحتجين لمسؤولية الأمم المتحدة عما يجري في فلسطين من تقتيل وتدمير، ولمشاركة الولايات المتحدة إسرائيل في حرب الإبادة التي تخوضها بوحشية وعربدة، متجاهلة القوانين الدولية والمشاعر الإنسانية.

وفي ظل الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ومع استمرار العدوان الغاشم على غزة والضفة الغربية، يشهد الشارع الموريتاني تصعيداً ملحوظاً في الفعاليات التضامنية مع القضية الفلسطينية، تأكيداً للموقف الثابت للشعب الموريتاني في دعم صمود الفلسطينيين ونصرتهم.

ونظم مئات الموريتانيين، مع مشاركة واسعة للنساء والأطفال، مسيرتين احتجاجيتين في العاصمة نواكشوط للتعبير عن غضبهم واستنكارهم للجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وفي لبنان.

وتجمع المشاركون يوم الجمعة أمام مقر الأمم المتحدة حاملين اللافتات المنددة بالصمت الدولي تجاه المجازر التي يرتكبها الاحتلال.

وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالعدالة للفلسطينيين وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لوقف العدوان.

وخلال كلمته أمام الحشد، قال أحد الخطباء “إن صمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام هذه الجرائم هو خيانة للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان”؛ مضيفاً قوله: “غزة تُحرق والأطفال يُقتلون والبيوت تُدمَّر، والعالم يكتفي بالمشاهدة؛ نحن هنا لنقول بصوت عالٍ: فلسطين ليست وحيدة، والمقاومة هي الأمل الذي يُجسد إرادة الشعوب الحرة”.

وطيلة يوم السبت، وبإشراف من المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة، نظم المتظاهرون مسيرة ثانية قبالة السفارة الأمريكية في نواكشوط، محملين الإدارة الأمريكية مسؤولية استمرار الجرائم الإسرائيلية بسبب دعمها غير المشروط للاحتلال.

وطالب المشاركون بوقف كل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني ودعوا إلى تصعيد الضغوط الشعبية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية وكل من يدعم الاحتلال.

وقال أحد الأئمة الخطباء خلال الفعالية “إن اليد التي تدعم الاحتلال بالسلاح والمال هي شريكة في هذه الجرائم البشعة؛ ونحن نقف اليوم هنا أمام السفارة الأمريكية لنؤكد أن الشعوب العربية والإسلامية لن تصمت عن هذه المذابح، وأن دعم المقاومة الفلسطينية واجب ديني وأخلاقي وإنساني”.

وأكد المشاركون أن هذه المسيرات جزء من سلسلة أنشطة تضامنية ستستمر في موريتانيا دعماً للشعب الفلسطيني، ورفضاً للعدوان الصهيوني، وتأكيداً على أن القضية الفلسطينية ستبقى حية في وجدان الأمة العربية والإسلامية مهما طال الزمن.

هذا وأصدر الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني بياناً بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عبّر فيه عن إدانته المطلقة للعدوان الصهيوني الذي يواصل ارتكاب المجازر الوحشية بحق الأبرياء.

وأكد البيان أن هذه الجرائم تُعد وصمة عار على جبين الإنسانية وصمت العالم عليها يعتبر تواطؤاً مخزياً.

ودعا البيان لاستمرار الحراك الشعبي لدعم المقاومة الفلسطينية حتى تحقيق النصر، مطالباً الحكومات الإسلامية والعربية بقطع كل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني والتخلي عن سياسة التطبيع.

ونوه البيان بصمود المقاومة الفلسطينية التي تُجسد معنى الشجاعة والإرادة، محذراً داعمي الاحتلال بأن الشعب الفلسطيني ليس وحيداً، وأن العدالة ستأخذ مجراها عاجلاً أم آجلاً.

وأضاف البيان: “في وقت تمعن فيه آلة القتل الصهيونية في سفك دماء الأبرياء، وترتكب أفظع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني البطل في غزة والضفة الغربية وكل شبر من أرض فلسطين الحبيبة، نقف اليوم أمام فظائع يندى لها جبين الإنسانية، وأمام خيانة صامتة من العالم الذي اختار التواطؤ والخذلان”.

“إننا في الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني وفي ذكرى هذا اليوم العالمي، يضيف البيان، لنؤكد إدانتنا المطلقة للعدوان الصهيوني الإجرامي الذي لم يترك صغيراً ولا كبيراً إلا ونال منه، كما ندين المجازر الوحشية التي تمارس بدم بارد والتي هي وصمة عار على جبين البشرية، ولن تغتفر أياً كان حجم الدعم الدولي لهذا الكيان القاتل، كما نجدد استنكارنا الشديد للصمت العربي والدولي المخزي أمام إبادة شعب كامل، حيث يكتفي العالم بمشاهدة هذه الجرائم وكأنها مسرحية عابرة، بينما تحرق غزة بصواريخ الحقد، ويُذبح الأطفال وتدمر البيوت فوق رؤوس ساكنيها”.

ودعا الرباط في بيانه “لمواصلة الحراك الشعبي الداعم للطوفان حتى يتحقق النصر؛ وليكن صوت الشعوب أقوى من كل محاولات الإخماد”؛ كما طالب “حكومات الأمة الإسلامية والعربية بالوقوف مع فلسطين وقفة عز وشرف، وقطع كل أشكال التعاون مع الكيان الغاصب، والتوقف عن سياسة التطبيع المخزية التي تعد خيانة للأرض والدين والتاريخ”.

وأعرب الرباط “عن الاعتزاز بصمود المقاومة الفلسطينية التي تعيد تعريف معنى الشجاعة والإرادة، والتي تواجه ببسالة لا توصف ترسانة الحرب الصهيونية، متمسكة بحقها المشروع في الدفاع عن الأرض والعرض”. وفي الجانب الإغاثي، أطلق الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني مشروع توزيع 2000 غطاء شتوي على النازحين في محافظات خان يونس، دير البلح، والنصيرات.

ويأتي هذا المشروع، وفقاً لما أكده الرباط، استجابة عاجلة لمواجهة موجة البرد الشديد التي تفاقم معاناة النازحين الذين فقدوا منازلهم بفعل العدوان الأخير على قطاع غزة، حيث تم استهداف العائلات الأكثر تضرراً لتوفير الدفء لهم في هذه الظروف القاسية.

وأعلن الرباط عن خطط لتوسيع نطاق التوزيع ليشمل شمال قطاع غزة في الأيام المقبلة.

وفي سياق متصل، ساهم الأطباء المقيمون في موريتانيا بمبلغ 570 ألف أوقية قديمة لدعم أهل غزة (حوالي 1500 دولار)، فيما قام المنتدى الإسلامي الموريتاني بتسيير قافلة صهاريج محملة بمياه الشرب لفائدة النازحين، ممولة من موريتانيات مقيمات في دولة قطر.

وفي إطار وثبة الإغاثة، تولى معهد دار القرآن الكريم بقرية أجار، جنوب موريتانيا، تكلفة عمليات توفير وتوزيع 200 كيس من الدقيق على أسر شمال غزة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس