الموريتانيون يوسعون انتفاضتهم دعماً لغزة

4
الموريتانيون يوسعون انتفاضتهم دعماً لغزة
الموريتانيون يوسعون انتفاضتهم دعماً لغزة

أفريقيا برس – موريتانيا. في أبهى صور التضامن وأصدق مشاهد النصرة، تواصل الجماهير الموريتانية بمختلف أطيافها التعبير عن دعمها الكامل لصمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، من خلال مهرجانات حاشدة ومبادرات نوعية انطلقت في العاصمة نواكشوط وعدد من مدن الداخل.

وأطلق الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني مبادرة اقتصادية نوعية لتمويل مشاريع مدرّة للدخل تستهدف الأسر الفلسطينية المتعففة والمتضررة من العدوان.

وشملت هذه المبادرة دعم ورشات خياطة وأكشاكًا تجارية، في خطوة تهدف إلى دعم صمود الأسر الفلسطينية من خلال حلول تنموية مستمرة.

وافتتحت الثلاثاء بالملعب الأولمبي في قلب العاصمة نواكشوط، أجنحة معرض طوفان الأقصى الخيري، المخصص بالكامل لصالح الأهالي في غزة، لبيع التبرعات العينية وإرسال حصيلتها النقدية إلى الأهالي في غزة وإلى المقاومة، تأكيدًا على التزام الشعب الموريتاني بالمساهمة في التخفيف من المعاناة اليومية التي يعيشها المحاصرون في القطاع.

ويُعتبر معرض طوفان الأقصى في موريتانيا مبادرة فريدة تُجسِّد روح التضامن الشعبي مع الأشقاء في غزة ومع المقاومة الفلسطينية.

ويُتيح هذا المعرض المفتوح فرصة لتحويل التبرعات العينية، مثل الملابس الفاخرة، والأفرشة الراقية، وطواقم الذهب، وحتى السيارات، إلى موارد مالية تُرسل لدعم صمود أهل غزة ومساندتهم في مواجهة تحديات الحصار الإنساني والمعيشي الذي يفرضه عليهم المحتل الصهيوني الحاقد.

ويُقبل الموريتانيون والموريتانيات بكثافة على هذا السوق المكتظ بمختلف أنواع السلع، حيث يجمع بين العمل الخيري والحصول على منتجات مميزة، ما يعزز دوره كمنصة للتعاون المباشر بين الأفراد والقضية الفلسطينية.

ويُمثل السوق نموذجًا للإبداع في استثمار الموارد الشعبية لخدمة القضايا العادلة، ويؤكد التزام الشعب الموريتاني بتقديم الدعم المستمر للأشقاء في فلسطين، تجسيدًا لروح الأخوة والتكافل.

وفي عدد من ولايات الداخل الموريتاني، نظمت مهرجانات جماهيرية تحت شعار «غزة تستصرخكم»، شارك فيها الأئمة والتجار وممثلو الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني، بالإضافة إلى حشود شعبية غفيرة.

وكان مهرجان مدينة أطار شمال موريتانيا من أبرز هذه الفعاليات، حيث عبّر المشاركون، ومداخلات سياسية وأدبية، عن موقف موحد مفاده أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد، وأن أهالي أطار يقفون مع غزة والمقاومة قلبًا وقالبًا.

وتواصلت في العاصمة نواكشوط لليوم السابع، نشاطات الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة الأمريكية بنواكشوط بمشاركة حشود غفيرة وذلك تحت شعار «غزة تُباد… ودعم الأمة واجب لا اختيار». وعبر شعارات تزمجر من مكبرات الصوت، أبرز المشاركون غضبهم إزاء الجرائم الوحشية التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة.

ونددت الوقفة التي نظمتها المبادرة الطلابية لنصرة فلسطين بـ «الدعم الأمريكي الصريح للعدوان»، وطالبت بـ «طرد السفارات الداعمة للاحتلال من الأراضي الموريتانية»، مؤكدة أن «الشعب الموريتاني يرفض الصمت العربي والدولي، ويقف صفًا واحدًا مع المقاومة».

وفي كلمات خاشعة ومؤثرة، شدد الأئمة والخطباء على أن نصرة أهل غزة ليست عملاً موسميًا، بل هي واجب شرعي لا يسقط مع مرور الوقت.

وأكد الخطباء «أن الساكت عن الظلم اليوم، سيذوق مرارته غدًا»، داعين إلى «استمرار الدعم المالي والدعاء والمواقف السياسية الشجاعة».

وأضاف أحد الخطباء: «الغفلة عن أهل غزة في هذا التوقيت هي غفلة عن واجب الأمة كلها، ويكفينا فخرًا أن موريتانيا اليوم تؤكد أنها في قلب الجبهة المعنوية للمقاومة».

وتوالت مداخلات السياسيين في الوقفة الاحتجاجية التي تركزت على التنديد بصمت الأنظمة العربية والدولية تجاه جرائم الإبادة الجماعية، التي يرتكبها الاحتلال في غزة.

وأكد الخطباء «أن كل من يصافح الاحتلال إنما يصافح يدًا ملطخة بدماء الشهداء»، مطالبين «بوقف كل أشكال التطبيع، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وداعميه».

وتخللت الوقفة الضاغطة على السفارة الأمريكية ومن خلالها على نظام ترامب كله، هتافات من الجماهير تردد فيها شعارات التأييد للمقاومة الفلسطينية، مع تأكيد أن غزة ليست وحدها، وأن صوت موريتانيا سيظل عاليًا في وجه الاحتلال وأعوانه. وعلى مستوى التبرعات، تواصلت المبادرات الفردية والجماعية المؤثرة:

تبرّعت السيدة العالية بنت بديدي بمهرها كاملاً لصالح الشعب الفلسطيني، حيث سلمت إدارة وطاقم التدريس في إعدادية تيارت شمال العاصمة نواكشوط، مبلغ 300 ألف أوقية قديمة، هي مجمل هذا المهر.

وتبرعت نساء قرية «سند» شرق العاصمة نواكشوط بتمويل خاص بتسيير صهاريج مياه لفائدة النازحين شمال قطاع غزة.

وبفضل تبرع كريم من فاعل خير مقيم في ميلوز – فرنسا، سيّر المنتدى الإسلامي الموريتاني قافلة جديدة من صهاريج مياه الشرب، وزعها على النازحين، أداءً للواجب الشرعي والإنساني في ظل الظروف المأساوية التي يمر بها الأهالي في قطاع غزة.

وقدمت المبادرة الطلابية بمحظرة النباغية جنوب موريتانيا، للمرة الثالثة تبرعًا تجاوز 2.000.000 أوقية قديمة عبر المنتدى الإسلامي الموريتاني، تأكيدًا على حضور الحلقات العلمية في معركة الوعي والمساهمة.

وفي لفتة إنسانية مؤثرة، نظّم المنتدى الإسلامي الموريتاني أمس حفلاً تكريميًا لأكثر من 1000 يتيم من أبناء الشهداء في غزة، حيث شمل التكريم توزيع هدايا ومبالغ نقدية، وفقرات ترفيهية أدخلت الفرح على قلوب الأطفال وسط أجواء الحرب والمآسي.

وبهذه النشاطات والمبادرات والتبرعات، وفي وقت خفتت فيه أصوات كثيرة، يثبت الموريتانيون مجددًا أنهم في طليعة الشعوب العربية والإسلامية المناصرة لغزة، رفضًا للصمت، وتصديًا للتطبيع، وإيمانًا بعدالة القضية.

ومن المهرجانات الحاشدة إلى المبادرات المتواصلة وجمع التبرعات، تبرز موريتانيا كاستثناء لافت، يعبّر عن وجدان حيّ لا يساوم، وعن موقف شعبي صلب لا ينكسر أمام الضغوط، بل يزداد تمسكًا بالقضية الفلسطينية يومًا بعد يوم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس