أحمد إمبيريك
أفريقيا برس – موريتانيا. قال مسؤول الإعلام بحركة “إيرا” الحقوقية الحسن ولد امبارك في تصريح لـ:أفريقيا برس”، إن ما تعرض له النائب بيرام خلال استقباله في المطار، يعبر عن امتعاض السلطات من الإجماع الوطني الذي يحظى به بيرام الداه اعبيد حسب تعبيره، مضيفا أن هذا الاجماع “لم يكن محل ترحيب لدى البوليس السياسي، وقد تمثل ذلك في صور كثيرة من خلال منع الموريتانيين من التناوب السلمي على السلطة”، في إطار منفصل ووردا على سؤال حول اعتقال مسؤول الهجرة بالحركة قال الحسن ولد امبارك إن الاعتقال جرى في ظروف غير قانوينة، وأن التهم التي وجهت لـ”عبد الله با” عارية عن الصحة حسب تعبيره.
وكان القضاء الموريتاني قد حكم الأسبوع الماضي على “عبد الله با” مسؤول الهجرة بحركة إيرا بسنة بعد محاكمته، وقد وجهت للأخير اتهامات تتعلق بخطاب الكراهية، وانتهاك خصوصية الأشخاص.
ماهي الظروف التي اعتقل فيها عبد الله با وما آخر الأخبار حول ملفه بعد عرضه على القضاء؟
أشكر موقع أفريقيا برس في البداية على هذه السانحة، بالنسبة لظروف اعتقال مسؤول الهجرة في منظمة إيرا موريتانيا الزميل عبد الله با فقد تم في ظروف مأساوية مشينة، فيها انتهاك صريح وواضح لحرمة الإنسان، وللقوانين، فقد اعتقل في سيارته وهو في طريقه إلى منزله، في وقت متأخر من الليل إذ عرضت له سيارات من الشرطة وأحاطت به، ومن ثم تم اعتقاله وسحبه إلى سيارة الشرطة عنوة، واقتيد إلى إدارة الأمن أو مكان مجهول بالنسبة لنا على الأقل، وبقي هناك أكثر من 24 ساعة ولا أحد من ذويه أو رفاقه يعرف مكان وجود، حيث لم يتح له التواصل مع أهليه أو أحد من العاملين معه أو أصدقائه.
خلال وجوده في مخافر الشرطة تم تعذيبه نفسيا، وهذه الظروف أصبحت معتادة بالنسبة لنا فالبوليس السياسي لنظام ولد الغزواني وقبله ولد عبد العزيز. هذه هي آلياتهم في تكميم الأفواه والاعتداء على الناس، والأنظمة الاستبدادية القمعية تلك سنتها في التعامل مع من يعارضها، ومن يكشف عورتها، أويُطلع الشعب على حقيقة ما يجري، ويتم الترتيب له من سياسات وتصرفات مخجلة وخاطئة للأسف.
أما عن آخر الأخبار بالنسبة لملف “عبد الله با”، فقد نظمت للزميل والرفيق محاكمة صورية ولفقت له تهم واهية، لا أساس لها من الصحة، تتعلق بالإضرار والمساس بخصوصية الأشخاص، ومن هؤلاء الأشخاص؟ لا أحد يعرف. وكذلك وجهت له تهم من قبيل نشر الكراهية، وتهم أخرى كلها تتفق جميعها على التلفيق وارتجال التهم العارية عن الصحة، والتي فندها الزميل “عبد الله با” في إطار مرافعاته أمام المحكمة، كما فندها لفيف الدفاع الذي دافع عنه، وبإصرارٍ من القضاء السياسي حكم عليه بسنة من الظلم، وهذا تعبير صريح عن الحالة التي يتم من خلالها النيل من الخصوم، وتكميم الأفواه، حتى يُثنى “عبد الله با” عن فضحه للممارسات التي تمارسها السلطات بحق الشعب وبحق القوانين والنظم، وهو ما حدى بالبوليس السياسي إلى اعتقاله، ومحاكمته، والحكم بعد ذلك.
خلال قدومه الأخير إلى العاصمة تلقى النائب بيرام ما اعتبرتموه تضييقا ما سبب ذلك حسب وجهة نظركم؟
ما حدث بعد استقبال الرئيس، ليس مضايقات فحسب وإنما هو إفراط قبيح وسيء في استخدام قوة الدولة في مواجهة مواطنيها العزل الذي أرادوا أن يعبروا عن فرحتهم بقدوم شخص يمتنون له بما قدم من تضحيات في سبيل الحرية، والديمقراطية والانسجام الاجتماعي، وأخذ الحقوق بالطرق السلمية الراقية، مواطنون عزل استقبلوا شخصية يرون فيها المشروع المنقذ لموريتانيا، وللأسف الإجماع الذي حصل واتضح أكثر خلال زيارة الرئيس بيرام للخارج، والتقائه بالموريتانيين في المهجر، لم يكن محل ترحيب لدى البوليس السياسي، وقد تمثل في صور كثيرة من خلال منع الموريتانيين من التناوب السلمي على السلطة، وهو ما أكده هذا الاستنفار الأمني القوي الذي يعبر عن امتعاض حقيقي، وخوف من رجل يعتبر هو الفائز الحقيقي في الانتخابات الماضية، وهو أمل الموريتانيين بمختلف مكوناتهم وشرائحهم، يريد نظام ولد الغزواني أن يقول أن ذلك مستحيل من خلال التضييق على رفاق الرئيس ومنتخبيه، ومحبيه، ومناضليه، وقد حاول البوليس السياسي البطش بهم، وهذا يدل على تراجع كبير في الحريات وانتكاسة في الديمقراطية، ويعني أيضا أن ولد الغزواني يريد أن يقول للموريتانيين أن الطريق أمام الديمقراطية مسدود، وأن خيارات الشعب ليست هي الحكم في نهاية المطاف وهذا واضح وجلي.
في الآونة الأخيرة وجهت لحركة “إيرا” اتهامات تتعلق بخطاب الكراهية والوقوف إلى جانب المهجرين الأجانب ما تعليقكم على هذا الموضوع؟
أرى أن هذا النوع من الاتهامات ليس جديدا، ولكن الواقع، وممارسات قادة الحركة وعناصرها يدحض هذه الافتراءات، وأعتقد أن من يستخدم خطاب الكراهية لا يمكن أن يكون محل إجماع لدى المورتانيين، فمن مورس ضده الظلم لن يجد نظاما ولا حركة تقف معه غير حركة “إيرا”، من يحمل خطاب كراهية لا يمكن أن يكون قد حصل على أكثر 22% باعتراف من اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات..
نحن مبدئيون بالنسبة للهجرة، ونرى أن موريتانيا ينبغي أن تتخذ إجراءات تتوافق مع سيادتها كدولة ولكن تلك الإجراءات ينبغي أن تحترم المهاجرين وأن لا تنتهك حرماتهم، وأن تردهم لدولهم وفق القوانين والنظم الإنسانية، نحن ضد استخدام الأجهزة الأمنية لترهيب المهاجرين والتنكيل بهم، نحن ضد معاملة الدول المجاورة بطريقة غير محترمة من خلال عدم احترام حقوق راعاياها، وهذا ينبغي أن يكون الجميع ضده لأنه لا يحترم القانون الوطني ولا القانون الدولي وضد اتفاقيات احترام الجوار، فكرامة الإنسان واحترام حقوقه أولوية بالنسبة لنا، فنحن بهذا نساعد النظام، من خلال خلق أجواء تحترم فيها النظم والقوانين والاتفاقيات، فالتصعيد ضد المهاجرين قضية خطرة على الأمن القومي.
دعينا من جهتنا إلى خطورة ترحيل من ليست لديهم مقتضيات تستدعي الترحيل كالأجانب الذين لديهم أوراق رسمية.
وقفنا على تهجر مواطنين موريتانيين إلى دول أجنبية، ذلك أن النظام والجهاز المشرف على العملية يرى أن كل مواطن موريتاني ببشرة سوداء يعتبر شخصا أجنبيا، هذا عمل قبيح ولا ينبغي، فالدولة هي التي أغلقت مراكز الإحصاء ومنعت المواطنين من الإحصاء، فالعار يقع على الدولة أولا.
خروج الناس ورفضهم لهذه التصرفات لا يمكن أن يكون انحيازا لجهة بل هو انحياز لمقتضيات القانون، ودعوة لمراعاة احترام الكرامة، وعدم المساس بها، ومعاملة الناس وفق ما يسمح به القانون، وما يشتمل عليه. هذا هو ما دعونا له، وهو الموافق والمنسجم مع طرحنا الحقوقي والسياسي.
هل اتخذ حزب “الرك” حتى الآن قرارا رسميا بخصوص تشريع الحزب؟ وما قراءتكم للأجواء السياسية الآن؟
بخصوص طلب الحزب للترخيص لست الشخص المناسب للجواب على هذا السؤال، ولكن نحن أدلينا برأي سابقا حول قانون الأحزاب واعتبرناه قانونا ظالما وانتكاسة وتراجعا كبيرا في الحقوق شهدته موريتانيا، وسيفطن الموريتانيون لذلك ولكن بعد فوات الأوان، فالقانون أعطى صلاحيات كبيرة لوزارة الداخلية ممثلة في ولد احويرثي وهو الذي يتلاعب بقانون ترخيص الأحزاب السياسية، ونحن رفضنا هذا القانون، وهيئات الحزب تدرس قرار طرح ملف التشريع من عدمه، ولم يخرج حتى الآن قرار رسمي بهذا الخصوص، وسببه أصلا هو مخالفة القانون عن قيم الديمقراطية ومحاولة الدولة التمكين لوزير الخارجية للعب بالواقع السياسي والحريات العامة.
خلال جولته الأخيرة التقى بيرام بعدد من المعارضة في الخارج والناشطين الشباب وغيرهم، ما مخرجات هذه الرحلة، ونتائجها بالنسبة لكم كحركة؟
تمرموريتانيا الآن بمرحلة صعبة، وكنا نظن كمعارضة أن النظام نجح بعد تزوير صريح، وبعد إسالة دماء الموريتانيين وقطع أرزاقهم وصلاتهم، كنا نظن أنه سيقوم أولا بحوار وطني تشارك فيه كل القوى السياسية ولكن اتضح أن ذلك ليس ضمن أولويات النظام، وحتى لو صح أن شيئا من ذلك وجد فإن الحوار الذي يريده النظام ليس هو الحوار الذي يريده الشعب الموريتاني، لا نرى أن حالة سياسية فيها التضييق على الحريات وقانون الرموز، وانتشار الفساد، بل يتم تدوير المفسدين والتمكين لهم، ويتم التغاضي عن الملفات الكبرى كالهلوسة مثلا، هذه كلها أسباب أوضحت أن النظام ليس جادا في حلحلة مشاكل الدولة الموريتانية، ومحاولة حلها، والبحث لها عن حلول جادة وناجعة، لا نرى أن أجواء كالتي نعيش لا يمكن أن تكون مبشرة، ومواصلة النظام لنهجه يدل على أنه لا يرد ولا يعمل على جسر ليعبر منه الموريتانيون إلى بر الأمان، وسنرى أن النظام سيدفع ثمن ذلك كله.
المواجهات الأخيرة والتجييش الذي أقدم عليه النظام من الأمور التي أظهرت جدية النظام في مواجهة هذا المشروع السياسي الجامع، الذي جمع أوفياء وأحرار هذا الوطن، وكانت جولة الرئيس بيرام في أوروبا الأخيرة أوضحت ذلك، ونحن نرى أن مشروعنا لكل الأحرار ويمثلهم ووجدوا فيه ذواتهم من مثقفين وموظفين وقاعدة الجميع متفق على جدية هذه المشروع وكونه جامعا وقادرا على صناعة الفارق في السياسة الوطنية لهذا البلد الذي يعاني من تحكم العسكر والفساد والمحسوبية، والظلم والتهميش.
فمخرجات اللقاءات التي خرجنا بها من خلال زيارة الرئيس لأوروبا تتلخص في ضرورة مواصلة الكفاح بنفس أكثر شمولية وجذب للموريتانيين بمختلف فئاته وأعراقه، وبنفس أطول ووتيرة أسرع، من إسقاط هذا النظام ممثلا في محمد ولد الشيخ الغزواني وأعوانه بالطرق الديمقراطية، وهي معركة يقودها الرئيس بيرام الداه اعبيد، ويشارك فيها كل الموريتانيين بكافة أعراقهم وانتماءاتهم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس