أفريقيا برس – موريتانيا. لم يكن الأسبوع الثالث من شهر يوليو الجاري، عاديا بالنسبة للموريتانيين، إذ كان دمويا بسبب حوادث سير مأساوية، وقعت في مختلف جهات البلاد.
عائلات كانت في طريقها للاصطياف، ومسافرون كانوا ينتظرون لم شمل العائلات بعد فرقة دهر، قبل أن يدركهم الموت بغتة في منتصف المسافة.
” كنا في رحلة إلى العاصمة نواكشوط، وكانت الأجواء اعتيادية، نتبادل أطراف الأحاديث فيما بيننا، ولم نتوقع أبدا أن تتحول الرحلة إلى كابوس، فبينما كانت الحافلة تمشي بسرعة، وعلى حين غفلة، قاطع سكينتنا فجأة صفير القطار، حين اقتربنا من السكة الحديدية، طلبنا من السائق أن يتريث قليلا حتى تمرّ القاطرة، لكنه لم يسمعنا بسبب أصوات المحرّكات، وحين حاول العبور، اصطدم القطار بجزء من الحافلة، فانقلبت بالركاب”.. كانت هذه شهادة لإحدى ركاب الحافلة التي تعرضت لحادث سير في مدينة ازويرات بولاية تيرس زمور شمالي موريتانيا، أدلى بها لصحراء 24، وتحدث في تصريحه، عن رعب ساوره، حين استعاد وعيه والحافلة منقلبة، ما تسبب في تكدس الركاب، “توفيت سيدة، وأصيب معظم الركاب، مع حالات إغماء عديدة.”
ويشير الناجي، إلى أن الرعب في قلوب المسافرين، تضاعف حين تحدث البعض عن وجود قنينة الغاز بالحافة، كان يحضّر مرافق السائق، عليها الشاي، ما جعل المستفيقين من الإغماء، يشعرون بفزع كبير قبل إخراجهم.
الحافلة كانت في طريقها إلى نواكشوط، وتعرضت للحادث يوم الخميس الماضي، ومع تسجيل حالة وفاة، أصيب 13 آخرون بجروح متفاوتة، حسب مراسل صحراء ميدديا في المنطقة.
17 حالة وفاة
ومنذ الأحد الماضي، توفي 17 شخصا على الأقل، في عدة فواجع مرورية، كان آخرها حادث سير وقع الجمعة، على طريق نواكشوط ـ روصو، وأسفر عن وفاة سيدة على الفور، مع أصابة 3 أشخاص بينهم طفلان، وصفت إصاباتهم بالبليغة، فيما نجا طفل ثالث من الحادث، (عائلة واحدة).
وفي قلب العاصمة نواكشوط خلال يوم الخميس، دهس حارس في مكان حراسته على يد شباب فقدوا السيطرة على سيارتهم بسبب السرعة، وكانت هناك إصابات في صفوف الشباب، حسب ما أعلنت منظمة مع للحد من حوادث السير.
ويوم الأربعاء الماضي 23 يوليو، فقدت عائلة بأكملها من ستة أشخاص، في حادث سير أليم وقع على طريق نواذيبو _ نواكشوط، عند الكلم 46.، أعقبته فاجعة أخرى على ذات الطريق، تسببت في وفاة سيدة مع إصابة آخرين.
وعلى طريق الأمل، يوم 20 يوليو الجاري، احترقت سيارة تقلّ أسرة بأكملها من ستة أفراد، وقضوا جميعهم على الفور بسبب الحريق القوي الذي اندلع إثر انفجار قنينة غاز.
السرعة هي السبب
وقالت المنظمة في تقرير، إنه في المحصلة، سجلت “16 وفاة فورية في 6 حوادث قاتلة خلال أقل من 120 ساعة، ويعني هذا بلغة المتوسطات الإحصائية حالة وفاة في كل سبع ساعات ونصف.”
وأكدت أن “السبب الأول في هذه الحوادث المميتة وفي غيرها من حوادث السير هو السرعة المفرطة، ولذا فعلينا أن نركز على توعية السائق حول خطورة السرعة المفرطة، وحول كل الأخطاء الأخرى التي قد يرتكبها فتؤدي إلى إزهاق أرواح بشرية، كالتجاوز الخطر، والقيادة أثناء التعب والنعاس، والتوقف على الطريق، والحمولة الزائدة…إلخ”.
ودعت في سياق متصل، ” الجهات المعنية إلى تكثيف حملات التوعية والتحسيس حول السلامة الطرقية، لا سيما مع بداية موسم الخريف، الذي يشهد عادة ارتفاعًا في عدد الحوادث. وفي هذا السياق، نعلن أن حملتنا تُحَضَِر حاليا لإطلاق موسمها التوعوي التاسع بوسائلها الذاتية، وبلا أي دعم من أي جهة، وهو ما دأبنا عليه مع كل موسم خريف منذ العام 2016.”
من جهة أخرى قال وزير التجهيز والنقل أعل ولد الفيرك، إن ارتفاع عدد الوفيات لا يعود إلى رداءة الطرق، بل إلى عدم احترام قانون السير ومعايير السلامة. وأضاف خلال جلسة برلمانية، أن أغلب الحوادث وقعت في مناطق معروفة بانعدام الرؤية، إلى جانب السرعة الزائدة وأسباب أخرى.
هذا وأعلنت سلطة تنظيم النقل الطرقي في موريتانيا الخميس؛ عن إطلاق حملة لتعزيز السلامة الطرقية، ستبدأ بتنظيم ورشة تحسيسية تحت عنوان: “سافر بسلام.. واستمتع بجمال وطنك”، وذلك يومي 28 و29 يوليو الجاري.
وألزمت السلطة شركات النقل باحترام السرعة القانونية المحددة بـ80 كلم/الساعة، كإجراء أساسي للحد من الحوادث وحماية الأرواح والممتلكات، داعية جميع الفاعلين في القطاع إلى “التجاوب الجاد والمشاركة الفعالة في جهود التوعية والتطبيق الصارم لإجراءات السلامة”.
في غضون ذلك، اشترطت السلطات على المسافرين، اصطحاب “قنينة الإطفاء” للخروج من العاصمة، وهو ما أغضبهم، نظرا لعدم إخطارهم بالقرار، قبل أن تؤجل القرار حتى الاثنين المقبل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس