أفريقيا برس – موريتانيا. بعد تحديد أهدافها الاستراتيجية العامة المرتكزة على التدخل في أربع محاور أساسية، تصب في مجملها في ترسيخ ثقافة المحافظة على البيئة واستعادة التنوع ومحاربة التغيرات المناخية التي أصبحت واقعا معاشا، قامت الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير بوضع الآليات والإمكانيات اللازمة للشروع في تحقيق هذه الأهداف كما وكيفا.
ولمعرفة المهام الموكلة لهذه الوكالة والإنجازات التي حققتها في مجالي التنوع ومحاربة التغيرات المناخية التقت الوكالة الموريتانية للأنباء جالو جبريل، المستشار الفني للمدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير الذي أوضح أنها تعمل على تعزيز قدرات أطرها لمواجهة تلك التحديات من خلال وضع مقاربة شمولية تستهدف الإعلام والتحسيس بضرورة خلق التزام مجتمعي بتغيير العقليات، من خلال تعليم بيئي والتدخل في الأوساط الريفية للحد من مظاهر الهشاشة والتحفيز على العمل في المجال البيئي للفئات الهشة والمجتمعات المحلية، وهو ما سيساهم حتما في ترسيخ الثقافة البيئية.
وأضاف أن استراتيجية الوكالة ستمكن من خلق عشرة آلاف فرصة عمل خضراء منها ما هو دائم مما سيساهم في الحد من نسبة البطالة في الوسط الذي تتدخل فيه الوكالة وهو ما يجسد البعد التنموي لمشاريع الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير وتأثيرها الإيجابي في الجانب الاجتماعي، بالإضافة لتلك الأهداف المركزية المتعلقة أساسا بالقضاء على تدهور الأراضي ومحاربة التصحر وزحف الرمال، وعمليات التثبيت الميكانيكي لآلاف الهكتارات في الولايات التي تتدخل فيها الوكالة وهي: لبراكنه، اترارزه، تكانت، لعصابه، الحوضين.
وقال إنه وفي إطار المحور الأول والمتعلق بالحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية المتدهورة فقد تمت استعادة ما يقارب 3030 هكتار من الأراضي المتدهورة وخلق 6773 فرصة عمل خضراء غير ثابتة و54 فرصة عمل خضراء ثابتة، كما بلغت كمية النباتات المنتجة في المشاتل 2.357.000 نبتة.
وبالنسبة للمحور المتعلق بمشروع المناطق الرطبة القارية بين المستشار الفني للمدير العام للوكالة أنه تم جرد المناطق الرطبة القارية، وتثبيت زحف التربة اتجاهها عند عتبة 135,10 متر في تامورت أنعاج، بالإضافة لعمليه تثبيت ميكانيكي ل 15 هكتار في قرية فم الكور ووضع 20هكتارا في حالة دفاعية لتوقيف زحف الرمال في القديمة وتثبيتها بالإضافة لتسييج 20 هكتارا وعمليات توزيع الاسمدة ومعدات البستنة وتركيب الشبكات المائية وآلات الري واستفادت من هذه العمليات تسع تعاونيات وفي المجموع استفادت 462 امرأة.
أما المحور الثاني للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير والمرتكز على محاربة ومواجهة آثار التغيرات المناخية فقد تم في إطاره إنشاء 17 مزرعة مندمجة في مختلف المناطق الواقعة ضمن الحيز الجغرافي لتدخلات مشروع السور الاخضر الكبير داخل البلاد وقد استهدفت تلك العمليات دعم نشاطات البستنة في المجتمعات المحلية واستفاد منها بشكل إجمالي ومباشر 2650 شخصا بالإضافة للقيام بتكوينات لصالح المستفيدين حول تقنيات جمع المحاصيل والتسيير الإداري والمالي للجمعيات المحلية وطرق الحفاظ على المياه والتربة والخصوبة والإنتاجية باستمرار.
أما المحور الثالث المرتكز على الحكامة وتعزيز قدرات أطر الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير فقد تم في إطاره منح 18 طالبا في المجال لأجل البحث الجامعي، بالإضافة لإعداد الدراسة النهائية للمقطع المرسوم في مقطع السور الأخضر الكبير بين الحوضين ولعصابة بالإضافة إلى إعداد ثلاثة تقارير دورية.
وقال إن المحور المتعلق بتعزيز القدرات والمصادر البشرية قد استفاد في إطاره 10 أطر من الوكالة من تكوين حول جمع البيانات والمتابعة والتقييم بالإضافة إلى تكوين إطار متخصص في مجال الخرائط والمتابعة البيئية وقد شارك خلال العام 2021 عدد من أطر الوكالة في المشاورات الإقليمية وإعداد تقارير مشتركة.
ومن الناحية اللوجستية تم وضع آليات للري تتمثل في شاحنات حمولتها من 1 إلى 3 أطنان بالإضافة للمضخات المائية الميكانيكية وتطوير استراتيجية الوكالة بالتعاون مع الشركاء.
أما المحور الرابع والأخير والمتعلق بالجانب الإعلامي والتوعوي فقد تم وضع مائة لوحة إشعارية في مناطق تدخل المشروع بالإضافة لعدد من التقارير المتلفزة والفيديوهات الإعلانية لتحسيس الرأي العام الوطني وتوجيهه نحو الأهداف اللارقمية للمشروع والتي من بينها خلق ثقافة بيئية ساهمت في تغيير العقليات في المجتمعات المحلية حول مخاطر زحف الرمال والتصحر والتغيرات المناخية.
أحمدو لمام بداه
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس
