ممثل حماس: معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة الميدان

16
ممثل حماس: معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة الميدان
ممثل حماس: معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة الميدان

أفريقيا برس – موريتانيا. قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في موريتانيا الدكتور محمد صبحي أبو صقر في تصريح لـ”إفريقيا برس” إن واجب الشعوب الإسلامية مواصلة معركة الوعي بالقضية الفلسطينية” داعيا إلى ضرورة ترجمة مواقف الحكومات إلى خطوات عملية، وقال صبحي إن تجربة الحصار أثبتت أن ” الشعوب الحرة يمكنها أن تتحدى أقسى الظروف إذا امتلكت الثقة والوعي والقيادة الصادقة”، مشيرا إلى أن الشعوب المسلمة ” رغم محاولات التطبيع والتشويه” فإنها اليوم أكثر الشعوب “وعيًا وصلابة، وأشد رفضًا لأي تواطؤ مع الاحتلال”.

وقال صبحي إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، وللعالم الحر، ودعا الشعوب الافريقية إلى الوقوف بثبات مع القضية الفلسطينية، كما دعا القادة الأفارقة إلى عدم السماح “للكيان الصهيوني بالتغلغل” داخل القارة تحت ما عبر عنه بلافتات “المساعدات أو التكنولوجيا أو التعاون الأمني”.

ما هو واجب الوقت بالنسبة للشعوب والحكام خصوصا بعد توقيع الاتفاق في غزة؟

واجب الوقت اليوم هو ترسيخ منجز الصمود والانتصار الذي حققته المقاومة في غزة، وعدم السماح للعدو بأن يحوّل الاتفاق إلى فرصة للالتفاف على إرادة الشعب الفلسطيني.

نحن نرى أن على الحكومات العربية والإسلامية أن تترجم مواقفها المبدئية إلى خطوات عملية في دعم صمود غزة، عبر فتح الأبواب أمام الجهود السياسية والإغاثية والإعمارية، والوقوف بوضوح إلى جانب الحق الفلسطيني في المحافل الدولية.

أما الشعوب فدورها أن تواصل الوعي والتعبئة والنصرة، لأن معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة الميدان. فالثبات الشعبي هو الضمانة الحقيقية لاستمرار المقاومة، ولمنع العدو من فرض رؤيته أو روايته.

ما هي أهم الدروس المستفادة من الحصار؟

من أهم الدروس التي علمنا إياها الحصار أن الإيمان بعدالة القضية أقوى من أي سلاح، وأن الشعوب الحرة يمكنها أن تتحدى أقسى الظروف إذا امتلكت الثقة والوعي والقيادة الصادقة.

لقد أثبتت تجربة غزة أن الحصار لا يقتل الإرادة، بل يصنع الإبداع ويُخرج من رحم المعاناة مشاريع صمودٍ ومقاومة تبهر العالم.

كما تعلمنا أن الاعتماد على الذات وبناء منظومات صمود داخلية في مجالات الغذاء والدواء والإنتاج والتكنولوجيا هو الطريق الأضمن للتحرر الحقيقي.

الرسالة الأهم هي أن العدو يمكن أن يحاصر الجسد، لكنه لا يستطيع أن يحاصر روح الأمة إذا آمنت بقضيتها.

رغم تخاذل القادة وكثرة المرجفين، هل ترون أن مسار القضية اليوم أخذ طريقه بشكل أعمق إلى وجدان الشعوب المسلمة؟

نعم، نحن على يقين بأن القضية الفلسطينية اليوم أصبحت أعمق حضورًا في الوجدان الجمعي للأمة الإسلامية.

لقد أحدثت معركة “طوفان الأقصى” تحولًا نوعيًا في وعي الأجيال الجديدة، وجعلت الملايين يدركون أن فلسطين ليست قضية جغرافية بل قضية هوية وكرامة وإنسانية.

رغم محاولات التطبيع والتشويه، فإن الشعوب المسلمة اليوم أكثر وعيًا وصلابة، وأشد رفضًا لأي تواطؤ مع الاحتلال.

إننا نشهد صحوة حقيقية في الضمير الجمعي للأمة، وولادة وعي جديد يعتبر المقاومة عنوان الكرامة والتحرر.

ما تقييمكم لما قدمه الشعب الموريتاني في سبيل القضية، وما المطلوب من الشعوب الإسلامية الآن؟

الشعب الموريتاني قدّم نموذجًا مشرفًا في الثبات والانتماء للأمة.

منذ الأيام الأولى للعدوان، عبّر الموريتانيون بمختلف أطيافهم عن موقف أصيل، خرجوا في المسيرات، جمعوا التبرعات، ورفعوا علم فلسطين في الساحات والجامعات والبرلمان.

نحن في حركة حماس نثمّن عاليًا هذا الموقف المبدئي للشعب الموريتاني، ونراه امتدادًا لتاريخه في رفض الاستعمار والانحياز لقضايا العدل والحرية.

أما المطلوب من الشعوب الإسلامية اليوم، فهو أن تنتقل من العاطفة إلى الفعل المؤسسي:

• بدعم المشاريع الإغاثية والإعمارية.

• وبتأسيس شبكات وعي ومناصرة إعلامية وقانونية.

• وبالضغط على الحكومات والمنظمات الدولية لرفع الحصار ومحاسبة الاحتلال.

هل لمستم خلال وجودكم في موريتانيا مستوى من التعاطي الإيجابي مع القضية خصوصاً لدى الساسة الموريتانيين؟

بكل وضوح، نعم. لقد لمسنا تفاعلاً إيجابيًا ومسؤولًا من مختلف الطيف السياسي الموريتاني، سواء من الحكومة أو من المعارضة أو من البرلمان.

هناك إجماع وطني حقيقي على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى رفض التطبيع مع الاحتلال.

وجدنا لدى الساسة الموريتانيين وعيًا عميقًا بطبيعة المعركة، واستعدادًا للمشاركة في الجهود الإغاثية والدبلوماسية والحقوقية نصرة للشعب الفلسطيني.

ولذلك نرى في موريتانيا صوتًا عربيًا وإفريقيًا أصيلًا حافظ على ثوابته رغم الضغوط، وهذا محل تقدير واحترام كبير منّا.

برأيكم ما مستوى حضور القضية الفلسطينية لدى الشعوب الإفريقية، وما رسالتكم لشعوب القارة وقادتها؟

القضية الفلسطينية اليوم تحضر بقوة متنامية في وعي الشعوب الإفريقية، خصوصًا مع تزايد إدراكها للتشابه بين التجربة الفلسطينية وتجربتها التاريخية في مواجهة الاستعمار والعنصرية.

لقد أصبح واضحًا في الأوساط الأكاديمية والشبابية والإعلامية في إفريقيا أن فلسطين تمثل القضية المركزية للعدالة في العالم.

ورسالتنا لإخوتنا في القارة الإفريقية هي أن يقفوا بثبات إلى جانب فلسطين، وأن لا يسمحوا للكيان الصهيوني بالتغلغل في القارة تحت لافتات المساعدات أو التكنولوجيا أو التعاون الأمني.

فإفريقيا التي عانت من الاحتلال تعرف معنى الحرية، ونحن نؤمن أن الضمير الإفريقي سيبقى في صف المظلومين لا الظالمين.

أما للقادة الأفارقة فنقول: إن الوقوف مع فلسطين اليوم ليس مجرد موقف سياسي، بل موقف أخلاقي وتاريخي يحدد موقع كل أمة في سجل الإنسانية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس