أفريقيا برس – موريتانيا. نقل موقع “أفريكا انتلجانس” الإخباري الاستقصائي المستقل عن خبراء غربيين قولهم “إن قرار الجزائر السماح لمجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية المثيرة، بالانتشار المتدرج في منطقة الساحل، يثير تساؤلات كثيرة حول أهداف ومآلات الاستراتيجية الجزائرية المتعلقة بهذا الشأن، وبخاصة أن موريتانيا والتشاد قد تكونان الوجهتين القادمتين لمجموعة فاغنر بعد مالي وبوركينافاسو والنيجر”. فبينما تئن منطقة الساحل تحت وطأة عدم الاستقرار والتهديدات الإرهابية، يثير الانفتاح الجزائري على مجموعة فاغنر جدلاً حول المصالح الكامنة وراء هذا التوجه، وحول انعكاساته على التوازنات الإقليمية.
ومن ضمن المسوغات التي ساقها الجنرال سعيد شنقريحه رئيس هيئة أركان الشعب الشعبي الجزائري، لتبرير إشراك فاغنر، هي الحاجة الملحة لدعم القدرات الموجهة لمكافحة المجموعات والحركات الانفصالية في جنوب الجزائر وشمال مالي”، كما أن الرئيس عبد المجيد تبون يدعم هو الآخر حضور فاغنر ضمن السعي إلى تقوية العلاقات الاقتصادية والطاقوية مع روسيا، وفقاً لما نقله موقع “أفريكا انتلجانس”.
فبإمكان الشركات الروسية أن تستثمر في مشاريع البنى التحتية وفي استخلاص الثروات الطبيعية خالقة بذلك، من المنظور الجزائري، فرصاً اقتصادية مهمة على المدى الطويل.
فبسماحها لمجموعة فاغنر بالانتشار في منطقة الساحل، يضيف موقع “أفريكا انتلجانس”، تسعى الجزائر كذلك إلى تنويع حلفائها الجيوسياسيين، كما أن من شأن هذه الخطوة أن تحدث توازنا مضاداً للوجود الغربي وللفاعلين الآخرين في المنطقة.
ويرى موقع “أفريكا انتلجانس” في تحليله “أن فاغنر تصلح لأن تكون حليفاً محتملاً للجزائر يوازن التأثير الفرنسي في المنطقة الساحلية، وهو ما سيمنح الجزائر استقلالية في سياستها الإقليمية ودعماً لمكانتها الدبلوماسية.
فمن أجل هذا الهدف، زار الجنرال سعيد شنقريحة روسيا يوم 31 تموز/يوليو الماضي، حيث أكد خلال لقاء مع وزير الدفاع الروسي سرغاي شوكيو في موسكو أنه “لمواجهة سياسات الغرب المدمرة فإن الجزائر تبذل ما في وسعها لتقوية جيشها”.
وفي حزيران/يونيو الماضي، التقى الرئيسان فلاديمير بوتين وعبد المجيد تبون في موسكو لتوقيع الإعلان عن شراكة استراتيجية معمقة من أجل إعطاء دفع جديد للعلاقات بين البلدين.
وأكد وزير الدفاع الروسي سرغاي شوكيو “أن الجزائر وروسيا توصلتا عام 2022، لاتفاق خاص بتزويد الجزائر بدبابات وبأنظمة دفاع جوي وبطائرات روسية. ومع هذا، فأصابع النقد تتجه نحو عمليات مجموعة فاغنر المحاطة بالسرية ونحو ما تقوم به في منطقة الساحل من أنشطة مريبة وغامضة.
ويغذي هذا الغموض شكوكاً حول نيات الجزائر الحقيقية التي أغلقت أجواءها في وجه الطائرات العسكرية الفرنسية في تشرين الأول /أكتوبر 2021 بسبب ما قيل إنه رد على تصريحات للرئيس الفرنسي وصف فيها النظام الجزائري بأنه “نظام سياسي عسكري”.
والحقيقة، يضيف موقع “أفريكا انتلجانس”، في تحليله، هو أن الهدف من منع الطيران الفرنسي من التحليق في الأجواء الجزائرية هو تمكين مجموعة فاغنر من نقل عتاد عسكري روسي وإيراني إلى مالي بعد الانقلاب الذي نفذه العقيد عاصيمي اغويتا في أيار/مايو 2021.
وختم الموقع تحليله مضيفاً: “أفق وصول مجموعة فاغنر إلى موريتانيا والتشاد تجري متابعته بقلق كبير، من منظور ما التصق بوحدات المجموعة الروسية من سمعة سيئة بعد عملياتها المثيرة للجدل في جمهورية إفريقيا الوسطى وفي سوريا وليبيا”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس