تسجيل للشيخ الددو يمتدح نظام الغزواني يثير جدلا في موريتانيا- (تدوينات)

10
تسجيل للشيخ الددو يمتدح نظام الغزواني يثير جدلا في موريتانيا- (تدوينات)
تسجيل للشيخ الددو يمتدح نظام الغزواني يثير جدلا في موريتانيا- (تدوينات)

أفريقيا برس – موريتانيا. تواصلت النقاشات والمجادلات حول تصريحات للعلامة الشاب الشيخ محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا دافع فيها بقوة عن نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نقاشا شديدا بين ساسة موريتانيا ومدونيها.

واختلفت مواقف قيادات الإخوان من تصريحات الشيخ الددو التي تضمنت نفيا ومعارضة لخطاب حزب التجمع الوطني الذي ينضوي تحت لوائه إخوان موريتانيا، وهو الحزب الذي يعارض سياسات ونظام الرئيس الغزواني بشراسة وقوة.

وأكد في تصريحاته “أن موريتانيا تنعم منذ وصول ولد الغزواني للحكم بنعمة العافية والسلام، بعيدا عن التجاذبات عكس السنوات الماضية، وأن الواقع اختلف وتغير وأنه من غير الموضوعي مساواة الأنظمة التي فضل الله بعضها على بعض”.

وأكد الشيخ الددو الذي يوصف بأنه “الأب الروحي” لجماعة الإخوان في موريتانيا”، في تسجيل صوتي متداول على نطاق واسع “أن ولد الغزواني مختلف عمن سبقه في التعاطي مع هموم الشعب”، مبرزا “أن نظام الغزواني يهتم بالمواطنين ويقف إلى جانبهم، وأنه يحتاج إلى الدعاء بالتوفيق حتى يصلح الله على يده أشياء يمكن اعتبارها الآن مستحيلة”.

أقدار سماوية

وقال “من غير الإنصاف محاسبة الأنظمة على أشياء سماوية لا دخل للحكومة فيها كجائحة كوفيد والفيضانات والجفاف، مشيدا “باهتمام حكومة الرئيس الغزواني بالمواطنين الذي تجسد في تحريك الجيش لإنقاذ طفل حبسته السيول في سد بمدينة بومديد في الداخل الموريتاني”.

وأشار ولد الددو، إلى “أن أزمة الأسعار أزمة عالمية وأن سببها هو الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت في ندرة بعض المواد الغذائية، وهو ما يعني ارتفاع أسعارها مباشرة في جميع دول العالم”.

وتواصل اليوم على شبكات التواصل الاجتماعي في موريتانيا الجدل المحتد حول تصريحات الشيخ الددو التي كشفت عن تأييد أبرز القيادات الإسلامية لحكم الرئيس الغزواني رغم معارضة حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المحسوب على الإخوان لهذا النظام.

زجاجات مختلفة

وممن انتقد تصريحات الشيخ الددو نائب رئيس حزب التجمع الدكتور عبدوتي ولد عالي الذي كتب: “لم أكن أظن أن الخمر العتيقة يمكن أن يخفى حكمها على شيخنا الددو لمجرد أنها عبئت في “زجاجات جديدة”.

وتتالت بعد ذلك تدوينات تلامذة ومؤيدي الشيخ الددو متهمة منتقديه بالتطاول على مقامه العالي، حيث علق الرئيس السابق للحزب محمد جميل منصور على تدوينة عبدوتي الآنفة قائلا: “إن اتهام العلامة محمد الحسن ولد الددو بالسذاجة والغفلة، وأن الأمور تختلط عليه لمجرد تغير في الأشكال وتباين في المظاهر، سوء أدب.

دعوة للأدب والتأدب

وقال ولد منصور “ليست عندي مشكلة في انتقاد موقف أو رأي لأي من العلماء بمن فيهم الشيخ محمد الحسن ولد الددو، ومن آخر ما أخذت فيه مسافة من رأي الشيخ مثلا موضوع تدبير العلاقات الدبلوماسية لحركة المقاومة الإسلامية مع كل من سوريا وإيران”.

وطالب ولد منصور في تدوينة ثانية “بالاحترام عند الاختلاف، والأدب عند التباين”.

وبين ولد منصور “أن الأمر يزداد أهمية حين يتعلق بالعلماء، ويتأكد أكثر مع العلماء العاملين”، وفق تعبيره.

وأضاف ولد منصور “يبقى العلامة محمد الحسن ولد الددو عالما متابعا لما تعيشه أمته وبلده، وأدنى حقوقه إبداء الرأي في الذي يعيشانه”.

وزاد “أما السياسة بمعناها الحزبي والمهني فلا أظن الشيخ مهتما بها أو حريصا على التموقع في مشهدها”.

وفي رأي آخر، أكدت منى الدي الإعلامية، والقيادية في حزب تكتل القوى الديمقراطية “أن حديث ولد الددو اليوم عن رئيس الجمهورية لو صدر عن أي عالم آخر أو زعيم سياسي لظل شباب “تواصل” يتهجمون عليه ويصفونه بأبشع الأوصاف”، مشددة على اتفاقها “مع ولد الددو في تشخيصه لنظام الرئيس الغزواني”.

وعلقت النائبة زينب التقي القادية في حزب التجمع “الأمر محير من عدة أوجه؛ وهذا كثير من الشطط في حق الشيخ، وكان الأولى على الأقل أن يحترم للشيخ رأيه وأن يوقر، وقد اشترى الوقار لنفسه؛ ولا يخفى حتى على العوام أن حديت الشيخ لم يكن ضمن مساحة الفتوى ولا الأحكام”.

رأي لا يغير شيئا

وكتب المدون البارز عبد الله محمد “تدخل الشيخ الددو لا يغير شيئا في الفراغ، فهناك الإنجازات وتعثر المجريات وتتابع الاختلاسات، وكان أولى بمن هم في منزلته أن يكون مع جمهور الفقراء مساءلةً للحاكم والتماسَ عذر للمخطئ من أفراد الشعب؛ أو جمعا بين هذا وذاك ابتغاء للإنصاف”.

وقال “تقويم العمل الحكومي ليس تزكية بمخطوط يدوي مختوم؛ وصمت العلماء في الحد الأدنى أفضل من تدخلهم بما يخدم المقصرين أو القاصرين؛ مع أن تدخلهم مطلوب لكن على كل مستوى، وفي كل اتجاه منصف، وبأدوات ذلك المناسبة اطلاعا على التفاصيل وتفرغا نسبيا لتحقيق ذلك”.

الكنتي خصم الإخوان

وتحت عنوان “الشيخ والتنظيم”، علق محمد إسحاق الكنتي أشد خصوم الإخوان بين كتاب موريتانيا والأمين العام المساعد للحكومة قائلا “أثارت صوتية الشيخ الددو ردود فعل متشنجة لدى بعض قادة تنظيم الإخوان في موريتانيا، فقد عدوها شهادة لصالح خصم سياسي استطاع احتواءهم بالجزرة دون التلويح بالعصا”.

وقال “لم يفعل الشيخ أكثر من رد الجميل لنظام سياسي أصاب من نواله، وهي سنة دأب عليها مع أنظمة أجنبية”.

وقال “إننا في الأغلبية نرحب بالشيخ الددو، ونوسع له في حلقتنا، راجين له مقاما طويلا بين ظهرانينا، وأن تكون صوتيته فاتحة لمواقف أكثر حسما ووضوحا وثباتا، أما صاحب الخمرة المعتقة فقد كان أحد العشرة؛ عاصرها، وحاملها، ومحمولا ريعها إليه، وقد أخرج من كرمها مكرها؛ فأين ذهل عن حكمها قبل “أن تعبأ في زجاجات جديدة”؟.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس