تفاصيل جديدة عن أسري سجن “جلبوع”

14
تفاصيل جديدة عن أسري سجن
تفاصيل جديدة عن أسري سجن "جلبوع"

أفريقيا برسموريتانيا. كشف محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين تفاصيل جديدة عن عملية “نفق الحرية” التي نفذها ستة أسرى فلسطينيين وانتزعوا بها حريتهم من سجن جلبوع الصهيوني، ليتم اعتقال أربعة منهم من قِبل قوات الاحتلال.

وأضاف المحامي في مقابلة مع وسائل الإعلام أن الأسير محمود العارضة لم يخطط للعملية بعبث، بل كان دقيقاً جداً، واستخدم أرقاماً وحسابات وأبعاداً دقيقة وتحديداً دقيقاً لمكان الحفر، من مدخل النفق وحتى مخرجه، وأضاف أن الأسير كان يعلم جيداً بالتفاصيل المطلوبة.

وعن الموضوع الذي حير الجميع، بمن فيهم الأمن الصهيوني، والمتعلق بتصريف التربة التي حفرها الأسرى، قال المحامي إنهم استخدموا مواسير الصرف الصحي للتخلص من الرمال التي استخرجوها أثناء الحفر معتمدين على المياه لتصريفها.

أما عن الأدوات التي استخدمت، فقال المحامي إن العارضة اعتمد على كل ما توفر عنده من مواد صلبة، قائلاً: “أدوات صلبة من مثل ملاعق، أيدي القلايات، أباريق الشاي، صحون وبعض الأخشاب المتوفرة لديه، وكلها أدوات بدائية يمتلكها الأسرى بشكل طبيعي”.

وكشف الأسير الفلسطيني محمد العارضة كواليس فراره رفقة خمسة أسرى آخرين من سجن جلبوع، إضافة إلى تفاصيل إعادة اعتقاله إلى جانب ثلاثة أسرى آخرين، وفق ما نقلته وسائل إعلام فلسطينية عن محامي الأسير العارضة؛ إذ قال الأسير محمد العارضة لمحاميه خلال زيارة الأخير له في مركز تحقيق الجلمة إنهم حاولوا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى الفلسطينية في مناطق 48 حتى لا يتعرض أي شخص للمساءلة.

وأضاف العارضة: “لم يكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية التي بدأت في ديسمبر، كما تابع قائلاً: “سرنا مع بعضنا حتى وصلنا الناعورة ودخلنا المسجد، ومن هناك تفرقنا كل اثنين على حدة، وحاولنا الدخول لمناطق الضفة، ولكن كانت هناك تعزيزات كبيرة”.

ثم أوضح الأسير الفلسطيني محمد العارضة أنه “تم اعتقالنا صدفة ولم يبلغ عنا أي شخص من الناصرة، حيث مرت دورية شرطة وعندما رأتنا توقفت وتم الاعتقال، واستمر التحقيق منذ لحظة اعتقالنا حتى الآن 7 ساعات يومياً”.

كما أشار المحامي خالد محاجنة إلى أن “محمد العارضة وزكريا زبيدي لم يشربا نقطة ماء واحدة بعد خروجهما من سجن جلبوع، ما تسبب بإنهاكهما وعدم قدرتهما على مواصلة السير”.

في تصريحه عقب خروجه من مركز تحقيق الجلمة، قال المحامي خالد محاجنة إن الأسير محمد العارضة “مر برحلة تعذيب قاسية جداً، حيث تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح، وكذلك رطم رأسه بالأرض ولم يتلقَّ علاجاً حتى الآن”.

كما أكد المحامي أن الأسير العارضة لم ينَم إلا 10 ساعات منذ إعادة اعتقاله فجر السبت الماضي، وأنه يتعرض لتحقيق على مدار الساعة، حيث لا يسمح له بالنوم ولا بالصلاة ولم يقدم له الطّعام سوى الجمعة.

المحامي خالد محاجنة كشف أيضاً أن “الأسير محمد العارضة يرفض التهم الموجهة إليه، ويلتزم الصمت، رغم كل التعذيب ومحاولات الضغط”. وقال إن الأسير العارضة رد على محققي الاحتلال “بأنه لم يرتكب جريمة، وأنه تجول في فلسطين المحتلة”.

الأسير قال للمحامي: “كنت أبحث عن حريتي ولقاء أمي، ولقد ذقت فاكهة الصبر من أحد بساتين مرج ابن عامر لأول مرة منذ 22 عاماً”. كما أكَّد الأسير العارضة للمحامي أنّ عودته إلى المعتقل لا شيء مقابل الحريّة التي ذاقها في بساتين مرج ابن عامر. وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني قد أعلنت اعتقال أربعة أسرى من بين ستة تمكنوا من التحرر من سجن جلبوع شديد الحراسة.