لالة كابر لـ”إفريقيا برس”: جائزة العمل التطوعي جاءت في وقتها

3
لالة كابر لـ
لالة كابر لـ"إفريقيا برس": جائزة العمل التطوعي جاءت في وقتها

أحمد إمبيريك

أفريقيا برس – موريتانيا. قالت رئيسة منظمة “راما”، الفائزة بالمركز الأول في جائزة المجلس الوطني للشباب، لالة كابر، في لقاء مع موقع “إفريقيا برس”، إن الجائزة جاءت في وقتها، إذ أتاحت لها وللشباب الناشط في العمل الجمعوي فرصة مهمة.

وأشارت إلى أن التحديات التي تواجه العمل التطوعي تفرض على الممارسين والمهتمين مسؤوليات أكبر وجهودًا مضاعفة من أجل تحقيق النجاح. وأضافت لالة كابر أن الانتقادات الموجّهة إلى الناشطين غالبًا ما تكون نتيجة أخطاء فردية تضر بالآخرين، مشيرة إلى أن الفوضوية، وعدم الاستعداد لوضع إطار جامع تنضوي تحته الجمعيات والمنظمات الناشطة في المجال، كلها عوامل تعزز من صدقية الاتهامات وتوفّر لها بيئة خصبة.

وقد تُوّجت منظمة “راما”، التي تترأسها لالة كابر، بالمركز الأول في النسخة الأولى من جائزة المجلس الوطني للشباب للعمل الجمعوي الشبابي. ونُظم حفل تسليم الجوائز بحضور وإشراف السيدة الأولى، مريم بنت الداه.

وشهدت المسابقة مشاركة واسعة من الجمعيات والمنظمات الشبابية على المستوى الوطني.

ماذا يعني لكم الفوز بالمركز الأول في جائزة المجلس الوطني للشباب للعمل الجمعوي الشبابي؟

في البداية، أشكر الموقع على الاستضافة. فوز منظمة “راما” يعني لنا الكثير، كأي متسابق شارك في مسابقة وفاز بالمركز الأول، لا سيما إذا كانت المسابقة على المستوى الوطني. بالفعل، جاءت هذه المسابقة في وقتها المناسب، فنحن كمتطوعين وكشباب ناشطين في العمل الجمعوي، نحتاج إلى محفز، لأننا بذلنا طاقتنا في سبيل بناء مجتمعنا، وكنا سندًا للدولة في هذه المهمة.

نحن نؤمن بأن ما نقوم به يدخل ضمن جهود الدولة الموريتانية لبناء المجتمع، وحماية الأطفال والمراهقين والأيتام. وقد كانت هذه الجائزة محفزة لنا، إضافة إلى كونها بمثابة جبر لخواطر الأطفال الصم، فهم في أمسّ الحاجة إلى التشجيع، وفرحتهم بهذه الجائزة أعمق، إذ أراها حافزًا على مواصلة الطريق التي اخترناها.

وقد أتاحت لنا الجائزة فرصة المشاركة في توقيت مهم، تزامن مع مصادقة مجلس الوزراء على جائزة رئيس الجمهورية للعمل التطوعي، وهو أمر مهم جدًا ويستحق التقدير.

في الآونة الأخيرة وُجّهت اتهامات كثيرة للعمل الجمعوي. ما تقييمكم لمساره؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه الدولة في تنظيم هذا المجال الحساس؟

بالنسبة للاتهامات الموجهة للعمل الخيري، فإن العمل البشري لا يخلو من الأخطاء بصفة عامة. وأنا شخصيًا أقول إن العمل الجمعوي رافقته في الآونة الأخيرة كثير من صور العشوائية، وقد ساءت سمعته للأسف، حيث ارتكب بعض الأفراد أخطاء أضرت بآخرين.

لكن، وبالرغم من ذلك، لا يمكن إنكار وجود أشخاص يعملون بجد ومسؤولية وبقناعة تامة. وتقييمي لهذا المجال أنه يحتاج إلى تنظيم من قبل الدولة والجهات الوصية، كما أنه بحاجة إلى تكاتف الجهود، وهو ما من شأنه أن يحد من النظرة السلبية التي يتعرض لها العمل الجمعوي في البلاد.

المشكلة المطروحة، في نظري، أن كثيرًا من الجمعيات تمتنع عن الدخول في تكتل يوحّدها، ويقيها من مظاهر العشوائية.

ما أبرز التحديات التي واجهتكم في “راما”؟ وهل ترون أن المسابقة كانت شفافة؟

تواجه منظمة “راما” العديد من التحديات، أبرزها أنها تُعنى بتكوين الصم وتخريجهم وإيوائهم من الانحراف، كما تقوم في مقرها بعدد من التكوينات في مجالات التصميم، والخياطة، والمسرح، والسينما، وكافة الفنون الجميلة، إضافة إلى الأعمال اليدوية. كما تُنظَّم اجتماعات ولقاءات مسائية تُعدّ فسحة للشباب.

ورغم هذه الأنشطة المتعددة، فإن المنظمة لا تزال تفتقر إلى ميزانية تسيير سنوية ثابتة، وتعتمد أساسًا على تبرعات بعض رجال الأعمال لدعم المشاريع والورش، إلى جانب رواتب الأساتذة.

ومن بين التحديات أيضًا أن الجهود المبذولة مضاعفة، إذ إن أغلب طاقم المنظمة من الصم، ولا يمكنهم تنفيذ بعض المهام إلا من خلال مترجمين. ويعود هذا النقص في الطاقم إلى شح الموارد المالية، ما يضطر رئيسة المنظمة إلى تولي عدد من الأدوار في الوقت ذاته، الأمر الذي شكل في بعض الأحيان نوعًا من الإحباط.

هل لدى المنظمة أعمال سنوية وتقارير بهذا الصدد؟ وهل ستشكل هذه الجائزة التفاتة حقيقية للمبادرات الشبابية في موريتانيا؟

تقوم المنظمة بنشاطين سنويًا:

• تخليد “الأسبوع العربي للأصم”، والذي نُبرز من خلاله قدرات الصم والمشاكل والتحديات التي تواجههم، مثل التشغيل والدمج، وذلك بتاريخ 22 أبريل من كل سنة.

• تخليد “اليوم العالمي للغة الإشارة” في 23 سبتمبر سنويًا، ونحن الآن في صدد التحضيرات له. ويستمر هذا الحدث عادة ثلاثة أيام، تشمل معارض للفن، وأنشطة ثقافية، ومحاضرات حول التعامل مع الصم والجوانب النفسية للشخص الأصم.

• كما تصدر المنظمة تقارير سنوية توثق أنشطتها.

لا شك أن هذه الجائزة ستشكل حافزًا مهمًا بالنسبة للمتطوعين، فالتطوع من الأمور الصعبة التي يصعب تقمصها، وإشراف السيدة الأولى على توزيع الجوائز أمر مهم جدًا، كما أن المصادقة على جائزة رئيس الجمهورية للعمل التطوعي تُعدّ خطوة تستحق التقدير، كما أسلفت.

كصاحبة تجربة وناشطة جمعوية، بمَ تنصحين الشباب المقبلين على المبادرات والمشاريع التطوعية؟

أنصح الشباب المقبلين على هذه المشاريع بالحذر من تحويلها إلى وسيلة للربح، فهي مشاريع خدمية تطوعية، نابعة من القلب ومن قناعات شخصية، ومن هذا تكتسب قيمتها ومعناها. وأقول لهم أيضًا إن العمل التطوعي بطبيعته يستنزف الجهد والوقت والمال، وليس نتيجة سنة أو سنتين، بل هو تحدٍّ للمجتمع، والدولة، والوقت، والحياة الخاصة. فمن لا يمتلك القدرة على مواجهة هذه التحديات منذ البداية، فالأَولى به أن يوفّر وقته، وألّا يحاول السير في هذا الطريق.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس