أفريقيا برس – موريتانيا. يترقّب المهتمون بالشأن الحقوقي والإنساني في موريتانيا صدور العدد الأول من مجلة حقوق الإنسان، الصادرة عن منتدى “الأواصر للتحاور ودراسات حقوق الإنسان”، والتي اختارت أن تفتتح مسيرتها الصحفية بملف خاص حول الهجرة غير النظامية تحت عنوان لافت: الهجرة “الهروب من الفقر إلى القبر”.
ورأى القائمون على المجلة ضرورة إعادة صياغة النقاش الوطني حول قضايا الهجرة من منظور إنساني بديل للرؤية الأمنية، مؤكدين أن الهجرة يجب أن تُفهم من خلال “مرآة تعكس حال منطقتنا المشتركة، مع تعزيز القدرة على مراقبة نقاط العبور”، كما ورد في افتتاحية العدد. وشدّدت الافتتاحية على أن “الهجرة ليست خيارًا سهلاً، بل ضرورة قاهرة، إذ لا يرحل الإنسان عن وطنه إلا حين تضيق أمامه سبل النجاة.”
ويأمل المنتدى من خلال هذه المجلة أن يساهم في تعميق الثقافة القانونية لدى المواطن الموريتاني، ورفع مستوى الوعي بحقوق الإنسان، وذلك عبر محتوى تحليلي وتحقيقي يلامس واقع الهجرة في موريتانيا ومحيطها الإقليمي. ومن المنتظر الشروع في توزيع العدد الأول مطلع الأسبوع المقبل، بشكل غير ربحي.
وقد باشرت هيئة التحرير عملها منذ عدة أشهر، حيث أجرت مقابلات نوعية من أبرزها حوار مع مفوض حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني، السيد سيدي أحمد أعل بنان، تناول مخاوف شعوب المنطقة بشأن هذه الظاهرة، كما خصّت المجلة النائب البرلماني السيدة كادياتا مالك جالو بحوار حول الجدل المتعلق بموقفها من الهجرة غير النظامية والاتهامات الموجهة لها بدعم المهاجرين على حساب المصلحة الوطنية.
ويضم العدد مجموعة من التحقيقات الصحفية والملفات المتكاملة التي تتناول تأثير الهجرة على موريتانيا من الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، بمشاركة نخبة من الكتّاب من موريتانيا، السنغال، مالي، وجزر القمر. كما تتبعت المجلة في أحد تحقيقاتها معاناة أسر افريقية فقدت أبناءها في رحلات الهجرة عبر السواحل.
ويستضيف العدد أيضًا المهندس الموريتاني عابدين ولد مرزوك، المقيم في مدينة آخن الألمانية، في حديث موسّع عن تجربته الممتدة على مدى ثلاثة عقود في أوروبا.
وشارك في محتوى المجلة عدد من الأقلام البارزة على الساحة الوطنية والإقليمية، من بينهم الكاتب الصحفي محمد فال ولد سيدي ميله، والصحفي المتخصص في الشؤون الإفريقية محفوظ ولد السالك، والإعلامي المعروف بكاري كي. كما يحتوي العدد على دراسة قانونية للدكتور بون باهي، أستاذ القانون، بعنوان: “الهجرة والأمن والتمويل: الإشكالات القانونية للإعلان المشترك بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي”، إلى جانب ترجمات وتحليلات متنوعة، من بينها دراسة ميدانية أعدّتها المنظمة الدولية للهجرة (OIM) بالتعاون مع الوكالة الوطنية للإحصاء والتحليل الديمغرافي والاقتصادي (ANSADE)، حول واقع المهاجرين في نواكشوط، وأحلامهم وتصوراتهم تجاه المجتمع الموريتاني وبلدانهم الأصلية.
يُذكر أن منتدى الأواصر للتحاور ودراسات حقوق الإنسان هو هيئة حقوقية غير حكومية تأسست عام 2017، تُعنى بالدفاع عن الحقوق، وترسيخ دولة القانون، وتعزيز التماسك الاجتماعي. ويرأس المنتدى الإعلامي الموريتاني عبيد ولد اميجن، ويضم في عضويته نخبة من الشخصيات الحقوقية والأكاديمية والفاعلين المدنيين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس