محمد فال ولد هنضية لـ”أفريقيا برس”: لدينا أمل كبير في فوز مرشحنا بيرام ولد أعبيد بالانتخابات الرئاسية

19
محمد فال ولد هنضية لـ
محمد فال ولد هنضية لـ"أفريقيا برس": لدينا أمل كبير في فوز مرشحنا بيرام ولد أعبيد بالانتخابات الرئاسية

أمنة جبران

أفريقيا برس – موريتانيا. أبدى السياسي الموريتاني والضابط السابق محمد فال ولد هنضية في حواره مع “أفريقيا برس” أمله الكبير بـ”فوز مرشح قطب التناوب بيرام ولد أعبيد بالانتخابات الرئاسية المرتقبة والمقررة في 29 يونيو القادم، وذلك بسبب تصاعد شعبيته مقابل تراجع شعبية الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني”.

ولفت ولد هنضية أنه “انسحب من الموالاة للنظام بعد ثلاث سنوات من مراقبة وتقييم عمله الذي لا يمت بصلة للبرنامج الذي أيدناه على أساسه، وأن للمعارضة حظوظا كبيرة في السباق الرئاسي المرتقب ليس لأنها عملت من أجل ذلك، بل لأن الشعب الموريتاني ضاق ذرعا بالرئيس ولد الغزواني ونظامه القبلي”، حسب وصفه.

ومحمد فال ولد هنضية هو ضابط سامي سابق في القوات المسلحة الموريتانية وعضو سابق في جماعة فرسان التغيير، وهو أيضا عضو مؤسس لميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية “الحراطين” ضمن موريتانيا الموحدة، العادلة والمتصالحة مع نفسها.

مع تحديد موعد الانتخابات الرئاسية الموريتانية، من هو الأوفر حظاً للفوز بكرسي الرئاسة حسب تقديركم؟

لا أظن أن الموريتانيين سيجددون الثقة في رئيس حكمهم لمدة خمس سنوات لكن لم يتمكن خلالها من إنجاز أي شيء يذكر سوى جسر صغير ومحدودب الظهر في المدخل الجنوبي للعاصمة نواكشوط، وذالك على الرغم من تضاعف ميزانية الدولة خلال فترة حكمه نتيجة لكثرة اكتشاف الثروات التي تزخر بها بلادنا، يضاف إلى ذالك تفاقم الحالة الاجتماعية واستشراء الفساد في جسم الدولة وتعاظم النفس القبلي المتصاعد مما أدى إلى قناعة راسخة لدى الكثير من الموريتانيين من أن الدولة مختطفة من قبل عصابات الفساد التي تعيث فسادا في جسمها و كأن الرئيس مغيب أو غير موجود.

على كل حال، لا نرى له سلطة أمر أو نهي فيما يحدث يوميا من تدمير ممنهج لما تقوم عليه أسس الدول، على غرار ذلك نلاحظ غياب اهتمام رئيس الجمهورية بأمن مواطنيه حيث يقتلون يوميا على الحدود الشمالية والشرقية من قبل القوات المغربية والمالية دون أن يحرك ساكنا، وبتفريطه في أرواح المواطنين، فرط كذالك بهيبة الدولة الموريتانية، فصرنا نقتل كالأرانب وكأننا بدون دولة ولا جيش يحمينا.

أي حظوظ للمعارضة الموريتانية في السباق الرئاسي، وهل تعتقد أنها مازالت قادرة على كسب ثقة الشارع أم أن الرئيس ولد الغزواني صاحب الشعبية الأكبر اليوم؟

أظن أن للمعارضة الموريتانية حظوظا كبيرة في كسب رهان السباق الرئاسي في 29 يونيو المقبل؛ ليس لأنها عملت ونسقت من أجل ذلك، ولكن لأن الشعب الموريتاني ضاق ذرعا بالرئيس ولد الغزواني ونظامه القبلي، الفاسد والمتخلف.

حذرت المعارضة الموريتانية من انتخابات رئاسية في جو غير توافقي واقترحت إرجاءها لإتاحة فرصة للحوار الجاد مؤخرا، ما رأيكم في مثل هذه الدعوات؟

لاشك أن لهذه الدعوات ما يبررها نتيجة لكمية التزوير التي شهدتها انتخابات السنة الماضية والتي وصلت إلى حد أن أحد فنيي الحاسوب يستطيع أن يتلاعب بالنتائج ويضيف أصوات لمن يريد وانتزاعها ممن يشاء وذلك باعتراف الرئيس الحالي للجنة الوطنية للانتخابات، السيد الداه ولد عبد الجليل.

يعلم الجميع أن هنالك أساليب غش أخرى تعتمد على الرشوة والابتزاز والترهيب والترغيب من أجل سرقة أصوات المواطنين الفقراء و البسطاء، لكن ذلك لن يكون كافيا لإنجاح مرشح النظام الذي يلفظه الشعب.

ما تقييمكم لحصيلة خمس سنوات من حكم الرئيس الحالي خاصة في أدارته للملف الأمني والتحركات الدبلوماسية الموريتانية؟

سبق لي وأن عرجت على الإجابة عن هذا السؤال في سؤالكم الأول، لكنني أقول باختصار أن حصيلة ولد الغزواني على المستويين الأمني و الدبلوماسي هي حصيلة كارثية بامتياز. لقد ورث عن سلفه أوضاعا أمنية ودبلوماسية جيدة لكنه ضيّع كل شيء بغيابه عن الساحة الدولية وعدم اكتراثه بحياة مواطنيه.

أعلنتم في السنوات الأخيرة عن تأسيس قطب سياسي معارض بقيادتكم وهو “ميثاق الحراطين جناح ولد هنضيه” كيف تقيمون أداءه كقطب معارض؟

ما تأسس من قطب سياسي معارض في السنوات الأخيرة هو “قطب التناوب” وليس ميثاق “الحراطين” الذي هو جهة غير سياسية، جمعنا هذا القطب مع الإخوة في حركة إيرا و حزبي الرك و الصواب.

كنت أول رئيس دوري لهذا القطب ولنا أمل كبير في الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة والمقررة يوم 29 يونيو المقبل من خلال مرشحنا بيرام الداه أعبيد الذي تتصاعد شعبيته من يوم لآخر بينما تهوي مصداقية مرشح النظام وشعبيته.

لماذا اخترتم الانسحاب عن الأحزاب والتكتلات الداعمة لنظام الرئيس غزواني والالتحاق بالمعارضة، ماهي مآخذكم على النظام؟

لقد انسحبنا من الموالاة للنظام بعد ثلاث سنوات من مراقبة وتقييم عمله الذي لا يمت بصلة للبرنامج الذي أيدناه على أساسه.

كيف ستكون سياسة موريتانيا مع الرئيس السنغالي الجديد الذي يطالب بإعادة النظر في اتفاقيات الغاز والحدود بين داكار ونواكشوط؟

أؤيد مطالبة الرئيس السنغالي الجديد بإعادة النظر في اتفاقيات الغاز ومراجعتها بما يخدم مصلحة الشعبين وكذلك محاسبة المسؤولين الذين فرطوا في المصلحة العليا للوطن وتآمروا مع الشركات الكبرى مقابل تلقي رشاوي. أقدر للحاكم الجديد في السنغال فضحه لتلك الرشاوي ومباشرته التحقيق فيها، وألفت انتباهكم إلى أن حكام موريتانيا لم يحركوا ساكنا حتى الآن وكأن الرشوة دين وديدن لديهم.

أما فيما يخص الشق الثاني من سؤالكم، فلست على علم من أن الرئيس السنغالي الجديد يطالب بإعادة النظر في الحدود ما بين البلدين.

خلال العامين الماضيين زاد الاهتمام الأوروبي والأمريكي بموريتانيا خاصة بعد الاكتشافات الواعدة التي بدأت تحقق في النفط والغاز واليورانيوم وبعض المعادن المهمة الأخرى، كيف تنظر لهذا الأمر وهل يمكن أن تتعرض موريتانيا بسبب ذلك إلى تهديدات أمنية وتفقد الاستقرار خاصة وأن الحدود الشرقية للبلاد هي بؤر توتر جاهزة للانفجار؟

لاشك أن الثروات التي يزخر بها باطن أرض بلادنا يجب أن يكون نعمة على شعبنا، لكنه قد يتحول إلى نقمة إذا ما تصرف الحكام الموريتانيون كما يتصرف أباطرة النظام الحالي الذين لا يهمهم سوى سرقة المال العام وزرع الفتن والفرقة ولظلم بين فئات الشعب الذي ضاق ذرعا بتصرفاتهم الخرقاء والحمقاء مما يوحي بأننا لسنا محكومين من أبناء شعبنا بل أننا محكومون من استعماريين داخليين.

ستتصرف القوى الأجنبية من أجل أن تستفيد أكبر استفادة ممكنة من هذه الثروات ولو اقتضى ذلك العمل على زعزعة النظام في البلد وخاصة في حالة وجود نظام ضعيف ومنبوذ مثل الذي يحكمنا الآن والذي يسهل ترهيبه وابتزازه نتيجة لفقدانه للشرعية.

بعد التطورات التي شهدتها منطقة الساحل من انقلابات وخروج دولها من مجموعة G5 كيف تنظر موريتانيا للأمن والاستقرار في منطقة الساحل؟

نظرة موريتانيا الآن للأمن والاستقرار في منطقة الساحل هي نظرة الحكومة الحالية التي يبدو أنها تتصرف وكأن الأمر لا يعنيها. ففي الوقت الذي كانت فيه قواتنا المسلحة من أحسن الجيوش في منطقة الساحل خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، صرنا أضحوكة الجيران الذين بنوا جيوشا قوية خلال الخمس سنوات الأخيرة في الوقت الذي أهملت فيه قواتنا المسلحة.

من الضروري أن نبذل جهودا مضاعفة من أجل تدارك تأخرنا في مجال الدفاع وردع الجيران سواء كانوا أصدقاء أم أعداء.

طرح الملك المغربي مبادرة الأطلسي لربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي لكن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه دون موافقة موريتانيا، كيف تنظر نواكشوط لهذه المبادرة خاصة وأن المستفيد الأبرز هو المغرب؟

لا يمكنني أن أحدثكم عن نظرة نواكشوط عن مبادرة الملك المغربي لأنني لست من ضمن من يسر لهم النظام بأسراره. لكن ملك المغرب له إطلالة على المحيط الأطلسي ويمكنه أن يربط من يريد من دول الساحل بالمحيط الأطلسي عبر أراضيه وبعيدا كل البعد عن الأراضي الموريتانية التي هي ليست أراضي مغربية ولدينا حساسية مفرطة اتجاه كل ما يصدر عن المغرب نتيجة لأطماعه التوسعية التي يقف لها كافة الموريتانيين بالمرصاد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس