محمد ولد صمب: خرجت من السجن كما دخلت، ولم أوقع محضرا للشرطة

1
محمد ولد صمب: خرجت من السجن كما دخلت، ولم أوقع محضرا للشرطة
محمد ولد صمب: خرجت من السجن كما دخلت، ولم أوقع محضرا للشرطة

أحمد إمبيريك

أفريقيا برس – موريتانيا. قال العمدة المساعد وعضو حركة إيرا السجين السابق محمد ولد صمب في تصريح لـ”أفريقيا برس” إن السلطات كانت تبحث عن سبب لسجنه” وأنها فعلت ذلك حين واتتها الفرصة. وقال ولد صمب إنه لم يوقع على محضر للشرطة، فيما تم إطلاق سراحه بعد خطاب التهدئة الذي وجهه النائب ورئيس حركة إيرا الحقوقية بيرام الداه اعبيد.

من جهة أخرى قال ولد صمب إن خطاب الكراهية، رد فعل طبيعي على ممارسات الكراهية التي تقوم بها الحكومة الموريتانية من خلال التوظيف، والاكتتاب وخلق رجال أعمال من فئة واحدة. كما ندد بقانون الرموز معتبرا إياه نوعا من “التضييق وتكميم الأفواه، والإساءة إلى الدولة الموريتانية وهيبتها”.

وكان محمد ولد صمب قد اعتقل خلال وقفات نظمتها حركة إيرا على خلفية اعتقال الإعلامية وردة أحمد سليمان، بشكوى تقدم بها رجل الأعمال والوجيه الاجتماعي خطري ولد اجه، الذي تنازل عنها لاحقا، بعد وساطة قادها الوزير السابق الطالب سيد أحمد.

ماهي أسباب وملابسات سجنكم؟ وهل تندرج في إطار خطاب الكراهية؟

الحكومة الموريتانية كانت تتحين الفرصة لسجننا، ثم وجدتها مواتية فسارعت إلى ذلك، ثم بعد ضغط الشارع تم إطلاق سراحي، سجنت يوم 8 من الشهر الجاري، حيث جاء أفراد الشرطة للمنزل بعد منتصف الليل، وتم اقتادي إلى مفوضية تيارت 1 وبعد ذلك تعرضت لتعذيب النفسي وبعض التعذيب البدني داخل مخافر شرطة الإرهاب. بقيت هناك ليلة كاملة، حيث منعوني من النوم تنفيذا لما قالوا إنها أوامر عليا، ومع الصباح ذهبت إلى إدارة الأمن.

فالدولة كلما تصاعد خطاب بضرورة مشاركة المكونات المهمشة تعتبره خطاب كراهية ونحن نراه خطاب عدالة ومساواة داخل مكونات المجتمع الموريتاني.

هل تعرضتم للتعذيب أو التعنيف أو ضغوط من نوع خاص مثلا؟

بالنسبة للظروف فالسجن سجنٌ حيث هو، يبقى فقط مستوى تحمل السجين واستعداده النفسي والجسدي لمواجهة مصيره داخل أقبية السجن، بعد أن تم وضعي في السجن نقلت إلى غرفة من ثلاثة أمتار يعيش معي فيها ثلاثة أشخاص، في ساحة كبيرة مليئة بالبيوت مكتظة بالسجناء، كل مجموعة يتم إفرادها في غرفة معينة، خلال وجودي في السجن كان الغذاء مختصرا على ما يُعدّ داخل السجن، ولا يسمح بإدخاله من الخارج، وعلى كل حال هي ظروف قاسية وغير مناسبة، وليست مريحة.

هل كان لخطاب الرئيس بيرام والسيدة حرمه دور في إطلاق سراحكم؟ أم أن السلطات فعلت ذلك استجابة لضغط الشارع؟

خطب الرئيس بيرام الداه اعبيد أسهم في تهيئة الساحة بشكل عام، والنظام كان في أمس الحاجة إلى هذا الخطاب بشهادة الجميع، والظرف أيضا كان يقتضي خطابا عقلانيا، مصارحا للشعب الموريتاني، بعد موجة الغليان التي عاشها الشارع الموريتاني، وكان لخطاب شخصية وطنية بحجم بيرام تحب الوطن وتنظر إليه بوعي ومسؤولية دور في خلق جو من التهدأة، كما أن خطاب حرم الرئيس بيرام الأخت ليلى أحمد لخليفة زوجة مثل هو الآخر خطوة في هذا الاتجاه، فقد جاء في فترة تنامت فيها هتافات لم تكن الدولة تحسب لها حسابها، ولم تشعر بخطر ذلك حتى شعرت به يسقط عليها من كل حدب وصوت، والإساءة على الفضاء العام ليست جديدة، ولا خطاب الكراهية، ونحن في حركة إيرا رئيسنا يتعرض للإساءة والقذف قديما وفي الوقت الذي أحدثك فيه، ومع ذلك لم تتخذ إجراءات من طرف السلطات المعنية لمواجهة هذا الخطاب.

نرى أيضا ومن جهة أخرى أنَّ قانون الرموز السيء السمعة لم يأت للموريتانيين إلا بالتضييق وتكميم الأفواه، والإساءة إلى الدولة الموريتانية وهيبتها، كما أنه يقزم الحريات، ويخنقها، ونحن سنعمل في المستقل على إسقاط هذا القانون الجائر، ونرى أن النظام إذا كان يحترم نفسه عليه أن يتخلص من هذا القانون المشين والمسيء لسمعة الدولة الموريتانية، والذي يشكل خطرا على الحريات والنسيج الاجتماعي الوطني.

في الآونة الأخيرة انتشر ما وُصف بخطاب الكراهية على شبكات التواصل وتتهمكم السلطات بالإسهام في ذلك هل هذا صحيح؟ وما هي مقترحاتكم لمواجهة هذا الخطاب إن وجد؟ وهل ترون أنه يشكل خطرا على الوحدة ومستقبل البلد؟

ما تقوم به الحكومة الموريتانية أبلغ تأثيرا على الواقع الموريتاني وأخطر لأنها تقوم صراحة وعمدا وعن سبق إصرار بأفعال الكراهية ولا تكتفي بالخطاب فقط، وهو ما يؤدي إلى انتشار خطاب الكراهية كردة فعل، فالكراهية الحقيقية التي تفتت المجتمع الموريتاني هي ما تقوم بها الحكومة ممثلة في الحكامة الفاشلة والمشاريع وغير ذلك.

أما بخصوص اتهامنا بتنامي خطاب الكراهية فهذا الاتهام قديم متجدد، لكن الواقع أثبت عكس ذلك، السلطات لو وجدت من يرشدها وينصحها من الوطنيين الخيرين، الذين يحبون الوطن فسينصحونها بالتوقف عن ممارسات الكراهية، وأن تتوقف عن اتهام الناس بما ليس فيها، فالمجتمع الموريتاني لهشاشته يحتاج إلى حل مشاكله الجوهرية التي تؤدي للكراهية والتصدي للاختلال العميق الذي يحدث في بنية المجتمع.

السؤال المطروح هو كيف نعالج أفعال الكراهية التي أدت لخطاب لكراهية، هناك 19 بنكا كلها لمجموعة واحدة، ليس فيها حرطاني ولا فلاني ولا سونونكي، لا يوجد اليوم رجل أعمال من لحراطين ولا الفلان ولا السوننكى، ونفس الشيء بالنسبة للتعيينات، والتوظيف، والمسابقات، وهذه حالة تؤدي صراحة إلى الكراهية لأنها ممارسة خطرة على واقع المجتمع الموريتاني حاضرا ومستقبلا، فمن هذا الذي صنع الاختلال داخل المنظومة الاجتماعية؟، وشيَّد لبنية مجتمعية مختلة، نفس الشيء بالنسبة للمجال الإعلامي يوجد طيف واحد، فقبل الحديث عن الخطاب ينبغي النظر إلى الاختلالات الحقيقية التي تعاني منها البلاد والممارسات المؤدية لذلك والداعية إليه، ومآلات ذلك على مستقبلنا كمجتمع موريتاني متنوع.

هل أطلق سراحكم بشكل نهائي أم لا؟

نحن على استعداد دائم للسجن لأنه ما لم توجد العدالة والمساوة، فسنعتبر دائما أننا داخل السجن سواء كان سجنا كبيرا أو سجنا صغيرا، فأنا لم أوقع محضرا للشرطة ولا أجبت على أسئلة، فقط خرجت بالطريقة التي دخلت بها.

أرى أن خطاب الرئيس بيرام والأخت ليلى أسهما في خلق التهدئة وتبعا لذلك تم إطلاق سراحي، لكن دون أن أسجل على أية وثيقة، والدولة هي من يتوجه إليها السؤال لماذا سجنتني ولماذا بالمقابل أطلقت سراحي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس