أفريقيا برس – موريتانيا. قالت وردة المختار، عضو اللجنة الدائمة ومسؤولة الإعلام بميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية للحراطين، في تصريح لـ«إفريقيا برس»، إن المسيرة السنوية للميثاق نجحت في جمع الموريتانيين بكل أطيافهم السياسية والاجتماعية، مؤكدة أنها كانت تعبيرًا وطنيًا قويًا عن مطلب عادل يجب حله بسرعة.
وأشارت إلى أن الظرفية الحالية للبلاد تقتضي إشراك مكون الحراطين في أي حوار وطني مقبل، موضحة أن التحركات التي قام بها الميثاق أثمرت حضورًا سياسيًا غير مسبوق. كما أوضحت أن الوثيقة التي قدمها الميثاق تضمنت حلولًا لتحديات وطنية تمس جميع الموريتانيين.
وكان الميثاق قد نظم مساء الثلاثاء بالعاصمة انواكشوط مسيرته السنوية الراجلة التي شارك فيها الموريتانيون من كل الطيف السياسي؛ المعارض والموالي، كما قدم الميثاق مقترحا بوثيقة ترصد حلولا ملحة لأبرز التحديات والإشكالات فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للحراطين.
ما الذي ميّز المسيرة هذه السنة عن المسيرات الماضية؟
أشكركم على الاهتمام بالموضوع… أعتقد أن الظرفية التي نُظّمت فيها المسيرة كانت حرجة جدًا، فالبلاد مقبلة على حوار وطني، والمطلب المطروح بقوة هو إشراك هذا المكون (لحراطين) في الحوار.
التفاف الطيف السياسي المعارض والموالي والمنظمات التي من الواضح أنها عبّأت من أجل مسيرة الميثاق كان خطوة غير مسبوقة، وبادرة إجماع وطني هي الأولى من نوعها، ومحاولة لطرح هذه القضية بقوة مع الإشادة بكونها قضية عادلة تستحق فعلاً الالتفات إليها وتحقيق مطالبها. وهذا، كما أسلفت، هو المطلب الأساسي والمحوري في المرحلة الحالية، وأرى أن أي مشاركة في المسيرة هي بمثابة تأكيد على هذا المطلب.
إذًا، ميزة هذه المسيرة، رغم الفترة الزمنية (ثلاث سنوات) التي مرت من عمرها، وما شكّله مستوى الحضور من تحديات حقيقية لها، ومدى استجابة الطيف السياسي لهذا النداء الوطني، ورغم أيضًا الظرفية الخاصة المعقدة التي نُظّمت فيها، فإنها كانت مسيرة ناجحة بكل المقاييس.
هل ترون أن الزيارات التي قام بها الميثاق للطيف السياسي الموريتاني أثمرت حضورًا في المسيرة؟
طبعًا، الأكيد أن كل التحركات التي قُيّم بها في سبيل توحيد صفوف الموريتانيين في إطار قضية لحراطين أثمرت نتائجها المرجوة، وهو ما بات واضحًا لمن تابع هذه المسيرة أو كان على اطلاع بها أو شاهدها. فقد كانت مسيرة جامعة، والطيف السياسي المعارض والموالي كان جنبًا إلى جنب دعمًا لهذه القضية. فالتحركات والزيارات أثمرت، بفضل الله، ونتيجتها كانت بادية للعيان.
ما أبرز مضامين وثيقة الميثاق؟
بهذا الخصوص، أريد فقط أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي أن المشاكل التي تم طرحها، والمقترحات المقدمة في الوثيقة، هي مشاكل موريتانيا بصفة عامة. والمقترحات المقدمة نريد منها أن تعالج هذه التحديات، حتى ولو كان مكون لحراطين هو الأكثر تضررًا، فهذا بحد ذاته أمر مهم.
فمثلًا، نتّفق على أن الاختلالات المتعلقة بتسيير الخدمات وتقريبها، والتعليم في الداخل، والصحة، والولوج إلى الإدارة، ومشكل الأوراق الثبوتية، ومناصرة القضايا العادلة، ومطالب الحمّالة، والشفافية في المسابقات، وإشراك أبناء البلد في التسيير بطريقة شفافة، كل هذه المشاكل يعاني منها الموريتانيون، كل الموريتانيين. وهي متضمنة في الوثيقة التي تقدمنا بها في الميثاق.
هل وصلت رسالة الميثاق؟ وهل ترون أن تجمّع الشعب بهذه الطريقة قد يسهم في تجاوز تحديات الانقسام وموجات الكراهية؟
رسالة الميثاق وصلت، وبقوة. فالميثاق ليس عنصريًا ولا أحادي اللون، فقد شارك في مسيرته كل الموريتانيين بمختلف فئاتهم (امعلمين، إيكاون، وولف، بولار، سوننكي، بيظان).
وقد أبانت المسيرة بوضوح عن مستوى تماسك الموريتانيين، كما أظهرت أن الشعب يعي ضرورة حل قضية الحراطين. فهذا الشعب – كما أقولها دائمًا – جسم واحد، يستحيل أن يتقدّم منه مكون إلا بمشاركة الآخر ومعيّته. وبقاء لحراطين في مرحلة معينة من التهميش يعني أن ثلثي الشعب الموريتاني في شلل، وأنه عاطل عن الحركة، وهذا لا يخدم الوطن بأي حال من الأحوال.
أقول إن المسيرة نجحت، لأنها أخرجت موريتانيا بألوانها وتنوعها وتعدد فئاتها في صعيد واحد، لتعبر عن مشكل يجب النظر فيه وحلّه بسرعة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس