أفريقيا برس – موريتانيا. في لحظة وجد المسافرون مخارج نواكشوط مُغلقة أمامهم، بعد قرار مفاجئ يفرض على سائقي السيارات، اصطحاب عبوة إطفاء الحريق، وعلبة الإسعافات الأولية، ومثلث تبيه الخطر، من أجل السلامة الطرقية.
فجأة تختنق نقطة العبور الشرقية في نواكشوط، بسبب الإجراءات المشددة في تنفيذ قرار التفتيش، الذي يمنع كل سيارة لا تتوفر على هذه الأدوات من العبور، قرار اضطر أصحاب السيارات للعودة للمدينة من أجل اقتناء هذه الأدوات.
طوابير السيارات عند مدخل نواكشوط
وفي سوق بيع قطع غيار السيارات في مقاطعة لكصر بنواكشوط تضاعف كل شيء… في لحظة تحوّل السوق من ركود مُحبط إلى بوصلة طلب هستيري على ما كان مُهمَلًا حتى الأمس القريب.
جنون في الأسعار
محمد إبراهيم يروي كيف كان يوزّع عبوات الإطفاء بسعر زهيد، فقط للتخلص من هذه البضاعة الكاسدة، ليجد نفسه يطرق أبواب الدكاكين المجاورة للحصول على أعداد يسيرة يلبي بها طلبات زبناء مقربين.
حال محمد كحال كل جيرانه، إذ ارتفع سعر العبوة التي كانت تُباع حتى في اليوم السابق بـ300 أوقية قديمة إلى 7000 أوقية في ساعات النهار الأخيرة.
أما علبة الإسعافات الأولية فارتفع سعرها من 1500 أوقية إلى 4000، وسط عجز السوق عن تلبية الطلب، و احتكار بعض التجار للبضاعة وامتناعهم عن بيعها أحيانا.
الزحمة عند مداخل المدينة، كانت فرصة ذهبية للتجارة السريعة. حيث وصل صداها الى أحمدو، الذي أنهى دوامه طبيبًا في أحد المستشفيات، فتذكر معارفه في سوق لكصر، قرر الذهاب إلى هناك واغتنام الفرصة، فأخذ عددًا من عبوات الإطفاء وعلب الإسعافات الأولية ومثلثات الخطر، متجهًا إلى أقرب مدخل. باع كل بضاعته بالسعر الذي أراد، دون عناء يُذكر.
استياء ومبررات
التنفيذ المفاجئ للقرار، أثار استياء الكثيرين، واعتبروه ارتجاليًا، معتبرين أنه كان الأجدر القيام بحملة تحسيسية قبل تطبيقه لتفادي المشاكل التي نجمت عن تبعاته، إضافة إلى مراقبة السوق لمنع غلاء أسعار هذه الأدوات، ومنع احتكارها من قبل البعض.
بعد حوادث سير مروعة شهدتها بعض الطرق الرئيسية في البلاد، أودت بحياة أسر كاملة وأدخلت أشخاصًا في وضع صحي حرج، كثرت المطالبات بضبط الطرقات، خصوصًا في ظرفية تشهد تزايد المسافرين إلى الداخل مع الإقبال على دعوة الحكومة لتفعيل السياحة الداخلية.
حادث سير قرب زويرات (صحراء ميديا)
اتخذت الحكومة مجموعة من الإجراءات لضمان سلامة الطريق، تلزم السائقين باصطحاب مطفأة حريق وعلبة إسعافات أولية ومثلث تنبيه، وهي أدوات رغم ضرورتها ظل السائقون يتجاهلونها، مما يتسبب في كوارث مرورية، حسب المراقبين
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس
