حزب التجمع يجدد تأييده لفلسطين وينددون بكافة أشكال التطبيع

38
حزب التجمع يجدد تأييده لفلسطين وينددون بكافة أشكال التطبيع
حزب التجمع يجدد تأييده لفلسطين وينددون بكافة أشكال التطبيع

أفريقيا برس – موريتانيا. أكد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”، أبرز أحزاب المعارضة الموريتانية والمحسوب على الإخوان، في بيان تمخض عنه مؤتمره الرابع الذي اختتم فجر الإثنين، على تجديد دعمه المطلق للقضية الفلسطينية، ودعوته لحل أزمة الصحراء بالحوار، مع التحذير من مخاطر الفساد، والحث على إجراء الانتخابات العامة المنتظرة في جو من التفاهم والحوار.

وجدد إسلاميو حزب التجمع في توصيات مؤتمرهم الرابع “موقفهم الثابت الداعم للقضايا العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين التي بها يقاس حال الأمة صعودا أو هبوطا”، مؤكدين في هذا الصدد “إدانتهم لكل أشكال التطبيع على المستويات الإقليمية والعربية والإسلامية”، مع “دعمهم دون تردد ولا وجل للأهل في فلسطين وفي القلب منهم قوى المقاومة والتحرير، داعين الله لها بالنصر على الكيان الصهيوني الغاصب وداعميه ومشجعيه”.

وأعرب المؤتمرون في البيان الختامي “عن كامل انشغالهم بالتطورات في المنطقة ومن حول موريتانيا”، داعين “إلى تسوية النزاع في الصحراء الغربية بالحوار والتوافق بين مختلف الأطراف، مؤكدين على التزامهم بالحياد الذي يجعل موريتانيا مُعينًا على الحل، لا جزء من المشكل”.

ودعا المؤتمرون من سموهم “الأهل في مالي إلى حل مشاكل بلدهم على قاعدة العدل، وإنصاف مختلف المكونات بعيدا عن جماعات العنف وتيارات العنصرية، وبأسلوب الحوار والتفاهم قطعا للطريق أمام التدخلات الأجنبية المغرضة، داعين «إلى تعزيز كل أشكال التكامل الإقليمي على قاعدتي الديمقراطية والمصالح المشتركة”.

وجدد المؤتمرون “تمسكهم بمرجعية حزبهم حزب التجمع الإسلامية، الضابطة لتوجهاته، والحاكمة على مواقفه ومسلكياته، والمؤسسة لبرامجه واختياراته”، مؤكدين”أن انتهاج سبيل الحق أصل لا محيد عنه ولا تبديل فيه”.

وشدد المؤتمرون على الطابع الوطني لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، مشددين على أنه حزب موريتاني، وأن ولاءه لموريتانيا، التي يحرص على مصالحها، ومن أجل مستقبلها يعمل ويجتهد، والتي لا يقبل مساسا بها، ولا تهديدا لها، وبقوانينها يلتزم، ولوحدتها ووحدة مختلف مكوناتها على قواعد العدل والإنصاف والمساواة، يسعى ويعض بالنواجذ.

وأكد المؤتمرون التزامهم بما أسموه “الخيار الشوروي الديمقراطي”، ودعوا «لتعزيزه وتوسيعه في موريتانيا حتى تتجاوز موريتانيا الديمقراطية التحكمية نحو تعددية حقيقية وانتخابات شفافة وحرة ونزيهة، ونحو تداول مضمون على السلطة والقرار»، مبرزين «أن الديمقراطية هي التي توفر الأجواء المناسبة للحكامة الرشيدة وللرقابة والمحاسبة الضامنتين لها”.

وحذر إسلاميو حزب التجمع في البيان الختامي لمؤتمرهم من مخاطر الفساد وممارساته التي تهدد الدول وتعرقل التنمية وتتسبب في تبديد الخيرات والأموال.

وأكدوا أن محاربة الفساد هي المدخل الطبيعي واللازم للإصلاح، وألا أمل في نهضة أو تقدم، مادام المفسدون في مواقع التسيير والتدبير، ومادامت ممارسات الفساد تنتشر في عديد القطاعات والمؤسسات، حسب ما ورد في البيان.

ودعا المؤتمر الرابع لحزب التجمع إلى إجراء الانتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية في أحسن الأجواء السياسية حوارا وتفاهما، وفي أتم شروط الشفافية، حيادا للدولة وأجهزتها وإمكاناتها، وضمانا للفرص المتكافئة للجميع، والتزاما بالتنظيم الجيد والإشراف النزيه».

وأكد الحزب لمناضليه وأقسامه وهياكله أن الأولوية الآن هي الانخراط الفوري في تحضير فعال لا ينقطع للانتخابات القادمة حتى ترتفع نخلة تواصل”(شعار الحزب) عالية في برلمان وجهات وبلديات موريتانيا، وهي تساقط رطبا وخيرا عميما على الوطن والمواطنين».

وألح البيان على ضرورة التجاوب مع مطالب المواطنين ومظالمهم، منددا بالارتفاع الصارخ للأسعار الذي لم تسلم منه مادة ضرورية أو دون ذلك، وبالتراجع الملحوظ في الخدمات، وبالترهل المستمر في الإدارة والمسؤوليات العامة.

وقال الحزب “إن الإصلاح، لا يكون بالوعود المتكررة، ولا يتحقق بإطلاق المشاريع المتعثرة، ولا بالمخصصات المبددة، إنما يكون بحسن التخطيط، وترشيد التسيير، وسرعة الإنجاز، والمواكبة بالرقابة والمحاسبة”.

وكان المؤتمر الرابع العادي لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” قد التأم آخر عطلة الأسبوع بمشاركة 795 مندوبا وبحضور وفود من فلسطين والسنغال والجزائر والمغرب وتونس.

وأسفر المؤتمر الرابع عن انتخاب النائب البرلماني والفقيه حمادي سيدي المختار رئيسا لحزب حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”، بعد أن حصل على 566 صوتا متجاوزا منافسه على رئاسة الحزب رئيسه المنصرف محمد محمود ولد سيدي الذي لم يحصل إلا على 88 صوتا وذلك كله من أصل 664 مصوتا هم مناديب أقسام الحزب في الولايات والمقاطعات الموريتانية.

وسيقود الفقيه ولد سيدي المختار الذي يوصف بالاعتدال والهدوء والعمق، حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ذي المرجعية الإسلامية خلال السنوات الخمس المقبلة؛ وسيبدأ مأموريته في ظرفية سياسية حرجة تتزامن مع التحضير للانتخابات النيابية والجهوية والبلدية المقررة في مايو من العام المقبل، وهي انتخابات يتفق الجميع على أنها ستشهد تنافسا غير مسبوق.

ويعتبر حزب “تواصل”، أكثر الأحزاب الموريتانية مؤسسية وتنظيما ووسائل مادية وبشرية، حيث تصدر الساحة الحزبية الموريتانية منذ أن انتهت معركة الاعتراف به عام 2007؛ كما حقق هذا الحزب قفزات سياسية نوعية في التمدد على الساحة الموريتانية كما أثبتت ذلك مؤتمراته، وكما أكدته نتائج الانتخابات البلدية والنيابية التي خاضها الحزب منذ تأسيسه قبل خمس عشرة سنة.

ويقود حزب التجمع اليوم مؤسسة المعارضة الديمقراطية، ويتوفر على أكبر كتلة معارضة في البرلمان الموريتاني، ويواصل الحزب معارضته لنظام الرئيس الغزواني بنفس القوة التي عارض بها سلفه محمد ولد عبد العزيز، وهو موقف ينتظر أن يعود للاعتدال بعد المؤتمر الرابع وبعد أن انتخب البرلماني المعتدل حمادي سيدي المختار رئيسا للحزب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس