موريتانيا وتونس تطلقان شراكة رقمية لتعزيز ريادة الأعمال

2
موريتانيا وتونس تطلقان شراكة رقمية لتعزيز ريادة الأعمال
موريتانيا وتونس تطلقان شراكة رقمية لتعزيز ريادة الأعمال

أفريقيا برس – موريتانيا. في إطار سعيهما لتعزيز الاقتصاد الرقمي وبناء جسور تعاون فعّال بين منظومتي ريادة الأعمال، أطلقت موريتانيا وتونس شراكة رقمية جديدة تهدف إلى تبادل الخبرات وتطوير بيئة الابتكار في البلدين.

وتأتي هذه الخطوة في لحظة يتزايد فيها الاهتمام الإقليمي بالتحول الرقمي كرافعة للنمو وفرص التشغيل، لكنها تواجه في الوقت ذاته تحديات معقدة تتعلق بالتمويل والبنية التحتية والتأهيل البشري.

وتعكس المبادرة الموريتانية التونسية إرادة سياسية واقتصادية مشتركة لتمكين الشباب والمبدعين، وتطوير مشاريع تكنولوجية مشتركة قادرة على خلق قيمة مضافة، ليس فقط للسوقين الموريتانية والتونسية، بل للفضاء المغاربي والإفريقي الأوسع.

وتهدف المبادرة إلى تطوير التكامل الاقتصادي والتقني بين البلدين، في ظرف تتسارع فيه التحولات الرقمية عالمياً، وتبرز فيه فرص واعدة للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والابتكار، مقابل تحديات لا تقل أهمية تتعلق بالأمن السيبراني، وضعف البنى التحتية، وتفاوت مستويات التحول الرقمي في المنطقة.

وتمثل الشراكة الرقمية الموريتانية التونسية رهاناً استراتيجياً على المستقبل، وتسعى من خلالها نواكشوط وتونس إلى جعل الرقمنة مدخلاً للتنمية المنسجمة تعزيزا لحضور البلدين في الفضاء المغاربي والإفريقي الأوسع.

وأكدت وزارة التحول الرقمي والابتكار وعصرنة الإدارة، في إيجاز لها، أن هذه المبادرة تشكل خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الحوكمة الرقمية والأمن السيبراني، وتطوير حلول تكنولوجية موجهة للسوق المغاربي والإفريقي، دعما للشركات الناشئة، من أجل تأطير الكفاءات الشابة.

وأوضح الأمين العام لوزارة التحول الرقمي والابتكار وعصرنة الإدارة، خالد عابدين سيدي، «أن تنظيم المنتدى يجسد عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تجمع بين موريتانيا وتونس»، مشيرًا إلى أن «هذا التعاون يشكّل ترجمة للإرادة المشتركة في بناء مستقبل مزدهر قائم على المعرفة والابتكار».

وأضاف «أن موريتانيا تجعل من التحول الرقمي أولوية وطنية، من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية، وتحديث الخدمات الحكومية، وتحفيز منظومة الابتكار والشركات الناشئة».

من جانبه، أوضح القائم بالأعمال بالنيابة بسفارة الجمهورية التونسية في نواكشوط، أيمن الزواغي، أن «انعقاد هذا المنتدى التونسي الموريتاني، يرمز إلى عمق الصداقة بين البلدين الشقيقين، اللذين يجمعهما التاريخ والثقافة والمصير المشترك، معتبرًا أن التحول الرقمي أصبح اليوم محركًا رئيسيًا للتنمية، ويتيح فرصًا جديدة لتقوية التعاون المغاربي.

هذا ويسعى المنتدى إلى تعزيز التبادل المؤسسي بين البلدين في مجالات الحوكمة الرقمية والأمن السيبراني، من خلال فتح قنوات تعاون بين الوزارات والهيئات الحكومية والخاصة.

كما يستهدف تسهيل الشراكات الاستثمارية بين القطاع الخاص في موريتانيا وتونس، بما يسمح بتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تخدم السوق المغاربي والفضاء الإفريقي الأوسع.

ويأتي تنظيم المنتدى في إطار العلاقات الأخوية المتينة بين موريتانيا وتونس، تماشياً مع رؤية موريتانيا في تسريع التحول الرقمي، وعصرنة الإدارة، وبناء اقتصاد معرفي حديث، تبادل التجارب وتسهيل الشراكات الاستثمارية في القطاع الرقمي.

ومن بين أهم محاور التعاون، دعم الكفاءات الشابة عبر برامج تدريب مشتركة في التخصصات الرقمية المتقدمة، ما يسهم في بناء رأسمال بشري قادر على قيادة التحول الرقمي في المنطقة.

وفيما تبدو هذه الشراكة واعدة، يظل هناك عدد من التحديات التي يجب تجاوزها على الطرفين العمل لتجاوزها ضماناً لنجاح المبادرة، ومن أبرزها تنسيق السياسات بين البلدين فيما يخص التشريعات الرقمية والحوكمة الإلكترونية وحماية البيانات، خصوصًا في ظل بيئة تشريعية متغيّرة، وضمان مشاركة القطاع الخاص بكثافة، لا سيما الشركات الناشئة التي يمكن أن تشكّل الجسر بين الابتكار الأكاديمي والتطبيق التجاري.

وتنضاف لذلك جهود يجب بذلها حسب خبراء الطرفين، أهمها تعبئة الكفاءات الشابة في موريتانيا وتونس، وبناء منظومة تدريب مشتركة فعالة وسريعة الاستجابة لاحتياجات السوق.

لكن في المقابل، توجد فرص كبيرة، فتونس تمتلك خبرة تراكمية في مجال التكنولوجيا، بينما موريتانيا تراهن على تحديث بنيتها التحتية الرقمية بوتيرة متسارعة؛ كما أن السوق المغاربية رغم تفرّقها الحالي، يمكن أن تستفيد من منتجات وخدمات رقمية محلية تُطوَّر بقيادة البلدين، لتصبح نواة لسوق مغاربية رقمية متكاملة.

ويمثّل المنتدى الموريتاني التونسي للتكنولوجيا والابتكار نقطة انطلاق جديدة لمسار التكامل الرقمي المغاربي، حيث تلتقي الإرادة السياسية مع الطموح الاقتصادي في أفق بناء فضاء تكنولوجي موحّد، يعزّز التنمية المستدامة ويمنح الشباب المغاربي فرصة المشاركة في اقتصاد المعرفة.

وبهذا، لا تقتصر الشراكة بين موريتانيا وتونس على تبادل الخبرات، بل تتجاوزها إلى صياغة مستقبل رقمي مشترك، يُسهم في ترسيخ الاستقلال التكنولوجي للمنطقة وتفعيل التعاون جنوب جنوب على أسس واقعية ومبتكرة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس