تعيين “ولد لبات” لإدارة الحوار بين النظام والمعارضة

44
محمد الحسن ولد لبات، دبلوماسي موريتاني ومدير ديوان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي

بقلم: محمد عبد الرحمن أحمد عالي

أفريقيا برسموريتانيا. الحوار السياسي المرتقب حدث بارز يشغل الرأي العام الوطني الموريتاني اليوم ولعل الهزة الأخيرة التي أحدثها  خطاب الرئيس مسعود ولد بالخير الذي كان قاسياً اتجاه الرئيس غزواني على غير عادته مع النظام السابق، حيث ظل مسعود في خانة المهادن للنظام والمستفيد من ذلك الموقف بتولي رئاسة المجلس الاقتصادي، منصب منحه امتيازات مالية.

خطاب مسعود هذا غيّر موازين اللعبة السياسية وتصريحه قوي اللهجة اتجاه شخص الرئيس غزواني في  المؤتمر الصحفي الأخير لمجموعة الأحزاب المعارضة، أعاد الحديث لموضوع الحوار وجعله أمر لا مناص منه وهو الأمر الذي تفاعلت معه الحكومة الموريتانية بسرعة حيث أعلنت عن حوار وشيك على الأبواب.

الرئيس السابق لحزب التجمع للوطنى للاصلاح والتنمية المعارض محمد جميل ولد منصور
محمد جميل ولد منصور – الرئيس السابق لحزب التجمع للوطنى للاصلاح والتنمية

هذا الإعلان عن الحوار تفاعل معه بعض قادت الأحزاب السياسية وقادة المجتمع المدني واستبشروا به خيراً، ومن بينهم محمد جميل منصور الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” الذي اعتبر إعلان النظام لقبول الحوار والخطة المتبعة أمراً إيجابياً، وقال: “الحوار الجديد من شأنه أن يفتح الآفاق نحو ما نريده في قضايا الوحدة الوطنية والإصلاح الإنتخابي والحكامة الرشيدة” .

وبدوره أعلن  منتدى الأواصر برئاسة الكاتب الصحفي والناشط الحقوقي عبيد ولد أميجين أن هذ الحوار المرتقب مهم جدا وينبغي أن يكون المجتمع المدني شريكا بكل هيئاته حتى يتصف بصفة الشمولية.

وأضاف عبيد أميجن: “إن السنتين الماضيتين شهدتا «وجود مستوى لا بأس بـه من انفتاح السلطات القائمة وسعيها لإطلاق البرامج والمبادرات الرامية إلى ردم الهوة الاقتصادية والاجتماعية التي زادت رقعتها منذ العقود الماضية بين مكونات المجتمع الموريتاني، ونحـن إذ نحيي هذه الجهود فإننا نؤكــد على ضرورة إشراك منظمات الضحايا والهيئات المكافحـة من أجل تجذير قيم حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة الاجتماعية داخل حياة الموريتانيين اليومية”.

رئيس هيئة الخامس لرسم السياسات الاستراتيجية في موريتانيا سيد محمد ولد المصطفى علق على قبول الحكومة للحوار بالقول: “إن الحوار المرتقب مهم جدا وضروري لكنه لن ينجح مالم يضع الرئيس محمد ولد الغزواني ثقله فيه وعندئذ يمكن أن يحقق النتائج المرجوة منه”.

وأضاف المصطفى: “وإذا لم يقم بذلك سيكون الحوار القادم مجرد موسم من مواسم تقسيم الكعة السياسية بين  المعارضة والموالاة و ​يكون المواطن البسيط هو الضحية”.

وقدم المصطفى مقترحا يتضمن وضع خارطة طريق واضحة المعالم لهذا الحوار تحدد بشكل واضح النقاط الرئيسة له والأهداف المتوخاة منه وذلك بالاعتماد على دراسة واضحة وتشخيص عميق للمشهد السياسي الموريتاني  وتحديد الألويات التي ينبغي أن يركتز عليها هذا الحوار.

​وفي آخر تصريح للحكومة الموريتانية حول الحوار المرتقب قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان المختار ولد داهي في مؤتمر صحفي عقده مع مجموعة من الوزراء لإبلاغ الرأي العام على أهم تطورات مسار التشاور الوطني رامياً بذلك الكرة في ملعب الأحزاب السياسية وهي التي ستحدد مسطرته ومواضيعه وآجاله.

وفي ظل الحديث عن قرب الحوار بين النظام والمعارضة اكد الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات ​حسب موقع “موريتانيا اليوم”، أكد تولي ولد لبات لإدارة الحوار إستنادا لمصادره المقربة من مركز صنع القرار في موريتاتيا حسب ما أورد الموقع في خبره. والجدير ذكره أن ولد لبات  يعمل حاليا مديرا لديوان رئيس المفوضية الأفريقية .

​ويرى مراقبون أن ولد لبات يتمتع بسمعة جيدة لدى الطيف السياسي الموريتاني سواء المعارضة أو النظام،   فالرجل من بين الدبلوماسين القلائل الذين يتمتعون بمحبة جميع الأطياف الموريتانية  بمافي ذلك المعارض والداعم للنظام .

كما أن نجاحه الأخير في الوساطة السودانية أكسبه محبة الشعب الموريتاني حيث اعتبر الموريتانيون نجاح ولد لبات في حل الأزمة الدبلوماسية في السودان نجاحا لموريتانيا بشكل عام ونجاحا  لدبلوماسيتها ولشعبها على وجه الخصوص.

وفي هذا  السياق سأل “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي ورئيس تحرير موقع الوئام الموريتاني مصطفى سيديا عن قرائته لهذه الخطوة إذا تمت من طرف النظام الموريتاني، فقال: الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات الذي يشاع الآن أنه سيكون مسؤول إدارة الحوار بين النظام والمعارضة في موريتانيا، رجل تكنوقراط ولا ينتمي لأي جهة سياسية في موريتانيا ويتمتع بثقة جميع الأطراف السياسية معارضة وموالاة ونظام سياسي حاكم. ما يجعل منه رجل إجماع وطني في الساحة الموريتانية وحكماً مقبولاً لدى المشاركين في الحوار المرتقب.

وفي هذا السياق طرح سيديا عدة تساولات وقال: “لكن تعيين رجل من خارج الطيف السياسي المعارض ومن خارج النظام السياسي الحاكم والداعمين له يجعلنا نتسائل هل حقا طبيعة العلاقة بين النظام والمعارضة هي الوفاق والثقة كما يروج النظام وبعض قادة المعارضة؟  أم أن الأمر غير ذلك؟ وإذا كانت علاقة توافق فلماذا يقع اختيار طرف ثالث لإدارة الحوار؟ وهل ستكشف التطوارت السياسية القادمة في المشهد السياسي الموريتاني عن مفاجآت أخرى تزيل الستار عن طبيعة العلاقة الغامضة بين النظام والمعارضة في موريتانيا؟

ويرى سيديا أنه مهما كانت طبيعة العلاقة بين النظام والمعارضة فإن اتفاق الأطراف المتحاورة على هذا الرجل كمسؤول عن إدارة الحوار المرتقب سيؤدي لاتفاق تاريخي بين الأطراف السياسية في موريتانيا على نقاط ظلت لسنوات محل خلاف وفي خانة المسكوت عنه .

لكن سيديا اعتبر: “إن ضمان النجاح مشروط وجود الإرادة الصادقة والاستعداد للتضحية لدى جميع الأطراف المتحاورة وبفقدان ذلك عند أطراف الحوار لن ينجح الحوار مهما كانت قدرة المسؤول عن إدارته في الاقناع والتفاوض وحل الأزمات وسيكون في واد وأطراف الحوار في واد آخر”.