رئيسة حركة الجيل الثالث لـ”أفريقيا برس”: مؤتمر الشباب فرصة لتعزيز ثقافة الحوار في موريتانيا

329
رئيسة حركة الجيل الثالث: مؤتمر الشباب فرصة لتعزيز ثقافة الحوار في موريتانيا
رئيسة حركة الجيل الثالث: مؤتمر الشباب فرصة لتعزيز ثقافة الحوار في موريتانيا

أفريقيا برس – موريتانيا. قالت رئيسة حركة الجيل الثالث، حانّه الشبيه الشيخ ماء العينين، إن الحركة ترفض الحياد في العمل السياسي، وتتبنى مواقف واضحة دعمًا للرئيس محمد ولد الغزواني.
وأشارت في تصريح لموقع “أفريقيا برس”، إلى مؤتمر الشباب الذي نظمته الحركة مؤخرًا وشاركت فيه عدد من القوى السياسية الموريتانية، مؤكدة أنه يشكل “محطة بارزة في التاريخ السياسي للبلد”، كما يعتبر “فرصة لترسيخ ثقافة الحوار السياسي”، وإثبات قدرة الشباب على إدارة النقاشات الوطنية المسؤولة.

وكانت الحركة قد نظمت في العاصمة نواكشوط مؤتمرًا سياسيًا شارك فيه عدد من الأحزاب والتيارات السياسية، المعارضة والموالية. وقدمت خلال المؤتمر أوراقًا تتعلق بقضايا الفساد في البلاد، وملف الإرث الإنساني.

تُصنف الحركة على أنها وسيلةٌ بين المعارضة والموالاة، كيف تفسرون ذلك؟

نحن في حركة الجيل الثالث ننتمي بوضوح إلى الأغلبية الداعمة لرئيس الجمهورية، ونرفض الحياد في العمل السياسي. نحن حركة ذات موقف واضح، ندعم برنامج الرئيس ونعمل على تحقيق أهدافه.

أما بشأن جمعنا لمختلف الأطياف السياسية، فذلك ليس حيادًا، بل هو قناعة راسخة بأن الحوار بين جميع الموريتانيين، مهما كانت توجهاتهم، ضروري لمناقشة التحديات الوطنية وإيجاد الحلول المناسبة لها. نحن نؤمن بأن الجلوس مع المعارضة والنقاش معها يعزز الديمقراطية ويدفع بها إلى الأمام، دون أن يعني ذلك تراجعًا عن مواقفنا أو مبادئنا.

هل تسعى الحركة مستقبلاً لعمل سياسي مستقل، وما الذي يميزها الآن في الساحة الموريتانية؟

حركة الجيل الثالث هي بالفعل فاعل سياسي، وقد أثبتت ذلك خلال الانتخابات الرئاسية من خلال دعمها القوي لرئيس الجمهورية والعمل الميداني الكبير الذي قامت به. كما أن مؤتمر “الشباب السياسي”، الذي نظمناه، سيظل محطة بارزة في التاريخ السياسي للبلد، باعتباره سابقة من نوعها.

لكن طموحنا لا يقف عند هذا الحد، فنحن نهدف في المستقبل إلى تأسيس حزب سياسي يكون امتدادًا لهذا الحراك، ويجسد رؤيتنا لموريتانيا قوية، موحدة، وديمقراطية.

ما هي أبرز المحاور التي ركز عليها المؤتمر الأخير للحركة؟

ركز مؤتمرنا الأخير على التحديات الوطنية الكبرى، حيث أتحنا الفرصة لجميع الأطياف السياسية للتعبير عن آرائها حول هذه القضايا ضمن إطار منظم وواضح. لكن المؤتمر لم يكن نهاية العمل، بل مجرد محطة في مسار طويل. نحن نواصل العمل خلف الكواليس، بصمت وفعالية، لصياغة مقترحات عملية تساهم في تجاوز هذه التحديات وتحقيق تطلعات شعبنا.

إلى جانب ذلك، كان المؤتمر فرصة لترسيخ ثقافة الحوار السياسي البناء، وإثبات أن الشباب قادرون على قيادة نقاشات وطنية مسؤولة، تتجاوز التجاذبات التقليدية وتركز على مصلحة البلد قبل كل شيء.

تحدثت أوراق في المؤتمر عن الفساد ومواضيع شائكة كالإرث الإنساني، هل ترون في الجيل الثالث أن هذا الطرح قادر على إعادة بناء طرح سياسي مختلف؟

الفساد ليس موضوعًا حساسًا، بل هو واقع يعترف به الجميع، بما في ذلك الحكومة التي جعلت محاربته أولوية وطنية. الدولة تبذل جهودًا كبيرة في هذا الصدد، ونحن في حركة الجيل الثالث نساند هذه المعركة لأننا نؤمن أنه لا تنمية ولا استقرار دون مواجهة حقيقية للفساد بجميع أشكاله.

أما بخصوص المواضيع الأخرى التي تمت مناقشتها، فنحن لا نطرح القضايا لمجرد النقاش، بل لأن لدينا رؤية وحلولًا عملية. إذا أثرنا هذه الملفات، فلأننا نعمل على تقديم مقترحات جدية ستتجلى في التقرير الختامي الذي سيتم نشره. نحن لسنا هنا لإثارة الجدل، بل لإحداث التغيير.

ما هي الأهداف التي تشكل الآن أولوية للحركة؟

هدفنا الأساسي اليوم هو الارتقاء بمستوى الحوار السياسي في موريتانيا ليكون أكثر مسؤولية وواقعية، بعيدًا عن الشعارات والمزايدات. نؤمن بأن الشباب يجب أن يكونوا قوة فاعلة في الساحة السياسية، ليس مجرد جمهور يتابع المشهد، بل طرفًا أساسيًا يساهم في توجيه النقاشات وصنع القرار.

السياسة مسؤولية وطنية تتطلب الوعي والالتزام، ونحن في حركة الجيل الثالث نحمل هذا الوعي ونعمل على خلق مساحة يكون فيها صوت الشباب مسموعًا وموثرًا. هدفنا ليس الدخول في الاستقطابات الضيقة، بل خلق ديناميكية سياسية تضع مصلحة البلد فوق كل اعتبار، وتساهم في تعزيز الاستقرار وبناء مستقبل أكثر إشراكًا لجميع الموريتانيين.

هل تعكس الحركة التنوع الاجتماعي الموريتاني؟ وما هي آليات محاربة المظاهر السلبية في البلد مثل الفساد، العنصرية، الهشاشة الاجتماعية، البطالة مثلاً؟

حركة الجيل الثالث تجسد التنوع الاجتماعي الموريتاني بكل أبعاده، لأننا أبناء جيل نشأ في مجتمع مختلط، لا يرى في الانتماءات الضيقة معيارًا، بل يؤمن بأن جميع الموريتانيين متساوون في الحقوق والواجبات. بالنسبة لنا، لا تفاضل بين المواطنين إلا بالكفاءة والالتزام بخدمة الوطن.

أما فيما يخص محاربة الفساد والعنصرية والهشاشة الاجتماعية والبطالة، فنحن لا نعتبرها مجرد شعارات، بل تحديات حقيقية تتطلب حلولًا عملية.

نؤمن بأن محاربة الفساد تبدأ بتعزيز الشفافية والمساءلة، وأن مواجهة العنصرية والهشاشة الاجتماعية تقتضي تكافؤ الفرص للجميع، في التعليم والعمل والمشاركة السياسية. وبالنسبة للبطالة، فإن تمكين الشباب ودعم المبادرات الاقتصادية هو السبيل الوحيد لإحداث تغيير ملموس.

نحن لا نطرح هذه القضايا لمجرد النقاش، بل لأننا نعمل على تقديم مقترحات حقيقية تساهم في بناء موريتانيا أكثر عدالة وانسجامًا، حيث يكون لكل مواطن مكانه ودوره في نهضة بلده.

ما هي مخرجات المؤتمر الأخير؟ وبرامج الحركة للمستقبل القريب؟

مخرجات مؤتمرنا الأخير ستكون موثقة في التقرير النهائي الذي نعمل عليه بجدية، وسيتم نشره بمجرد اكتماله. كما ذكرنا سابقًا، نحن لا نطرح قضايا سطحية، بل نتعامل مع أسئلة كبرى تحتاج إلى نقاش معمق ومسؤول بين مختلف الفاعلين السياسيين.
ولهذا، فإن إعداد التقرير النهائي يتم بدقة، وبروح من الجدية والالتزام، لضمان أن يكون مرجعًا سياسيًا يعكس رؤية واضحة وواقعية.

أما فيما يخص مستقبل الحركة، فنحن مستمرون في تعزيز دور الشباب في المشهد السياسي، والعمل من داخل الأغلبية لدعم تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية. نؤمن أن هذا البرنامج يحمل رؤية طموحة لموريتانيا، ونعمل على أن يكون الشباب شريكًا أساسيًا في تحقيقه.

حركة الجيل الثالث ليست مجرد صوت في النقاش العام، بل قوة سياسية لها رؤيتها وأهدافها، تعمل باستمرار على تعزيز الاستقرار، ترسيخ الحوار، ودعم كل ما يخدم مصلحة البلاد. المستقبل السياسي لهذا البلد يُبنى اليوم، ونحن حاضرون بكل ثقلنا للمساهمة فيه بوعي ومسؤولية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس