أحمد إمبيريك
أفريقيا برس – موريتانيا. “تسلم اميسه” شابة موريتانية ولدت عام 1998 في نواكشوط، تنحدر من الشمال الموريتاني، وهي خريجة جامعة نواكشوط وحاصلة على الماجستير في التحاليل الاقتصادية بكلية الاقتصاد، والماجستير في اللوجستية من جامعة تونس.
بدأت تسلم مشروعها الشبابي الذي استوحته من البيئة الموريتانية، ومن إلهام واحات النخيل بالشمال الموريتاني التي ترعرعت بينها، وتحديدا منطقة أطار، تلك البيئة ألهمتها فكرة المشروع، تقول تسلم: “هذه الفكرة استفدتها من جدتي رحمها الله، فقد كان شائعا عندنا صناعة مشروبات من نوى التمر”، كما أنه يعتبر في أعرافنا من المستخلصات التي تستعمل في علاج الأمراض.
بداية دراسة المشروع حسب ما صرحت به تسلم كانت مع العام 2018م، فيما كانت الانطلاقة عام 2021.
تقول تسلم في حديثها مع “أفريقيا برس” إن المشروع ينشط في العاصمة نواكشوط فيما يتم تجميع نوى التمر في مدينة أطار، وقالت إن “القهوة المستخلصة من نوى التمر أصبحت تباع بكميات معتبرة من خلال موقع المشروع في العاصمة، أو محلات البقالة المنتشرة بالمدينة، كما يقدم في مقهى مطار أم التونسي كجزء من قائمته الخدمية. وتصدر جاهزة وعلى هيئة مسحوق إلى بعض الدول المجاورة ومنها السنغال”.
وردا على سؤال حول علاقة القهوة بالثقافة الموريتانية قالت تسلم إن “شرب القهوة وإن لم يكن جزء أصيلا من ثقافة الموريتانيين فإنه اليوم بفعل العولمة أصبح جزء أساسيا في حياتنا، وأن الإقبال على المشروع يعكس ذلك”.
تسلم بنت اميسه أشارت إلى أن المنتج بات اليوم من المواد التي يبحث عنه الكثير من الموريتانيين، ومن بينهم الطلبة في الخارج، كما يعتبره مرضى السكري من المواد المهمة في تقليل مادة الأنسلين، وتقول تسلم: “لقد أجريت أبحاثا في تونس حول الموضوع، وثبت لي ذلك علميا، وهو ما يثبت أن أسلافنا كانوا على حق في تداويهم لهذه المادة التي استخلصوها من بيئتهم”.
وعن الصدى الإعلامي لهذا المشروع الشبابي قالت تسلم: “إن الظرف الزمني الوجيز الذي ظهر فيه لم يمنعه من أن يحظى بالصدى الإعلامي المناسب، سواء داخل موريتانيا أو خارجها”، وأضافت إنَّ “أول دعم تلقاه المشروع كان من قبل وزارة التشغيل الموريتانية من خلال برنامج “مشروعي مستقبلي” الموجه لدعم المشاريع الشبابية الواعدة، إضافة إلى دعم آخر من برنامج تدعمه السفارة الأمريكية في موريتانيا”.
وحول الجوائز التي تلقتها منذ انطلاقتها ذكرت تسلم أنَّ مشروعها تلقى جوائز عديدة أهمها: جائزة خليفة الدولية للنخيل والابتكار الزراعي (أفضل منتج غذائي من النخيل)، وعددا من الجوائز على مستوى القارة الافريقية، والأمم المتحدة.
سألنا تسلم عن أهم التحديات التي تواجه المشاريع الشبابية في موريتانيا فذكرت أن هناك بعض التحديات العملية، والمادية تتلخص في نقص التكنولوجيا التي تكفل للصناعات المحلية تطورها من خلال الاستثمار في التقنيات الحديثة، إضافة إلى محدودية التمويل، وتواضع التسويق للمنتجات المحلية، مما يفقدها منافسة المنتجات المستوردة، وأشارت تسلم إلى أن ثقافة الاستهلاك، وثقة الموريتاني بالوارد من الخارج تحد آخر يضع أصحاب المشاريع أمام معركة تغيير النظرة الاجتماعية والصناعية بهذا الخصوص.
وقالت اميسه إن الحكومة الموريتانية والمعنيين بالتنمية يتوجب عليهم تشجيع المشاريع المحلية من خلال الإعفاءات الضريبية، وفرض القيود على الواردات لتشجيع المنتج المحلي، إضافة إلى وضع برامج لزرع الثقة بين المستهلك الموريتاني والمنتج المحلي، هذا إلى جانب الترويج لقيمة الاستدامة وحماية البيئة من خلال التعليم والإعلام، وخلق تعاون مع المنظمات الداعمة للتنمية المستدامة للاستفادة من الخبرات والتقنيات، وختمت بالدعوة إلى ضرورة توطين المشاريع في موريتانيا، وأن ذلك لم يعد خيارا بقدر ما هو واجب قومي تتحمل الحكومات مسؤوليته.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس