كيزومبا: موريتانيون يتعلمون رقصة العاطفة

1
كيزومبا: موريتانيون يتعلمون رقصة العاطفة
كيزومبا: موريتانيون يتعلمون رقصة العاطفة

أفريقيا برس – موريتانيا. خطوتان إلى اليسار، وتقدّم إلى الأمام بثلاثة أخرى، وتوقف لثانية بشكل مستقيم..” هكذا يتعلّم الموريتاني (محمد)، رقص الكيزومبا على إيقاع أغنية للفنان الكوبي دانييل سانتا كروز، في دار أجنبية بنواكشوط، وأغلب روادها أجانب.

والكيزومبا هي نوع من الرّقصات ظهر في أنغولا سنة 1984،وتعني حفلة بلغة كيمبوندو التي يتحدثها شعب أمبوندو في أنغولا، وانتشرت عالميا، حتّى وصلت شرارتها إلى موريتانيا، وتعتمد على الإيقاع البطيء والعاطفي، وانسجام حركي بين شخصين.

ويتعلّم الموريتاني (محمد)، الكيزومبا من معلّم سنغالي، مقابل اشتراك قدره 2000 أوقية قديمة، للحصّة الواحدة، وتدرّس عادة كلّ مساء أربعاء.

“الكيزومبا هي فنّ فخم، يتيح لك فرصة للتّأمل، ونحن نحتاج ممارستها مثل شعوب العالم”، يقول (محمد)، الذي تعلّمها في داكار أولا.

وبدأ يتعلمها منذ شهر يناير من عام 2025، وطالب في تصريحه، بضرورة فتح قاعات خاصة للموريتانيين، لتعلّم الرقصة الإفريقية، مشيرا إلى أنّ أغلب ممارسيها في نواكشوط أجانب، وأنّه آن الآوان ليتعلّمها الموريتانيون.

ومن جهتها تقول صوفيا جالو (موريتانية _ غينية)، إنّ الكيزومبا تمنحها شعورا رائعا أثناء ممارستها، وأنّها تحضر حفلاتها بشكل منتظم، رفقة صديقاتها، وبدأت تتعلّمها مؤخرا.

وصوفيا هي فنانة تشكيلية، وتمارس فنّ النحت أحيانا، وترى أنّ الفنون مترابطة بشكل عام، بما في ذلك الكيزومبا، وأكدت أنّها تشجع كلّ من يتعلّمها.

المئات يتعلّمون

دار الكيزومبا بنواكشوط، تعدّ ملتقى إسبوعيا لممارسة هذا الفن، يرتادها العشرات أسبوعيا، حيث تتحدث الأجساد بلغات رقصات الكيزومبا، والسالسا، ولمبادا أحيانا.

في الأمسية الأخيرة من الكيزومبا لهذا العام (24 يوليو 2025)، تابع الحاضرون الرقصة الأخيرة للفنان السنغالي مختار انيانغ وشريكته،واستمرا لمدة 5 دقائق، مع تفاعل كبير، قبل أن يغيّرا الإيقاع إلى السالسا.

وتعلّم المختار المختار انيانغ الكيزومبا سنة 2018، في السنغال قبل أن يغادر إلى موريتانيا ليكمل تعلّمها، مع مختلف الفنون الأخرى، من معلمين أجانب.

ومنذ قرابة 4 سنوات، أصبح المختار أبرز معلّمي الكيزومبا في موريتانيا، ويعلّمها الآن لأكثر من 300 طالب موريتاني، من مختلف فئات المجتمع، ( أطفال وفتيات)، تتراوح أعمارهم بين 9 و 12 سنة.

ويشير في تصريحه، إلى أن العائلات الموريتانية، أبدت انفتاحها مؤخرا على هذه الرقصة، وبدأت تشجع أطفالها على تعلمها، وهذا يشجع على ثقافة التعايش والسلام، وثقافة التنوع، حسب تعبيره.

ويدرس المختار في أحد المعاهد التابع للسفارات الأجنبية، وتبدأ دوراته من شهر سبتمبر حى ديسمبر، على أن يستأنف تعليمها في شهر يناير، إلى غاية شهر يوليو من كلّ عام.

قيود أمام المرأة

ورغم أنّ الفتيات الصغيرات، بدأن يتعلمنها مؤخرا، تواجه الموريتانيات المهتمات بهذه الرقصة، صعوبة في ممارستها في فضاء مفتوح، خاصة أنها رقصة ثنائية.

مينة التي طلبت عدم إدراج اسم عائلتها في تصريحها الخاص، تحضر من حين لآخر، أمسيات الكيزومبا في نواكشوط، ولكنها لا تتعلمها إلا بغياب جميع الرجال، وهو ما يعدّ نادرا.

وتشير إلى أنّها تطبق ما تعلمت مع معلمة أجنبية، وتحاول أحيانا رقصها مع صديقاتها في المنزل، اللاواتي بدأن يتعلمنها مؤخرا عبر دورس الانترنت.

و”بغض النظر عن ما إذا تمنكت من ممارستها أم لا، تبقى الكيزومبا رقصة جميلة، تدخلك في عالم خاص، لكنني لن أرقصها في فضاء مفتوح، لأن ذلك ليس من عادتي كفتاة موريتانية، وإن كان في ذلك حرمان للمرأة”.. تضيف مينة في تصريحها، ودعت الفتيات إلى الإقبال على تعلّم الرقصة الأنغولية.

وأصبح الشباب الموريتاني يمارس هذه الرقصة بشكل محترف، بحسب استطلاع أجريناه مع معلمي الكيزومبا الأجانب في نواكشوط، ومن بينهم مختار انيانغ.

وأشار المعلّمون إلى أن بعض الشباب، أصبح يتقن الكيزومبا، مع السالسا، والكومبا، ولكنهم لفتوا إلى أن أغلب هؤلاء كانوا في الغربة، وهناك تعرّفوا على هذا الفن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس