الغزواني ينهي عام رئاسة الاتحاد الإفريقي بتقييمات متباينة

9
الغزواني ينهي عام رئاسة الاتحاد الإفريقي بتقييمات متباينة
الغزواني ينهي عام رئاسة الاتحاد الإفريقي بتقييمات متباينة

أفريقيا برس – موريتانيا. بعد عشرة أيام من الآن، وفي ظل تقييمات مختلفة لأدائه جمعت بين الاستحسان المنصف والانتقاد المجحف، ينهي الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني رئاسته الدورية للاتحاد الإفريقي، التي سيتسلمها منه نظيره الأنغولي جواو لورينسو.

وفي شباط/فبراير 2024، ظهر محمد ولد الشيخ الغزواني كرجل المرحلة، حيث ساعد في حل أزمة خلافة الرئيس القمري أزالي أسوماني على رأس الاتحاد الإفريقي، بعد تعثر العملية بسبب الخلافات الحادة بين الجزائر والمغرب.

وباعتبار أن رئاسة الاتحاد بالتناوب كانت من نصيب شمال إفريقيا، وقع اختيار القادة الإقليميين في اللحظة الأخيرة على نظيرهم الموريتاني، ولم يكن لديه سوى أسبوع واحد للاستعداد لتولي المنصب؛ وبعد عام، حان اليوم وقت التقييم.

وقد برزت كثافة نشاط الغزواني خلال السنة الماضية، حيث جاب دولاً عديدة من أديس أبابا إلى ريو دي جانيرو، مرورًا بنيروبي، وأكرا، وسيول، إلى باري، وبكين، ونيويورك، وباكو، في رحلات مكوكية انتقدها خصومه واعتبروها “أسفاراً شاغلة عن الهم الوطني”.

وكان الرئيس الغزواني أول رئيس للاتحاد الإفريقي يشارك في قمة مجموعة العشرين كعضو كامل، وذلك يومي 18 و19 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، حيث ركز في كلمته على أزمة الغذاء في إفريقيا، داعيًا إلى تعاون دولي فعال وشراكات متعددة الأطراف؛ كما سلط الضوء على استراتيجية تنموية جديدة للقطاع الزراعي الإفريقي للفترة 2026-2035.

وتؤكد مجلة “جون أفريك” في تقييمها لرئاسة الغزواني للاتحاد الإفريقي “أنه على الرغم من هذه الجهود، فقد وُجهت انتقادات لولاية الرئيس الغزواني باعتبارها “باهتة”، مقارنة بسلفه القمري أزالي أسوماني، الذي كان أكثر حضورًا على الساحة الدولية”.

وتعامل الغزواني مع عدة أزمات إفريقية كبرى، منها النزاع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، والأوضاع في ليبيا والسودان، لكنه تعرض لانتقادات لعدم تحقيق اختراقات كبيرة مقارنة بسلفه غزالي عثماني، ورغم محاولاته التوسط في الأزمة الليبية، حيث التقى فايز السراج وخليفة حفتر، لم تحقق جهوده نجاحًا واضحًا. وفي السودان، استضاف اجتماعًا لتعزيز جهود السلام، لكنه لم يكن له دور مباشر في أزمة القرن الإفريقي، حيث برزت تركيا كوسيط رئيسي بين إثيوبيا والصومال.

والتقى الغزواني بالرئيس المالي عاصمي غويتا في بكين لمحاولة احتواء التوترات الحدودية، كما وقع اتفاقًا مع الاتحاد الأوروبي حول ملف الهجرة، تضمن دعمًا ماليًا لموريتانيا بقيمة 210 ملايين يورو.

وداخليًا، لاحظت مجلة جون أفريك “أن رئاسة الغزواني للاتحاد الإفريقي لم تحظَ باهتمام شعبي واسع في موريتانيا، حيث غابت عن النقاش العام ولم يتم تسويقها إعلاميًا بشكل مؤثر. ومع ذلك، استغلها الغزواني في حملته الانتخابية لإعادة انتخابه في يونيو 2024”.

وبحلول نهاية ولايته، ورغم نشاطه الدبلوماسي الواسع، بقيت نتائجه في الوساطات محدودة، ما جعله عرضة لانتقادات ترى أنه لم يقدم إضافة نوعية للاتحاد الإفريقي. ومع ذلك، برزت جهوده في تعزيز مكانة إفريقيا عالميًا، خصوصًا عبر إدراجها في مجموعة العشرين، إضافة إلى مساهمته في إعادة هيكلة مؤسسات الاتحاد الإفريقي بعد تعثر دام سنوات.

ودافع الناشط السياسي الموريتاني سيدي الخير الناتي، عن رئاسة الغزواني للاتحاد الإفريقي، فأكد في رد على تقييم مجلة “جون أفريك” لها “أن مشاكل القارة الإفريقية وصراعاتها البينية ذات الروافد الخارجية لا يمكن حلها بين عشية وضحاها لأنها في الغالب تعكس صراع مصالح ومحاور خارجية كالتنافس بين الغرب وكل من روسيا والصين”.

وقال: “مشاكل بهذا الحجم لا يمكن لرئيس الإتحاد الإفريقي -وهو عبارة عن منسق عام للدبلوماسية الإفريقية- أن يحلها في وقت وجيز، بل يكفيه من النجاح أن يحد منها أو من ارتفاع منسوبها”.

وأضاف الناتي: “لقد نجح الرئيس غزواني بالفعل في تحقيق مكاسب دبلوماسية ومؤسساتية للاتحاد الإفريقي، منها إعادة تفعيل وهيكلة مؤسسات الإتحاد التي كانت متوقفة قبل رئاسة الغزواني للاتحاد، ومنها الشركة الاستراتيجية بين الإتحاد الإفريقي ومجموعة العشرين؛ ومنها العمل الجاد من أجل شطب الديون الإفريقية والعمل أيضاً من أجل حصول إفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي؛ وهذه مكاسب مهمة قد تحققت في فترة وجيزة تطبعها التحديات الكبرى”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس