الموريتانيون ينتظرون تشكيل حكومة الولاية الثانية وتسمية ولد أجاي رئيساً للوزراء يثير جدلا بين الساسة والمدونين

11
الموريتانيون ينتظرون تشكيل حكومة الولاية الثانية وتسمية ولد أجاي رئيساً للوزراء يثير جدلا بين الساسة والمدونين
الموريتانيون ينتظرون تشكيل حكومة الولاية الثانية وتسمية ولد أجاي رئيساً للوزراء يثير جدلا بين الساسة والمدونين

أفريقيا برس – موريتانيا. ينتظر الموريتانيون الإعلان في وقت لاحق يوم الإثنين أو الثلاثاء على أبعد تقدير، الكشف عن حكومة مختار ولد أجاي أكثر الحكومات شغلاً للرأي العام، في ظل تكهنات متواصلة حول من سيبقى ومن سيرحل من أعضاء حكومة ولد بلال.

وتطرح أسئلة كثيرة حول الحكومة المنتظرة: فهل ستكون حكومة شباب أم حكومة تخلط بين الشباب والكهول؟ وهل ستشمل أم ستخلو من وزراء يرى الرأي العام أنهم من مجموعة المفسدين التي حكمت مع الرئيس السابق واحتفظ الرئيس الحالي بعدد من أفرادها؟

وفي ترقب متلهف للحكومة الجديدة، استمر الجدل في اشتعاله، أمس الإثنين، بين ساسة موريتانيا ومدونيها حول افتتاح الرئيس الغزواني ولايته الثانية بتعيين مدير ديوانه المختار ولد أجاي رئيساً للوزراء، وولد أجاي سياسي مشهور بالذكاء والخبرة لكن جانباً كبيراً من ماضيه السياسي والحكومي محسوب على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي اختاره وزيراً لماليته على مدى سنوات.

ومع كثرة خصوم ولد أجاي وأعدائه، فقد قوبل تعيينه رئيساً للوزراء بترحيب كبير بين الساسة في المعارضة وخارجها، وحتى على مستوى مجموعة الرئيس السابق التي تعتبر من أشد معارضي الرئيس الغزواني ونظامه.

ورحب النائب البرلماني بيرام الداه اعبيد، الذي حل ثانياً في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بتعيين المختار ولد أجاي وزيراً أول ووصفه بأنه “خطوة في الاتجاه الصحيح”.

وأضاف: “تعيين المختار ولد أجاي، رغم اختلافنا مع النظام، هو خطوة في الاتجاه الصحيح وكسر لهينمة الجناح الظلامي وأباطرة المال على النظام”.

وتابع: “من موقع المعارضة الحقيقية نتمنى أن ينجح في محارسة الفساد والحوار والتقارب مع المعارضة وفتح الحياة السياسية”.

واعتبر الكثيرون أن ولد أجاي بخبرته وتجربته هو وحده القادر على تحقيق ما يصبو له دعاة التغيير من أنصار الرئيس ولد الغزواني، لكونه يختلف عن رؤساء الحكومات الستة عشر الذين سبقوه في هذا الموقع، وذلك لتمتعه بثقة الرئيس بشكل مطلق، ولكون من سبقوه كانوا بلا صلاحيات وبلا سلطات بل مجرد شاغلين للكرسي.

وأكد الإعلامي محمد عبد الله لحبيب، رئيس سلطة الإشهار في تعليق على تعيين ولد أجاي “أن قرار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني باختيار المختار ولد أجاي رئيس وزراء يعطي رسالة صارمة بأن ساعة العمل قد حانت، وأن غد موريتانيا سيكون خيراً من أمسها”.

وأضاف: “لقد ترك ولد أجاي بصمة إنجاز في كل مكان مر به وقد اختبره الرئيس عن قرب وعن بعد، كما اختبره في الإدارة وفي السياسة وفي الاستشارة”.

وقال: “عرف الرئيس غزواني رئيس وزرائه الجديد عن قرب، وناقش وإياه أغلب الملفات، والراجح أن ولد أجاي المشهور بالذكاء، استوعب رؤية رئيس الجمهورية، وتشبع بطريقته في معالجة الملفات، وسيكون خير من ينفذ الرؤية التي صاغها الرئيس أيام وجود رئيس وزراء الجديد في القصر، مواكباً كل مراحلها، مستمعاً جيداً لكلمات الرئيس”.

وزاد: “ولد أجاي رجل خبر ملفات العمل الحكومي من أكثر من موقع، وواجه مطبات السياسة في كل صورها، وها هو اليوم يحظى بثقة رئيس الجمهورية لتنسيق العمل الحكومي في مرحلة جديدة، وحساسة من تاريخ البلد، وفي مرحلة بالغة الحساسية بالنسبة لإرث الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في الحكم”.

وعلق رئيس تحرير صحيفة “الحرية”، محمد نعمة عمر، على تعيين ولد أجاي كاتباً “بتعيين المختار ولد إجاي رئيس وزراء، سيتم تجاوز أزمة الانتخابات الأخيرة، وسنشهد تضييقاً لهوة الخلاف بين النظام والمرشح الرئاسي بيرام الداه اعبيد؛ ومن ناحية أخرى سنشهد ديناميكية في العمل الحكومي”.

وتابع: “ولد أجاي ينفذ بصرامة أوامر رؤسائه، ولن يقبل بتعدد ولاءات الوزراء، سيخضع له الجميع، لا عمليات التفاف للوصول إلى القصر الرئاسي بعد اليوم، سيعبرون جميعاً من باب الوزارة الأولى وهم يرددون “حطة” لتغفر خطاياهم”.

ومن الذين أغضبهم تعيين ولد أجاي رئيساً للوزراء الإعلامية والبرلمانية منى بنت الدي التي علقت على مرسوم التعيين قائلة: “تعيين ولد أجاي رئيس وزراء انتكاسة كبيرة وإحباط عظيم؛ إنا لله وإنا إليه راجعون”.

وكتب سيدي حامدينو الإعلامي البارز: “الآن القيادة ستختلف: لأول مرة ستجدون وزيراً أول يقف على المشاريع بنفسه، يراقبها، يدقق فيها لأول مرة سيدخل رئيس الوزراء المؤسسات دون استئذان وبمفاجأة حقيقية لأول مرة ستشاهدون نظرية العقاب والمكافأة لأول مرة ستشاهدون رئيس الوزراء يتجول بين العمال يتحدث معهم ويسألهم الآن ستعاد الحقوق للعمال، وستدرس زيادة الرواتب الآن ستبدأ ديناميكية جديدة تكمل التعهدات في وقتها، الآن لم يعد مقبولاً سوى العمل أو الاستقالة”.

غير أن بعض خبراء الشأن الموريتاني يخشون من أن تتضايق الأوساط المتنفذة من إصلاحات المختار أجاي إذا هو بدأها وتضررت هي منها، وستسعى بالتالي لإسقاطه كما حدث في السابق لمصلحين كثيرين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس