أفريقيا برس – موريتانيا. احتفت موريتانيا، الجمعة، باتفاق وقف إطلاق النار المرحلي المعلن بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي، وسط تظاهرات ومسيرات ومواقف سياسية رسمية تعبر عن ارتياح واسع وأمل في أن يكون الاتفاق خطوة حقيقية لرفع المعاناة الإنسانية واستئناف المسار السياسي الهادف إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي العاصمة نواكشوط، نظمت «المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة» مسيرة حاشدة انطلقت، مباشرة بعد صلاة الجمعة، من المسجد السعودي باتجاه مبنى مندوبية الأمم المتحدة، تحت شعار: «وانتصرت المقاومة» احتفالاً باتفاق وقف النار وتقديراً لما وصفته بصمود المقاومة «الأسطوري» في معركتي الميدان والتفاوض، واعتزازاً بذكرى «معركة طوفان الأقصى المباركة».
وشهدت شوارع نواكشوط تفاعلاً شعبياً واسعاً، فضلاً عن بيانات تضامنية من منظمات طلابية وجماهيرية وسياسية.
وأكدت المنظمات الأهلية أن موريتانيا يجب أن تستمر في دعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار عبر القنوات الإنسانية والدبلوماسية الملائمة.
كما جابت مسيرة شعبية بالسيارات الشوارع بين المسجد الجامع ومقر السفارة الأمريكية بنواكشوط تضامناً مع الشعب الفلسطيني واحتفاءً بالاتفاق.
وقام أئمة المساجد في المدن الموريتانية «بإلقاء خطب للجمعة تمجّد وقف الحرب وتعتبره «انتصاراً للمقاومة وللشعب الفلسطيني، مع دعوة الشعب الموريتاني لمواصلة وقوفه مع القضية الفلسطينية».
وأصدرت وزارة الشؤون الخارجية الموريتانية بياناً عبّرت فيه عن «ارتياح بالغ» لتوصل الطرفين إلى اتفاق مرحلي في شرم الشيخ، مشيدةً بجهود الوساطة الإقليمية والدولية التي أدت إلى هذا التوافق، ومُعربة عن أملها «الصادق» بأن يكون الاتفاق خطوة لإنهاء الحرب ضد الشعب الفلسطيني، ورفع المعاناة الإنسانية العميقة، وتهيئة مناخ جدي لاستئناف المسار السياسي الهادف إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يضمن العدالة والأمن والاستقرار في المنطقة.
وأصدر «الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني» بياناً موجهاً إلى الأمة، هنأ فيه «الأمة الإسلامية جمعاء بهذا النصر» ووصف ميدان المواجهة بأنه أثبت أولوية خيار المقاومة، مبرزاً أن «الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه» وأن «روح الجهاد ما زالت حيةً في الأمة».
كما نوّه البيان بمواقف موريتانيا الرسمية والشعبية الداعمة لفلسطين ودعا إلى مواصلة الدعم عبر المساعدات الإنسانية والمساهمة في إعمار غزة.
ووجه «تحيّة إلى فصائل المقاومة كافة، وعلى رأسها حركة« حماس»، كما وجه شكرَه للهيئات والمبادرات والأحزاب الموريتانية التي واكبت المعركة إعلامياً وميدانياً، ودعا الشعب الموريتاني إلى الاستمرار في تقديم الدعم العملي للشعب الفلسطيني حتى يتحقق التحرير الكامل للقدس».
وأضاف: «بعد جولةٍ بطولية من جولات الصراع المبارك بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، أرغمت المقاومةُ فيها الاحتلالَ على التراجع والانكفاء، وأذاقته الويلات في كل ميدان، وجعلت أرض غزة مقبرةً لجنده وآلياته، وقد أثبتت رغم الأثمان الباهظة، أن الخيار الصحيح هو خيار المقاومة، وأن الشعوب المؤمنة بعدالة قضيتها لا تُهزم مهما اشتدّ الحصار أو تكاثفت المؤامرات».
«وإذ تتوقف الحرب بعد ملحمةٍ من الصمود والتحدي، يضيف البيان، فإننا في الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني، إذ نحيي المجاهدين الأبطال، والشعب الفلسطيني الصابر، لنهنئ الأمة الإسلامية جمعاء بهذا النصر الذي أكرم الله به عباده المجاهدين، وجعل به غزة عنوان العزة والكرامة للأمة كلها، كما نحيي فصائل المقاومة الفلسطينية كافة، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسائر الفصائل المقاتلة في الميدان، الذين سطروا ملاحم بطولية أثبتت أن روح الجهاد ما زالت حيةً في الأمة».
وأكد الرابط «أن الكيان الصهيوني فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أيٍّ من أهدافه، فلم ينجح في تغيير الخارطة عبر التهجير، ولا في فكّ أسراه، ولا في القضاء على حماس، وهو ما يشكل نصرًا استراتيجيًا واضحًا للمقاومة وشعبها الصامد».
وهنأ الربط «الشعب الموريتاني، حكومةً وشعبًا، على مواقفه الأصيلة والمشرّفة في دعم المقاومة ومناصرة القضية الفلسطينية»، مؤكدًا «أن موريتانيا كانت وما زالت داعمةً للشعب الفلسطيني بمختلف أطيافها ومكوناتها».
وتوجّه الرباط بالشكر والتقدير إلى جميع الهيئات والمبادرات والأحزاب السياسية الموريتانية التي واكبت المعركة إعلاميًا وميدانيًا، وقدّمت الدعم والإسناد، وظلّت على العهد وفيةً للقدس وغزة والحق الفلسطيني»؛ داعية «الشعب الموريتاني الأصيل لمواصلة دعمه للشعب الفلسطيني من خلال المساهمة في إعمار غزة وتوفير حياةٍ كريمةٍ لأهلها الذين ذاقوا معاناةً إنسانيةً قاسيةً بسبب العدوان والحصار؛ كما دعا الأمة إلى «أن تبقى على خط الإسناد للمقاومة، حتى يكتب الله النصر التام والتحرير الكامل، وتعود القدس حرّةً شامخةً».
وترى موريتانيا في الاتفاق المرحلي فرصة لوقف دورة العنف وفتح نافذة إنسانية وسياسية لإنهاء المعاناة في غزة، في وقت تجدد فيه القوى السياسية والمدنية دعواتها للبناء على هذا التقدم لتهيئة الظروف لاستئناف المسار السياسي نحو تحقيق حل عادل ودائم يستند إلى مبادئ الشرعية الدولية وحدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وفيما يحتفل المواطنون بنبرة انتصار وأمل، تبقى المهمة عاجلة في مجالات الإغاثة والضغط السياسي لضمان أن يتحول هذا «الوقف المؤقت» إلى تحوّل دائم ينهي التلاعب بحقوق الشعب الفلسطيني.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس