أفريقيا برس – موريتانيا. تحت شعار “من أجل إفريقيا متعلمة ومؤهلة للقرن الحادي والعشرين”، تتواصل اليوم الأربعاء في نواكشوط أشغال المؤتمر القاري حول التعليم والشباب والتأهيل للتشغيل، حيث من المتوقع أن تتمخض النقاشات التي تواصلت أمس الثلاثاء، عن إعلان نواكشوط الذي يتضمن ميثاقاً إفريقياً لبذل الجهود من أجل تحسين جودة وشمولية التعليم في عموم القارة.
وسيتضمن الإعلان تحديثاً مفصلاً عن التقدم الذي أحرزته الدول الأعضاء في مجال تحسين وجودة التعليم، ووضع خطة عمل لعشر سنوات تُسرّع التحولات التعليمية، مع إعلان التزامات مالية جديدة لدعم المبادرات المبتكرة، وتعبئة الشركاء الدوليين والقطاع الخاص لدعم الجهود المبذولة، مع التوافق حول ميثاق إفريقي لدعم تشغيل الشباب، وإجراءات لتعزيز التنقل المهني داخل القارة.
ومع مشاركة رؤساء الدول ووزراء التعليم والمالية والخبراء وشركاء التنمية الدوليين، تسعى القمة التي افتتحها الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، إلى إرساء أسس تحول حقيقي في أنظمة التعليم الإفريقية، من خلال تعزيز التعليم الشامل والمستدام الذي يلبي متطلبات القرن الحادي والعشرين.
وناقشت جلسات المؤتمر عدة أمور، بينها قياس مستوى تنفيذ الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي للالتزامات والقرارات التي تم اتخاذها لتطوير التعليم في أفريقيا، وعرض النماذج الناجحة، والحلول المبتكرة والمستدامة، والتحول التعليمي على مستوى جميع أنحاء القارة لتلبية متطلبات القرن الحادي والعشرين.
وركزت الجلسات كذلك على تعزيز الشراكات والتعاون لتعميق تبادل المعرفة بين صانعي السياسات والباحثين والمعلمين وأصحاب المصلحة في المجتمع المدني؛ كما تطرقت لاستكشاف آلية التمويل المستدام للتعليم من خلال تعزيز الموارد المحلية وغيرها من الآليات المبتكرة لتطوير نظم التعليم.
وتناول المؤتمرون المجالات الرئيسة التي ستساهم في الحد من تسرب الأطفال من المدارس وتحسين التعلم، كإصلاح المناهج الدراسية والتعلم القائم على الكفاءة، وتطوير المعلمين والدعم المهني، وتقييم نتائج التعلم المستجيب لاحتياجات القارة، بالإضافة إلى محو الأمية في مجال الاستدامة البيئية وتغير المناخ ودمج المعرفة المحلية والمنظورات الثقافية في المناهج الدراسية.
ومن المحاور التي تضمنها جدول أعمال المؤتمر، طرق الاستفادة من التقنيات الرقمية في التعليم، وقضايا التعليم الشامل والمساواة، وتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومهارات القرن الحادي والعشرين، والتعليم المهني والتقني، والتمويل والحوكمة للتحول التعليمي.
كما تضمن جدول أعمال المؤتمر محاور أخرى أبرزها إصلاح المناهج التعليمية، وتعزيز التعليم الرقمي، وتمويل التعليم بشكل مستدام، والتعليم المهني والتقني.
وتطرق المؤتمرون في ورشات النقاش، لتحديات تعترض قطاع التعليم مثل ارتفاع معدلات التسرب المدرسي وضعف البنية التحتية التعليمية، مع التركيز على تعزيز مهارات الشباب وتحقيق الشمولية في التعليم، خاصة في المناطق المهمشة والمتأثرة بالأزمات.
ويُتوقع أن يسفر المؤتمر عن مبادرات عملية وآليات تمويل مبتكرة لدعم التحول التعليمي في إفريقيا، كما يأمل المشاركون أن تسهم مخرجاته في تعزيز جودة التعليم ودفع عجلة التنمية المستدامة في القارة، بما يتماشى مع رؤية الاتحاد الإفريقي ومستقبل أكثر إشراقًا لشعوب القارة، بحسب القائمين عليه.
وعلى الرغم من تحقيق تقدم ملحوظ في تحسين الوصول إلى التعليم، لا تزال القارة تواجه تحديات كبيرة: فاحتياجات إفريقيا بحلول عام، تمثل اليوم 90% من الاحتياجات العالمية للتمويل الخارجي الخاص بالتعليم.
وتشير التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى 40 مليار دولار إضافية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الرابع (التعليم الجيد)، والطموحات التي حددتها أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.
ويواجه التعليم في إفريقيا عقبات رئيسية تعرقل التقدم، بينها ضعف البنية التحتية التعليمية، ونقص المدرسين المؤهلين، والفجوات الإقليمية في الوصول إلى التعليم، وضعف الوصول للتكنولوجيا الرقمية، وعدم التوافق بين التعليم واحتياجات سوق العمل.
كما أن الثورة الرقمية والتحولات الاقتصادية العالمية تفرض إعادة التفكير في أنظمة التعليم لتلبية احتياجات وظائف المستقبل على مستوى القارة.
ويشارك في هذا المؤتمر كل من عبد المجيد تبون رئيس الجزائر، وباسيرو ديوماي فاي رئيس السنغال، وابول كاغامي رئيس جمهورية رواندا، إضافة إلى 30 وزيراً من دول إفريقية مختلفة، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، ونائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، وخبراء وباحثون في مجال التعليم، وممثلون للهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية الناشطة في قضايا التعليم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس