أفريقيا برس – موريتانيا. تواصلت في موريتانيا أنشطة الإغاثة المباشرة لدعم أهالي غزة، في مبادرات تعبّر عن التضامن الشعبي والإنساني مع الفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وفي سياق متصل، نظم فريق من الشباب والمبادرات الطلابية الموريتانية لقاءً فكرياً تابعه المئات تحت شعار: «من الإحراق إلى الطوفان.. أقصانا هو العنوان»، و»التطبيع خيانة للأمة والأوطان».
وخصص اللقاء الذي جرى بشكل مباشر لمناقشة قضايا التطبيع وأبعاد العدوان على الأراضي الفلسطينية، وتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية على المستويين المحلي والإقليمي.
ووجّهت المبادرة خلال اللقاء انتقادات حادة للقاء الذي جمع وزير الخارجية السوري بوفد من الكيان الصهيوني في فرنسا، واعتبرته «خرقًا لإجماع الأمة وخيانة لتضحيات الثورة السورية».
ودعت المبادرة الخارجية السورية إلى «الاعتذار عن هذا اللقاء والوفاء لقيم الثورة السورية التي دفع الشعب السوري من أجلها دماء الآلاف»، كما أكدت أن «رفض التطبيع مبدأ ثابت لا مساومة فيه، وأن كل أشكال التواصل مع كيان الإجرام والإبادة خيانة للأمة ومقدساتها».
وتطرق المشاركون في اللقاء إلى المجازر المتواصلة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، وما يرافقها من حصار وتجويع وصفوه بأنه «أبشع إبادة جماعية وجرائم حرب في العصر الحديث»، كما أدانوا الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا وقصف منشآتها واحتلال أراضيها.
وأكد المشاركون أن «التطبيع ليس مجرد خيار سياسي، بل انحراف استراتيجي يضرب وحدة الأمة في الصميم»، مشددين على أن «الرهان الحقيقي هو على الشعوب التي ترفض الخيانة وتدفع ثمن المقاومة».
وشدد الحاضرون من المفكرين الإسلاميين على أن «المعركة في غزة هي معركة وجود وليست معركة حدود»، محذرين من أن «القبول بالتطبيع يعني عمليًا التسليم بنهاية القضية الفلسطينية».
وأكد أكاديميون وباحثون شاركوا في إنعاش اللقاء أن «الاحتلال يخوض حربًا إعلامية ونفسية موازية للعدوان العسكري، تستهدف تشويه صورة المقاومة وكسر إرادة الشعوب»، داعين إلى «بناء خطاب فكري وإعلامي مضاد يفضح جرائم الاحتلال ويدعم حق الفلسطينيين في التحرر».
كما اعتبر سياسيون وبرلمانيون سابقون أن «موجة التطبيع التي شهدتها بعض الأنظمة العربية جاءت نتيجة ضغوط خارجية»، لكنهم شددوا في المقابل على أن «هذه المحاولات ستفشل أمام رفض الشارع العربي والإسلامي لأي شرعنة لاحتلال قائم على الإبادة والاستيطان».
وعلى الصعيد الإغاثي، تواصلت في موريتانيا عدة مبادرات لدعم صمود الفلسطينيين في غزة، فقد أطلق الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني مشروع توزيع وجبات جاهزة يستفيد منها يوميًا نحو 500 أسرة نازحة في المنطقة الوسطى من القطاع، بتمويل من مؤسسة النور العالمية للمرأة والطفل.
كما مولت جمعية نسائم الخير مشروعًا آخر لدعم الأيتام، إضافة إلى مشروع حفر بئر يوفر الماء الصالح للشرب لثلاثة آلاف نازح. وفي السياق نفسه، ينفذ المنتدى الإسلامي الموريتاني مشاريع إغاثية عاجلة تشمل توزيع المياه والوجبات الساخنة وحفر الآبار وكفالة الأيتام وكسوة الأطفال وبناء المصليات في مناطق مختلفة من غزة.
كما نظم طلاب مركز الصفوة التعليمي في نواكشوط حملة «إسناد» التي جمعت أكثر من مليون أوقية قديمة لصالح مشاريع إغاثية في القطاع، مؤكدين أن هذه الحملة لن تكون الأخيرة، وأنها تأتي استجابة لنداء الواجب الديني والإنساني تجاه ما يتعرض له أهل غزة. وبين الموقف الفكري الرافض للتطبيع، وتدخلات الساسة والمفكرين، والجهود الإغاثية المتواصلة، يتجدد الحضور الشعبي والطلابي الموريتاني في الساحة الفلسطينية، تأكيدًا على مركزية القضية ورفض كل محاولات الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني.
وتعكس هذه المبادرات المتواصلة في موريتانيا منذ اندلاع طوفان الأقصى، تضافر الجهود الإنسانية والفكرية في دعم القضية الفلسطينية، كما تؤكد على استمرار التضامن الشعبي مع غزة في شتى المجالات، سواء عبر الدعم المباشر للأهالي أو من خلال النقاشات الفكرية التي تهدف إلى توسيع الوعي وتشكيل رأي عام داعم للحقوق الفلسطينية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس