احتجاجات موريتانية أمام السفارة الأمريكية دعمًا لغزة

1
احتجاجات موريتانية أمام السفارة الأمريكية دعمًا لغزة
احتجاجات موريتانية أمام السفارة الأمريكية دعمًا لغزة

أفريقيا برس – موريتانيا. يزداد الموريتانيون يوماً بعد يوم إصراراً على مواصلة الوقوف الكامل مع غزة بجميع ما يملكونه، مع الحرص الشديد على مؤازرة أهاليها في معاناتهم المتواصلة من حرب الإبادة التي يشنها المحتل الإسرائيلي بدعم أمريكي سافر منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وهكذا تواصلت في العاصمة الموريتانية نواكشوط الاحتجاجات الشعبية المنددة بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث نظمت وقفة جماهيرية حاشدة قبل وعقب صلاة الجمعة، عبّر خلالها المحتجون عن إدانتهم الشديدة للجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في القطاع المحاصر، وطالبوا بطرد سفارات الدول الداعمة له من البلاد، والتصدي لكل أشكال التطبيع والتواطؤ.

ورفع المشاركون في الوقفة شعارات تدعو إلى نصرة غزة ومقاومتها الباسلة، وتُحيي صمود أهلها في وجه آلة القتل والتجويع، فيما تعالت هتافات تطالب الحكومة الموريتانية بمواقف أكثر جرأة في دعم القضية الفلسطينية وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وحلفائه.

وقد تخللت الوقفة كلمات لعدد من الأئمة وكبار الساسة الذين شددوا على «أن الوقوف إلى جانب غزة فريضة شرعية وواجب إنساني»، داعين «إلى الاستمرار في التحركات الشعبية وتكثيف الجهود الميدانية والإغاثية».

وتواصلت طيلة الليالي الماضية الوقفة الاحتجاجية التي أصبحت شبه دائمة، أمام السفارة الأمريكية بنواكشوط، بإشراف وتأطير فعاليات جماهيرية وشبابية، تعبيرًا جماعيًا عن التضامن مع غزة والتنديد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل، وشجبًا لدور الولايات المتحدة في دعمه.

ورفع المشاركون لافتات ورددوا شعارات مناوئة للاحتلال، وأخرى داعمة لصمود الشعب الفلسطيني، مؤكدين على ضرورة أن يتوحد النضال العربي والإسلامي ضد الاحتلال.

ومن بين الشعارات التي دوّت في المكان: «غزة لستِ وحدكِ… موريتانيا معكِ قلبًا وسيفًا»، و»الاحتلال إلى زوال… والمقاومة هي الخيار»، إلى جانب شعارات منددة بالدعم الأمريكي مثل: «أمريكا شريك في الجريمة… تموّل وتغطي المجازر»، وأخرى رافضة لمسار التطبيع العربي مع إسرائيل، من قبيل: «التطبيع خيانة… والمقاوم شهيد الأمة.. «المقاطعة مقاومة».

وعبّر المحتجون عن تمسكهم بخيار المقاومة ورفضهم لكل أشكال التواطؤ مع الاحتلال، مؤكدين أن فلسطين ستبقى قضية الأمة المركزية.

وإلى جانب هذا الحراك التحسيسي والتعبوي، واصل الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني تنفيذ برامجه الإغاثية الموجهة لسكان غزة، حيث أطلق أمس الحملة الكبرى لسقاية غزة، والتي تهدف إلى توزيع 12 مليون لتر من المياه (12 ألف طن) على نحو 60 ألف أسرة نازحة، وذلك سعيًا لحل الأزمة المائية الحادة التي تعصف بالقطاع نتيجة تدمير الاحتلال لآبار المياه وشبكات التوزيع.

كما شرع الرباط الوطني في توزيع وجبات غذائية جاهزة على الأسر المتضررة في غزة، في إطار برنامج طارئ يهدف إلى تخفيف المعاناة اليومية عن آلاف العائلات التي تواجه أوضاعًا إنسانية كارثية.

وفي خطوة تضامنية إضافية، أعلن الرباط عن تنظيم سوق خيري بعنوان «سوق غزة»، سيفتتح في قاعة النور قرب المسجد السعودي ابتداءً من الجمعة 2 مايو وحتى الإثنين 5 مايو، من الساعة السادسة مساءً حتى الحادية عشرة ليلًا، ويُخصص ريعه بالكامل لدعم مشاريع الإغاثة في القطاع.

من جهته، واصل المنتدى الإسلامي الموريتاني أداء واجبه الإغاثي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، حيث أشرف، بتمويل من «المبادرة الشمشوية لنصرة فلسطين»، على حفر وتجهيز بئر ارتوازية ثانية خلال هذا الأسبوع في قطاع غزة.

وستوفر هذه البئر المياه النقية لآلاف الأسر لسنوات قادمة؛ كما وزع المنتدى كميات جديدة من الوجبات الساخنة على العائلات الفلسطينية، ضمن برنامج دائم يتوخى نصرة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده.

وفي بُعد توعوي وتربوي، نظمت نساء المنتدى الإسلامي الموريتاني بالتعاون مع مبادرة «المقاطعة مقاومة»، أمسية تربوية للأطفال تحت عنوان «المسجد الأقصى.. رمز الإسلام وتاريخ الصمود»، تضمنت تلاوات قرآنية، وعروضًا مرئية عن تاريخ المسجد الأقصى ومكانته لدى المسلمين، إضافة إلى فقرات تفاعلية تُعرّف بأهمية المقاطعة الاقتصادية ودور الطفل في دعم قضايا الأمة، واختُتمت الأمسية بتوزيع هدايا تعليمية تتضمن رسائل تضامنية من أطفال غزة إلى أصدقائهم في موريتانيا.

وتؤكد هذه التحركات الشعبية والمبادرات الإغاثية المتواصلة أن الشعب الموريتاني، بمختلف أطيافه وفعالياته، ماضٍ في واجبه تجاه غزة، حضورًا في الميدان، وتضامنًا في الدعم، ونصرة في القول والفعل، بما يعكس موقفًا وطنيًا راسخًا لا تزعزعه التحولات ولا تضعفه التحديات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس