احتجاج دائم في موريتانيا لنصرة غزة وتبرعات نسائية

5
احتجاج دائم في موريتانيا لنصرة غزة وتبرعات نسائية
احتجاج دائم في موريتانيا لنصرة غزة وتبرعات نسائية

أفريقيا برس – موريتانيا. من قلب العاصمة نواكشوط، يتواصل الاحتجاج نصرةً لغزة دونما توقف، حيث تحوّل الدعم الشعبي إلى حركة يومية يتصدرها المواطنون والمواطنات الذين يتسابقون على تقديم التبرعات والمساعدات الإنسانية.

وقد باتت نساء موريتانيا يشكلن بتنافسهن على تقديم شتى التبرعات رموزاً للتضامن الفعلي، فيما يتوافد ممثلو موريتانيا ضمن أسطول الصمود على تونس، ليؤكدوا على التزام البلاد الراسخ تجاه أشقائهم الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

واستجابة لنداء المقاومة، وفي ظل ما يتعرض له أهل غزة من تجويع وخذلان، واستنكارًا لذبح الحقيقة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، وتنديدًا لجرائم الكيان الصهيوني، وفرضًا لطرد سفراء الدول الراعية والداعمة له، نظمت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة وقفة حاشدة وسط العاصمة نواكشوط، حضرها مئات الشباب والطلاب من مختلف المؤسسات التعليمية.

وتجلّت روح التضامن في الألوان الزاهية للافتات التي حملها المشاركون، مكتوب عليها شعارات قوية وداعية للحرية والعدالة، مثل: «غزة حرة، فلسطين حرة»، و»كفى صمتًا أمام العدوان»، و»الحق سيظل باقياً»، إضافة إلى رسائل تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين وإنهاء الحصار.

وانطلقت الهتافات بشكل متواصل، مردّدين صلوات ودعوات للمصابين والشهداء، فيما ظهر عدد من المتحدثين على المنصة يشرحون للمتجمعين أهداف الوقفة والحملات الطلابية المستمرة لدعم غزة.

وقد لفتت الأنظار اللافتات الكبيرة والصور التوضيحية التي تظهر المعاناة الإنسانية في القطاع، مؤكدين أن التضامن لا يقتصر على الكلام، بل يتحوّل إلى تحركات فعلية ومبادرات عملية على أرض الواقع. وقد خلّفت هذه الوقفة أصداء واسعة في الأوساط المحلية والإعلامية، إذ ربطت بين التعبير الاحتجاجي السلمي والتضامن الشعبي والمساهمات الإنسانية الموريتانية المتواصلة لصالح أهل غزة، مؤكدة أن الشباب الموريتاني يرفضون الصمت أمام الظلم ويؤكدون على التزامهم المستمر بالدفاع عن القضايا العادلة.

وعلى صعيد الدعم الإنساني المباشر، بدأ المنتدى الإسلامي الموريتاني تنفيذ مشروع كفالة الأيتام في غزة، بالتعاون مع «نساء الأقصى»، وبتبرع كريم من أهل الخير في موريتانيا، لدعم أبناء الشهداء ومواساتهم وتخفيف مصابهم.

ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة مشاريع مستمرة تشمل توزيع الوجبات الغذائية، وتسيير قوافل مياه الشرب، وكسوة الأطفال، وتوزيع الكفالات المالية على الأيتام وجرحى.

وتتلقى غزة الصامدة دعماً موازياً من عدة مبادرات جمعوية ونسائية موريتانية، حيث تسهم هذه الجمعيات في مشاريع السقاية وتوفير المياه الصالحة للشرب، وتتنوع مصادر التمويل بين مبادرات نساء أودي امجبور، ومبادرة السباعيات، ونساء أهل أبي ولد عتام أولاد دمان، ومبادرة نساء اسماسيد، ونساء أولاد بولفالي، إضافةً إلى رابطة خريجي معهد ورش فرع لعيون عن الشهيد موسى لمانه، ومبادرة طلاب مركز تكوين العلماء عن المرحوم موسى لمانه، وحملة إمداد، والحملة الطلابية الكبرى لإسناد غزة، ومجموعة صلة الرحم الحسنية.

ويعمل المنتدى الإسلامي الموريتاني بالشراكة معهم على توزيع مياه الشرب ومواصلة الدعم الإنساني لأهلنا المجوّعين في شمال القطاع، ما يعكس تضافر الجهود الشعبية والمؤسساتية لتعزيز صمود غزة.

وبهذه التحركات، تتجسّد روح التضامن الموريتاني الشعبي الرسمي والمجتمعي، مع الأهالي المحاصرين في غزة، حيث يمتزج العمل الاحتجاجي مع المبادرات الإنسانية، لتؤكد موريتانيا على التزامها الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعم القضايا العادلة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وفي إطار وثبة التضامن الموريتانية الشاملة مع غزة، بدأ أعضاء الوفد الموريتاني المشارك في أسطول الصمود العالمي بالتوافد على تونس، حيث ينتظر أن تنطلق سفينة موريتانية ضمن الأساطيل المتجهة نحو القطاع المحاصر.

ويضم الوفد دكاترة، ونوابًا، ورجال أعمال، ومحامين، وإعلاميين، ومدونين، إضافةً إلى ممثل عن الطلاب الموريتانيين.

وانطلقت بواكير أسطول الصمود العالمي الأحد من مدينة برشلونة الإسبانية، ويضم 50 سفينة وقارباً تحمل مساعدات إنسانية، بقيادة ناشطين، في محاولة لكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، فيما ستلتحق به سفن أخرى من عدة دول.

وقد تجمهر الإسبان بأعداد كبيرة في برشلونة لوداع المشاركين، تشجيعًا لهم وتضامنًا مع سكان غزة وفلسطين.

وعلى صعيد الإعلام، أطلقت أكثر من 150 مؤسسة، بينها مؤسسات إعلامية موريتانية، حملة دولية للتنديد باستهداف الصحافيين في غزة. وقد نظم هذه الحملة بالتنسيق مع منظمتي مراسلون بلا حدود و»آفاز» غير الحكوميتين، وتضمنت عرض شريط أسود على الصفحات الأولى للمواقع والصحف وافتتاحيات ومقالات رأي تسلط الضوء على مخاطر استمرار استهداف الصحافة الفلسطينية.

وأحصت منظمة «مراسلون بلا حدود» مقتل أكثر من 210 صحافيين منذ بدء العدوان، فيما قتلت الضربات الإسرائيلية الأسبوع الماضي عشرين شخصًا بينهم خمسة صحافيين في مستشفى ناصر بخان يونس جنوب القطاع.

وهكذا يتأكد أن نصرة موريتانيا لأهالي غزة لم تقتصر على كلمات التضامن، بل تحولت إلى احتجاج دائم ومبادرات فعلية يعكسها تفاعل النساء في تقديم التبرعات والمساعدات، وتوافد ممثليها ضمن أسطول الصمود إلى تونس.

وتجسّد هذه التحركات روح التضامن الشعبي والالتزام الوطني بالمواقف الإنسانية، لتؤكد موريتانيا أنها لن تتوقف عن دعم المظلومين والدفاع عن القضايا العادلة، سواء عبر الوقفات الاحتجاجية، أو الحملات الإنسانية، أو المبادرات المجتمعية المستمرة، مما يجعل صوتها حاضرًا بقوة على الصعيدين العربي والدولي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس