أفريقيا برس – موريتانيا. تنطلق اليوم الأحد في العاصمة النيجيرية أبوجا، القمة العادية السابعة والستون لرؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الايكواس)، في وقت تطفئ فيه المجموعة شمعتها الخمسين، على وقع تحديات جيوسياسية وأمنية.
القمة التي يحضرها عدد من قادة دول المجموعة، ستختار رئيساً جديداً يخلف الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، كما ستناقش استئناف الحوار بين التكتل الإقليمي والدول الثلاث المنسحبة المنضوية في ائتلاف دول الساحل.
منتصف مايو الماضي، اجتمع رئيس مفوضية الإيكواس عليو توراي مع وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينا فاسو، في باماكو، واتفقوا على مواصلة الحوار بين هذه الدول الثلاث والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والتنسيق حول القضايا المتعلقة بالتعاون البيني، وانشاء اطار للحوار.
ورغم أن الدول التي تحكمها أنظمة عسكرية، انسحبت من الإيكواس بشكل رسمي، إلا أن المجموعة أبقت على كل التسهيلات المتعلقة بحرية التنقل للبضائع والأشخاص، والاعتراف بوثائق الهوية التي تحمل شعارها، ويحملها مواطنو هذه البلدان، وحددت في أول قمة عادية لرؤساء دول المجموعة لدراسة ما سيتم اتخاذه من إجراءات بهذا الخصوص، وهو ما ينتظر مراقبون أن يتم الحسم فيه في قمة أبوجا، هذا الأحد.
رئيسٌ جديد
الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، تولى الرئاسة الدورية للمجموعة لعدة مأموريات رئاسية، شهدت تحديات صعبة، على رأسها الانقلابات التي عصفت بعدة رؤساء من الدول الأعضاء، كما شهدت أول انسحاب جماعي في تاريخ التكتل الاقليمي الذي كان يضم 15 دولة، وذلك بعد انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر في وقت واحد.
نيجيريا كانت عاصمة القرار للمجموعة منذ 2023، وكانت أبوجا من أبرز الداعمين للتدخل العسكري في النيجر، لإعادة الرئيس النيجري محمد بازوم الى السلطة بالقوة، بعد انقلاب قائد الحرس الرئاسي عليه في يوليو 2023.
هذا الأحد، ينتظر أن يسلم بولا أحمد تينوبو الرئاسة لأحد رؤساء دول المجموعة، تقول صحيفة آفريكا انتليجنص إن الرئيس الشاب، السنغالي بشيرو جوماي فاي، هو من سيتولى خلافة تينوبو.
تحديات وتجديد
تولي فاي لرئاسة المجموعة، في حال كان مؤكدا، يأتي في وقت تؤكد فيه الإيكواس التي تأسست قبل خمسين عاماً، 1975، ضرورة التجديد والاستجابة لتطلعات شعوبها.
الإيكواس التي لطالما، تشدق منتقدوها، بأنها “مجرد نادٍ للقادة”، بعيد في قراراته عن واقع الشعوب، تجد نفسها اليوم في مفترق طرق، يفرض عليها التجديد، وهو ما كان يدعو إليه الرئيس السنغالي بشرو جوماي فاي، وحزب باستيف الحاكم في السنغال.
تحديات أمنية تواجه دول المجموعة، من أبرزها التغلغل المتسارع للمجموعات المسلحة في عددٍ من الدول الأعضاء، خصوصاً في البنين والتوغو، وفي نيجيريا.
وفي حال توليه للرئاسة الدورية للإيكواس، سيجد الرئيس السنغالي نفسه أمام وضع أمني معقد، وتحدي إعادة التموضع الاستراتيجي للإيكواس، واستعادة ثقة الشعوب، بالإضافة إلى الأزمات السياسية التي تشهدها بعض الدول الأعضاء، آخرها تأجيل الرئيس البيساو غيني عمرو سيسوكو امبالو للانتخابات الرئاسية في بلاده، ما تسبب في غضب المعارضة، ودخول البلاد في حالة من التوتر السياسي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس