“جمعة غضب في موريتانيا: النواب يوجهون رسالة للسفير الأمريكي”

4
"جمعة غضب في موريتانيا: النواب يوجهون رسالة للسفير الأمريكي"

أفريقيا برس – موريتانيا. لا انشغال للموريتانيين وهم يصومون شهر رمضان بشيء آخر سوى متابعة الفصول المروعة للمجزرة التي يواصل الجيش الصهيوني ارتكابها في فلسطين وبخاصة في غزة، مدعوماً بشكل علني وعملي من إدارة ترامب، ومستفيداً من جمود الأموات ووضع المتفرج اللذين يطبعان مواقف الدول العربية والإسلامية، بل ودول العالم.

وإلى جانب هذه المتابعة، ينشغل الموريتانيون كذلك بجمع التبرعات وبتسيير قوافل الإغاثة وتوزيع الإفطارات لمساعدة الأهالي في غزة على الصمود في وجه حرب عالمية يواجهونها وحدهم بالإيمان والعزم والتمسك بالحق والعرض والأرض.

وكان يوم أمس الجمعة يوم غضب آخر في موريتانيا، حيث التقت جموع غفيرة من المصلين في تجمع واسع أمام الجامع الكبير وسط العاصمة نواكشوط، للتعبير عن واجب النصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ومن أجل الاحتجاج على الصمت الرسمي لحكومات العالم وعلى تخاذلها في هذا الظرف، وللتنديد بالمجازر المروعة والجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ومساندوه في الإدارة الأمريكية، ولرفض وشجب استئناف الصهاينة لحربهم العدوانية الجبابة بحق النساء والأطفال والمدنيين العزل.

وإثر الوقفة الاحتجاجية، توجه مئات المحتجين من مختلف الأطياف والأعمار والأعراق في مسيرة احتجاج انطلقت من الجامع الكبير باتجاه مقر مندوبية الأمم المتحدة.

ورفع المحتجون خلال المسيرة شعارات أبرزها: “لا صلح لا مساومة، وإنما مقاومة مقاومة”، و”غزة هي سر العزة”، و”بالروح أجمعين نفديك يا فلسطين”.

وركز خطباء المسيرة على التنديد بالدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل الشامل لجميع المجالات العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية لإسرائيل.

وقدم الخطباء لجموع المحتجين أرقاماً فظيعة عن الأوضاع في غزة، حيث أكدوا أن إسرائيل تواصل بكل وحشية ومنذ قرابة العقدين من الزمن، حصارها لغزة تاركة قرابة مليونين من مواطنيها بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم؛ كما أن إغلاق تل أبيب الوحشي للمعابر أمام المساعدات الإنسانية يهدد سكان القطاع بمجاعة شاملة.

وجدد خطباء المسيرة رفضهم للتهديدات الصهيونية الفاشية التي يكررها ترامب وجوقته، حول تهجير الشعب الفلسطيني، وشراء غزة، وغير ذلك مما سماه الخطباء “هذيان المهزومين”.

وتم خلال مسيرة الاحتجاج توزيع رسالة غضب واحتجاج وتهديد وجهها سبعة وثلاثون نائباً في البرلمان الموريتاني للسفير الأمريكي في نواكشوط.

وبدأ النواب رسالتهم بطرح سؤال استنكاري على سفير ترامب: هل تدرك، أيها السفير، معنى أن تنطلق 100 طائرة حربية محملة بأطنان المتفجرات المقدمة “هدية” من نظامكم لأكثر الجيوش في العالم دموية وإجراماً لتقصف مئات آلاف الأبرياء النائمين في خيم يحاصرها الجوع والبرد والمرض؟”.

“في اللحظة نفسها التي كانت تلك الطائرات تدك خيام اللاجئين بقنابلها، يضيف النواب، كانت متحدثة بيتكم “الأبيض” الملطخ بدماء الأبرياء، تتحدث عن دعم رئيسكم ترامب لخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق يد مجرم الحرب نتنياهو لاستئناف حرب الإبادة ضد الغزيين الخارجين تواً من حرب إبادة استمرت خمسة عشر شهراً، وكنتم أكبر الداعمين فيها للصهاينة، بسلاحكم ومالكم ومعلوماتكم ودبلوماسيتكم بل وجنودكم!”.

وأضاف النواب: “كل ذلك يضاف لحصار خانق مستمر منذ 17 عاماً ولسلسلة حروب سابقة شنتها صنيعتكم دولة إسرائيل على شعب محاصر يتمسك بحقه في الإقامة على أرضه والدفاع عن كرامته وعرضه”.

وتابعوا رسالتهم مخاطبين السفير الأمريكي بقولهم: “سعادة السفير، كيف سمح لكم ضميركم بالنوم في ليلة تناثرت فيها دماء الأطفال والنساء والشيوخ بفعل دعم دولة أنتم تمثلونها؟ إننا نحمل بلادكم وخاصة حكومة ترامب كامل المسؤولية عن هذه الحرب الهمجية التي يشنها الجيش النازي ضد الأبرياء في فلسطين وخاصة غزة، وتتحملون كذلك كامل المسؤولية عن ردات فعل ملياري مسلم لم تحترموا مشاعرهم في أعظم شهر لديهم وفي أعظم لحظة وقت السحور”.

“إنكم، يضيف النواب، بمشاركتكم الفجة ودعمكم اللامحدود لحرب الإبادة تعرضون أمن وسلم العالم للخطر وترسلون رسائل بالغة السلبية للجميع، مفادها أننا فعلاً نعيش في عالم الغاب، وأن منطق القوة هو المنطق السائد، وأن الضعيف لا مكان له في عالمكم”.

وأردف النواب: “إنكم تحاصرون مليوني إنسان، وتباركون كل خطوة يقوم بها مجرمو الحرب في إسرائيل، ثم تحلمون بعلاقات سوية مع العالم الإسلامي، كيف يكون ذلك؟! هل بلغ بكم استغباء المسلمين والعرب هذه الدرجة؟ أم أنه منطق الاستكبار والظلم؟! فهناك دروس التاريخ تعلمنا جميعاً أن المحتل إلى زوال مهما استعلى وتجبر، وأن المدافع المقاوم على أرضه منصور في نهاية المعركة، وفلسطين ستتحرر يوماً بنضال أهلها ووقوف العرب والمسلمين وأحرار العالم معهم؛ والكيان الصهيوني وداعموه لن ترضى بهم مزبلة التاريخ”.

“بالرغم من أن كل لحظة تمر تحمل معها ما لا تتصورون حجمه من المآسي الإنسانية والمجازر البشعة المتواصلة، يضيف النواب، فإنه ما يزال في الوقت متسع لمراجعة موقفكم من حرب الإبادة والمجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ؛ فبإمكانكم العودة كـ “وسطاء” إن أردتم انتشال صورتكم أمام العالم العربي والإسلامي والتي تتردى في الحضيض؛ ويمكنكم الاستمرار في دعم عتاة المجرمين، وساعتها تحملوا عواقب ذلك”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس