زيارة أحمد علي دينار لموريتانيا تثير جدلًا واسعًا

1
زيارة أحمد علي دينار لموريتانيا تثير جدلًا واسعًا
زيارة أحمد علي دينار لموريتانيا تثير جدلًا واسعًا

أفريقيا برس – موريتانيا. أثارت زيارة يواصلها حالياً لموريتانيا، أحمد أيوب علي دينار الذي يحمل لقب «سلطان دارفور»، ضيفاً على مشيخة الخلافة القادرية الموريتانية لغطاً كبيراً ونقاشات واسعة بين منتقد لها بسبب علاقة السلطان بقائد الدعم السريع محمد حمدان، ومرحب بها ومتسائل عن خلفيتها وعن استضافة الخلافة القادرية للسلطان.

وظهر السلطان أحمد أيوب علي دينار في حفل عشاء باذخ أقامته على شرفه أسرة آل الشيخ آياه الثرية التي تتولى خلافة الطريقة القادرية، بمقرها في قرية النمجاط جنوب شرق العاصمة نواكشوط، كما ظهر في حفلة موسيقية أنعشتها فرقة فنية بأناشيد تمجد السلطان وترحب به، حيث قام السلطان بإلقاء حزمة نقود على المغنين ملوحاً بعصاه في نشوة طرب وإعجاب.

وخلال الحفل الباذخ قدم أحمد أيوب علي دينار درع تكريم للشيخة العزة شقيقة خليفة الطريقة القادرية ومضيفة السلطان.

واضطر الطالب بوي ولد الشيخ آياه، الناطق الرسمي باسم الطريقة القادرية بغرب إفريقيا، لتقديم بيان للرأي العام حول ما سماه «اللغط المثار والحبر المسال حول زيارة أحمد أيوب علي دينار ووفده المرافق لموريتانيا، ولحاضرة النمجاط على وجه الخصوص».

وقال: «أذكر الجميع بأن أسرة أهل الشيخ آياه تعتبر أحد فروع حاضنة صوفية ذاع صيتها في مختلف ربوع المنطقة، تستقبل كل وافد وترحب بجميع الزوار القادمين من كل حدب وصوب، لا نهتم في ذلك لمواقف الناس السياسية ولا ننبش في ماضيها».

«وفي هذه الحالة بالذات، يضيف الناطق، استقبلنا رجلاً سليل دوحة معروفة ولها مجد أثيل في خدمة الإسلام والمسلمين، وهو رجل أعمالٍ يحمل جواز سفر تركياً ويعلن عن استثمارات هامة في أصقاع متفرقة من العالم، ولما حل بالنمجاط أظهرنا له أحد أوجه كرم الضيافة الشنقيطية الأصيلة وجزءاً يسيراً مما وجدنا عليه آباءنا من إكرام الضيف وإنزاله المنازل اللائقة به».

وأضاف: «نحن لا نتموقع في صراعات الأشقاء ولا نسعى إلا في رأب الصدع وإصلاح ذات البين ولنا مع السودان الشقيق الكثير من الروابط الأخوية المتجذرة والضاربة في عمق التاريخ، ونكن احتراماً تاماً للجالية السودانية المقيمة في موريتانيا والشواهد على ما أقول كثيرة ومتنوعة، ولا تقتصر تلك العلاقة على الجالية فقط، بل تتجاوزها لتصل الروابط ذاتها السودان الرسمي من خلال سفيره المعتمد بنواكشوط».

وزاد: «أحمد علي دينار، ومن خلال صفحته الرسمية على الفيسبوك، لا يظهر عداءً للسودان ولا لشعبه، بل عكس ذلك يعلن الرجل عن مبادرات تسوية ومحاولات لفك فتيل التأزم هناك، ونحن لا نحاكم النيات بقدر ما نثق فيما نراه، وأنا أؤكد أن أسرتنا بعيدة كل البعد عن دعم أو مباركة أي خطوة أو أي أحد تسول له نفسه المساس بالسودان وأهله ولسنا ممن يدخل في تحالفات دولية وشبكات مشبوهة تزعزع أمن الأشقاء».

لكن زيارة أحمد علي دينار لموريتانيا كانت محل انتقاد شديد من محمد العوني، مسؤول الجالية السودانية فى موريتانيا، حيث أكد في بيان أمس «أن السودانيين المقيمين في موريتانيا تفاجأوا بزيارة الجنجويد أحمد دينار حفيد السلطان على دينار ومستشار الدعم السريع، وبرفقته مستشارا الجنجويد والميليشيات المتمردة، مما كان له أثره فى نفوس أبناء السودان فى موريتانيا وتساؤلهم حول الدعوة والزيارة».

وأضاف العوني «أن الجالية السودانية وكافة أبناء الشعب السوداني ينددون بزيارة الجنجويد الذين تتلطخ أياديهم وأفواههم بدماء الشعب السوداني ويتساءلون عن التكريم الذي تم للشيخة العزة بنت الشيخ آياه، وكلهم يودون أن تنفي الشيخة أي علم لها بأن الوفد يمثل الجنجويد القتلة وأنهم غير مرحب بهم أينما ساروا وأن لعنة دم الشعب السوداني ستلاحقهم إلى يوم يبعثون».

وأكد «أن استقبال قاتل ومشاركٍ في إبادة السودانيين، واغتصاب بناتهم، ونهب ثرواتهم المعدنية، من قبل أسرة قادرية كانوا يكنّون لها كل الاحترام، أمر فاجأهم جميعاً، وهو مصدر استياء عميق لديهم، مطالباً «الأسرة القادرية بطرد هذا القاتل والاعتذار للشعب السوداني الجريح، الذي ما تزال دماؤه تنزف بسبب جرائم هذا المجرم»، حسب تعبيره.

وأشار رئيس الجالية السودانية «إلى أن ما حدث يتنافى مع عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين السوداني والموريتاني»، مؤكداً «أن السودانيين يكنّون الاحترام الكبير للشعب الموريتاني، وحكومته التي ترتبط بعلاقات رسمية قوية مع الحكومة السودانية الشرعية، وليس مع المتمردين والقتلة».

وبين عشرات المدونين الذين واصلوا انشغالهم بهذه الزيارة، دافع المدون يحفظه ممين عن زيارة أحمد علي دينار لموريتانيا، مؤكداً «أن الرجل هو حفيد سلطان دارفور علي بن دينار الذي أقام الدين وتولّى كسوة الكعبة وحفر الآبار في الحرم؛ قبل أن يستشهد في مواجهة الاحتلال الإنجليزي». وقال مخاطباً منتقدي الزيارة: «حين غلب على تفكيركم التأدلج والتسيس، أقول لكم إن هذا الرجل يجمعه مع أسرة أهل الشيخ آياه العمل الخيري والمرجعية الفكرية الصوفية».

وزاد: «لا تجد الطريقة القادرية نفسها طرفاً في أي صراع سياسي خارجي أو داخلي فهي للجميع وتسع الجميع، وهدفها إصلاح ذات البين؛ وقبل أسابيع كانت تستقبل في النمجاط أيضاً سفير السودان؛ وفي تعزية الشيخ آياه كان من بين المعزّين سفير المغرب ووفد البوليساريو وسفير الجزائر، والطيف السياسي الموريتاني المعارض والموالي».

وقال: «أما عن حميدتي: ألم يكن نائب الرئيس السوداني»؛ والدعم السريع أليس جزءاً من القوات المسلحة السودانية؛ فقد حدث الخلاف، وانقسم الجيش وأصبح كل واحد يخوّن الآخر، ولو حسم «حميدتي» الصراع لكنتم تسبّحون بحمده كما تفعلون مع «الشرع» السوري».

وأضاف: «هذه الأسرة وخلفها مجتمعها، تعتبر لاعباً قوياً في هذ الوطن له علاقاته الطيبة مع دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول الخليج والنظام الرسمي العربي، وهي تعزّز النفوذ الوطني وتؤسس لدبلوماسية ناعمة غير مغامرة ولا جاهلة للمآلات».

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس