«طوفان الأقصى» دفع شعوب افريقيا لتأييد الحق الفلسطيني ورفض مخططات إسرائيل لتهجير أهالي قطاع غزة

9
«طوفان الأقصى» دفع شعوب افريقيا لتأييد الحق الفلسطيني ورفض مخططات إسرائيل لتهجير أهالي قطاع غزة
«طوفان الأقصى» دفع شعوب افريقيا لتأييد الحق الفلسطيني ورفض مخططات إسرائيل لتهجير أهالي قطاع غزة

أفريقيا برس – موريتانيا. توقف خبراء ومحللون موريتانيون بارزون، في تصريحات لـ«القدس العربي» أمام الردود الغاضبة التي واجهت بها ثلاث حكومات إفريقية مطبعة مع إسرائيل، ما سربه الإعلام الصهيوني مؤخراً، بخصوص محادثات مزعومة بين حكومة نتنياهو وأنظمة التشاد والكونغو ورواندا حول استقبال هذه الدول لمهجرين من غزة.

واعتبر الخبراء «أن الردود القاسية المتحدية التي قوبلت بها هذه التسريبات دالة على تغير عميق أحدثه طوفان الأقصى داخل مواقف الشعوب الإفريقية من القضية الفلسطينية، ومن قضية الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية التي انكشفت أمامهم بشاعته وفظاعته عبر ما ارتكبته إسرائيل من قتل للأنفس وفساد في الأرض».

وكانت حكومة التشاد قد نفت مؤخراً على لسان وزير الإعلام الناطق باسمها عبد الرحمن غلام الله، «وجود أية محادثات بين بلاده والاحتلال الإسرائيلي بهدف استقبال آلاف المهجرين من غزة، كما نفت الكونغو الديمقراطية عبر المتحدث باسم حكومتها باتريك مويايا، أن تكون هناك «أية مباحثات أو نقاشات أو مبادرات، حول قبول الكونغو لاجئين فلسطينيين على أراضيها» واعتبرت من جانبها الخارجية الرواندية أن الأخبار المتداولة في الإعلام الإسرائيلي «كاذبة تماماً» نافية إجراء أية مباحثات بهذا الشأن مع إسرائيل، لا في الحاضر ولا في الماضي».

وفي تصريح لـ «القدس العربي» أكد الصحافي والباحث في الشؤون الإفريقية محفوظ ولد السالك «أن الدول الثلاث تشاد، والكونغو الديمقراطية، ورواندا، التي نفت وجود مفاوضات إسرائيلية مع حكوماتها بشأن استقبال مهجري قطاع غزة المحاصر، هي دول حليفة للاحتلال الإسرائيلي، ونفيها هو خوف فقط من ردود الفعل الشعبية».

وقال: «تشاد أكثر من نصف سكانها مسلمون، وتشهد حراكاً فاعلاً مندداً ورافضاً للعدوان الإسرائيلي على غزة، ورئيسها الجنرال الشاب محمد إدريس ديبي إتنو، لا يريد أن يغامر بخطوة التفاوض مع إسرائيل علناً، أو تنفيذ مضمون الاتفاق في الوقت الحالي، لأنه قطع خطوات في اتجاه المصالحة مع المعارضة والمجموعات المتمردة، ولا يريد العودة إلى الوراء، خصوصاً وأن البلاد يتوقع أن تجري انتخابات رئاسية العام الجاري، وغالباً سيكون مترشحاً فيها، وبالتالي غالباً سيؤجل الحسم أو التقدم في خطوة كهذه، رغم أنه حليف لنتنياهو وسبق أن التقاه أكثر من مرة».

«وبالنسبة للكونغو الديمقراطية، يضيف ولد السالك، صحيح أن المسلمين فيها أقلية، ولكن العدوان الإسرائيلي مرفوض من طرف المسيحيين، وكثيرين آخرين وبالتالي يكاد يكون مجمعاً على إدانته، ودولة الكونغو خارجة للتو من انتخابات نتائجها غير توافقية، وقد منحت ولاية ثانية للرئيس فليكس تشيسكيدي، وبالتالي فالموضوع مؤجل في سلم أولويات الرئيس الآن، وإن كانت خارجيته سبق أن أعلنت تضامنها مع الاحتلال الإسرائيلي».

وزاد: «بخصوص رواندا، فإن الرئيس بول كاغامي سيكون متردداً في الإقبال على خطوة كهذه بعد تعثر اتفاق كيغالي مع لندن، بشأن ترحيل المهاجرين، وربما يحتاج إلى تحفيز وضمانات أكبر، رغم أن الإقدام على مثل هذه الخطوة سيعرض نظامه السياسي لأزمة داخلية هو في غنى عنها».

وفي تصريحات أخرى، أكد ديدي ولد السالك، رئيس المركز المغاربي للدراسات الإستراتيجية، أن «أسباب تكذيب الحكومات الإفريقية للمزاعم الإسرائيلية

كثيرة بينها أنه لم تجر محادثات جدية لتهجير السكان الفلسطينيين إلى دول إفريقية، وبالتالي فهدف هذه الإشاعات هو جس النبض لمعرفة آراء ومواقف هذه الدول من هذه القضية بالذات، ومنها أن ما تقوم به إسرائيل حالياً هو إبادة جماعية، وإبادة بشرية للفلسطينيين منافية لضمير الإنسانية أينما كان، وبالتالي فمن الصعب على الحكومات أن تتقبل في الوقت الحالي التعامل مع إسرائيل خاصة المساهمة في تهجير الفلسطينيين».

وقال: «لقد تشكل رأي عام دولي ضد إسرائيل وضد ما تقوم به من مجازر وجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وقد أظهر الشعب الفلسطيني صموداً منقطع النظير، مؤكداً أنه رافض لمغادرة أرضه أو تهجيره عنها».

وأضاف: «كل هذه العوامل مجتمعة تجعل دول إفريقيا التي أشاع الإعلام الصهيوني أنها ستستقبل مهجرين فلسطينيين، تسارع بنفي ذلك وتكذيبه بشكل علني».

وزاد: «لقد ظهر في العالم اليوم رأي عام معادٍ لإسرائيل يتجه للتخلص من عقدة الغرب تجاه إسرائيل ومن عقدة السامية، وهذا الرأي صار مؤثراً جداً».

مضيفاً: «وإذا افترضنا أن التشاد ورواندا والكونغو كانت ستستقبل التهجير إليها، فإن ذلك لن يتم إلا تحت إغراءات اقتصادية أو مالية من الغرب الذي لا يفي في كثير من الأحيان بالتزاماته، والدليل على ذلك عدم وفائه بالتزامه لمجموعة الساحل، بتقديم 480 مليون دولار، مع أن الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية تسابقت لدفع عشرات بل مئات المليارات في حرب الروس وأوكرانيا وبالتالي ظهرت ازدواجية المعايير لدى الغرب وظهرت عنصريته».

وقال: «هذه النبرة وهذه النزعة المعادية للغرب ستنعكس على نظرة الشعوب الإفريقية والعالم لإسرائيل التي انكشفت وحشيتها من خلال الحرب الحالية على غزة، حيث ظهر أنها مجرد قاعدة أو ولاية من الغرب أو قاعدة متقدمة للغرب أو قاعدة عسكرية على الأصح وبالتالي فهي جزء من الغرب ورأس حربة للغرب».

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس