فرز النتائج يتواصل بنسبة مشاركة فوق الخمسين بالمئة

11
فرز النتائج يتواصل بنسبة مشاركة فوق الخمسين بالمئة
فرز النتائج يتواصل بنسبة مشاركة فوق الخمسين بالمئة

أفريقيا برس – موريتانيا. تتواصل في موريتانيا عمليات فرز نتائج الانتخابات النيابية والجهوية والبلدية التي جرت يوم السبت، في 4.728 مكتب اقتراع، صوت فيها مليون و700 ألف ناخب من خمسة وعشرين حزبا سياسيا.

وقدرت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية بحوالي 52%، بناء على عدد المكاتب التي تم فرزها حتى ضحوة يوم الأحد.

ولم تعط النتائج المسربة حتى الآن تفاصيل مدققة للنجاحات التي حققتها الأحزاب في مختلف دوائر التصويت، سوى أن مؤشرات أكدت تقدما كبيرا لمرشحي حزب الإنصاف الحاكم وحزب التجمع المحسوب على التيار الإسلامي.

وتوقعت مصادر ذات اطلاع على هذا الشأن أن يكثر عدد البطاقات اللاغية في هذا الاقتراع، نظرا لانتشار البداوة بين السكان ولتعقد عمليات التصويت بست بطاقات يملؤها الناخب ويوزعها على ستة صناديق بألوان مختلفة.

وأكد محمد تقي الله الأدهم الناطق الرسمي للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات “أن الموريتانيين قالوا اليوم كلمتهم في صناديق الاقتراع في جو من الهدوء والتنافس المسؤول”، منبها “إلى أنه لم تسجل أي خروقات ترقى إلى درجة التأثير على جوهر ودقة المسار الانتخابي”.

وقال “إنه من المثلج للصدر أن يتنافس الموريتانيون في الداخل والخارج لاختيار ممثليهم دون عنف لفظي أو تراشق ينافي أخلاق الموريتانيين وقيمهم، مؤكدين قدرتهم على إدارة اللعبة الديمقراطية بوعي وثقة والتزام”.

وأضاف “أن الطيف السياسي الموريتاني أثبت اليوم بكامل ألوانه قدرته على تنويع الطرح وتعدد وتنوع الرؤى والمقاربات مع الحفاظ على الجوهر وعلى الثابت الوطني”.

وقال “إن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات تمكنت بمؤازرة كافة الشركاء من تذليل الصعاب، ومن الوقوف الصارم في وجه أي عائق يفضي تأثيره إلى إرباك أو اختلال السير في اتجاه المسعى الكبير المتمثل في تنظيم انتخابات حرة وشفافة ونزيهة”.

واستعرض الأدهم التحضيرات التي أنجزتها اللجنة الانتخابية المستقلة والتي تمثلت، حسب قوله، في الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي الذي تميز بالشمولية وأسفر عن تسجيل أكثر من 1.7 مليون ناخب، فيما مكنت المراجعة والتحيين على المنصة من وضع قائمة انتخابية وطنية صلبة قوية وشفافة، بالإضافة إلى طباعة بطاقة الناخب وتوزيع المعدات الانتخابية على مكاتب التصويت في الآجال المطلوبة”.

هذا واشتكى مديرو حملات أحزاب سياسية معارضة، مما أسموه “وقوع خروقات وعمليات تزوير واسعة وإغلاق لبعض المكاتب بسبب عدم وصول رؤساء المكاتب”، في ظل ما وصفوه “بفشل غير مسبوق في التسيير على مستوى اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات”.

جاء ذلك خلال نقطة صحافية عقدها قبل إغلاق مكاتب التصويت بوقت قصير، مديرو حملات أحزاب تكتل القوى الديمقراطية، واتحاد قوى التقدم، والصواب، والتحالف الشعبي التقدمي، وحزب التجمع الوطني للإصلاح (الإسلاميون)، والتحالف من أجل العدالة والديمقراطية/ حركة التجديد (محسوب على الأقليات الزنجية في موريتانيا)، وتحالف أمل موريتانيا.

وقدمت أحزاب المعارضة التي قررت تنسيق مواقفها من سير هذه الانتخابات ونتائجها، نماذج مما سمته “عمليات تزوير”، بينها تلاعب بإرادة الناخبين من قبل نافذي حزب الإنصاف الحاكم، حدث في مكاتب مقاطعة بتلميت في ولاية الترارزة”.

وذكر الناطقون باسم الأحزاب المذكورة “أن من بين الخروقات التي سجلوها، طرد بعض ممثلي أحزاب المعارضة من مكاتب التصويت بسبب احتجاجهم على بعض التصرفات المخلة بعمليات التصويت”.

وفي رد على اتهامات أحزاب المعارضة، أكد رئيس حزب الإنصاف الحاكم محمد ماء العينين ولد أييه “أن حزبه هو المتضرر الأكبر مما وصفه بالأخطاء التي حدثت منذ صباح السبت على مستوى مكاتب التصويت”، مبرزا “أنهم سجلوا مجموعة من الملاحظات ورفعوا بعضها إلى اللجنة المستقلة للانتخابات لتلافيها في الوقت المناسب”.

وأشار ولد أييه في مؤتمر صحافي السبت “إلى أن مجمل الملاحظات التي سجلها حزبه حتى اللحظة تتعلق، بتحويل بعض المكاتب عن مكانها والتأخر في افتتاح البعض الآخر، وطرد ممثلي الحزب من بعض المكاتب، وغياب بطاقات التصويت في أماكن يتوقع استهداف حزب الإنصاف فيها، وعدم وجود العدد الكافي من بطاقات التصويت في مكتبين على الأقل”.

وعلى مستوى المراقبين الدوليين للاقتراع، أوضح رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي لمراقبة الانتخابات سعادة السفير السيد كاليكست أريستيد، “أن معظم مراكز الاقتراع للانتخابات التشريعية والبلدية الجهوية، فتحت أبوابها في الوقت المحدد، مع وجود تذبذب في بعض هذه المكاتب”.

وأضاف “أن مهمة البعثة تهدف إلى تقييم مستوى الإعداد والتنظيم لضمان إجراء الانتخابات في موريتانيا في ظروف مقبولة بهدف ترسيخ الممارسة الديمقراطية في موريتانيا”.

وضمت البعثة مراقبين من دول الكونغو الديمقراطية، والجزائر، وكوت ديفوار، وإفريقيا الوسطى، وإثيوبيا، وجيبوتي، والكاميرون.

وأوضح “أن البعثة أوفدت بعض أعضائها إلى مدينة نواذيبو شمالا، ومدينة روصو جنوبا، كما زارت عدة مراكز اقتراع في العاصمة نواكشوط، حيث لاحظت أن العمليات بدأت بفتور ولكن زادت وتيرتها مع الوقت حيث لوحظ ارتفاع الإقبال ابتداء من ظهيرة يوم السبت”.

وأكد “أن البعثة الرقابية الافريقية بجميع الفاعلين في العملية الانتخابية لتجميع المعلومات عن التحضير للانتخابات، وعن متابعة سير العمليات الانتخابية، لتقدم في نهاية مهمتها، تقريرا لمفوضية الاتحاد الأفريقي التي ستنظر في مدى جدية وحسن سير العمليات الانتخابية في موريتانيا قبل إصدار الحكم عليها”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس