فوز ولد التاه: دلالات اقتصادية ودبلوماسية

3
فوز ولد التاه: دلالات اقتصادية ودبلوماسية
فوز ولد التاه: دلالات اقتصادية ودبلوماسية

أفريقيا برس – موريتانيا. هي المرة الأولى التي يصل فيها موريتاني لإدارة البنك الإفريقي للتنمية، وذاك سر الاحتفاء الكبير بالنتائج التي حصل عليها وزير الاقتصاد الأسبق والرئيس السابق للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا سيدي ولد التاه.

في زوم الصحراء نتوقف مع دلالة الانتخاب وما حظي به من زخم في بعديه الدبلوماسي والاقتصادي.

حملة دبلوماسية ناجحة

كان انتخاب ولد التاه نتاج حملة دبلوماسية ناجحة قادها الرئيس محمد الشيخ الغزواني حيث شكل لها لجنة يقودها الوزير الأول المختار ولد اجاي وبعضوية وزراء من اصحاب التجربة؛ وابتعث في سياقها مبعوثيه محملين برسائل منه إلى بلدان كثيرة؛ وباشر وزير المالية والاقتصاد سيد أحمد ولد ابوه الادارة الفعلية للحملة بدء من تسليمه العديد من الرسائل لقادة الدول؛ وانتهاء بادارة العملية الميدانية ليوم التصويت، وهناك عوامل عدة جعلت تحقيق الفوز في النهاية ممكنا.

ويمكن أن نلحظ عدة مؤشرات في ذلك:

شمولية الحملة وتنوع وسائلها.

⁠أنها جاءت في فترة كانت فيها موريتانيا قد أوشكت على الانتهاء من قيادة الاتحاد الإفريقي مما أتاح فرصة تواصل مباشر مع عدد من القادة الأفارقة.

⁠الحصول على دعم دول إفريقية وازنة أولها دولة مقر البنك الإفريقي للتنمية ساحل العاج.

⁠الحصول على دعم دول أوروبية وخصوصا فرنسا وفق ما ترجح مصادر حسنة الاطلاع.

⁠إلى جانب دعم خليجي من دول ذات تأثير في التعاون الاقتصادي مع المؤسسة المالية الإفريقية.

أي دلالة دبلوماسية؟؟

يرجح خبراء متابعون للحضور الموريتاني في المؤسسات الدولية أن لدى موريتانيا والموريتانيين الكثير من الفرص في النجاح:

بحكم الخبرة لدى عدد من الشخصيات الموجودة في هذه المؤسسات.

⁠بحكم حرص الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على الابتعاد عن التجاذبات وتفضيله سياسة الحياد الإيجابي في صراعات الاخوة والأصدقاء؛ وهو ما يجعل موريتانيا مؤهلة حين تعي ذلك وتعرف كيف تستثمره لتمثل حلا توافقيا لأطراف التجاذبات والاستقطابات الحادية في القارة وحتى خارجها.

⁠لكن التحدي الذي يرى عديدون أنه كثيرا ما أعاق استفادة موريتانيا من فرص الوجود الأفضل في المنظومة الدولية هو عدم أخذ وقت كافي للقيام بحملة لدى الدول الصديقة قبل ان تأخذ مواقف مسبقة.

أي أفق اقتصادي؟!

ظل البنك الإفريقي للتنمية أحد الجهات المهمة المساهمة في تمويل مشاريع وبرامج تنموية في موريتانيا منذ نشأتها؛ وكان لعدد من الأطر الموريتانيين الأكفاء الذين ظل لهم حضور نوعي دائم في الإدارات الفنية دور محور في ذلك.

والراجح أن معطيين مستجدين سيجعل إسهام البنك الإفريقي للتنمية مستقبلا أكبر:

فموريتانيا دخلت مع السنغال نادي الدول المصدرة للغاز وهذا ما يجعل وضعها الائتماني أفضل خصوصا في ظل نسب نمو جيدة توقعها البنك الإفريقي للبلدين خلال السنوات القادمة.

⁠ثم إن تولي موريتاني إدارة المؤسسة وإن كان لا يغير كبير شيء في الخطط الاستراتيجية لكنه قد يجعل الولوج للفرص المتاحة أفضل خاصّة في مجال الطاقة والتحول الطاقوي، وهي مجالاتٌ أُنشأت من أجل صناديق ومحافظ تمويلية خلال السنوات الأخيرة.

كما أنّه يُتيح لموريتانيا المساهمة في صنع القرار المالي الإفريقي بشكل أكبر والحضور في المحافل المالية العالمية والتأثير لصالح قضايا تهم موريتانيا والقارة الإفريقية لاسيما ملف الديون الذي تُثقل كاهل القارة والتي اهتمّ بها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة وتحدّث في أكثر من مؤتمر عالمي.

وهكذا يتضح أن عوامل عدة تضافرت لتحقق لموريتانيا كسب رهان عمل عليه صانع القرار؛ وحظي تحقيقه بزخم كبير في الرأي العام، ويبقى الرهان الأهم هو في ما سيترتب عليه لاحقا من تركيز الاهتمام بعمق إفريقي يتأكد في كل اختبار قربه؛ وترحيبه بالشراكة؛ ورغبته فيها ثم في الاستفادة مما حصل في تحقيق مكتسبات تنموية يحتاجها البلد على أكثر من صعيد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس