
أفريقيا برس – موريتانيا. قوبلت بالرفض التام على المستوى الرسمي وداخل صف الموالاة، دعوة عرضها النائب بيرام الداه اعبيد قائد الحراك الرافض لنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة من أجل فتح حوار معه لإخراج موريتانيا مما يراها أزمة ناجمة عن الانتخابات.
وجاء هذا الرفض على لسان وزير الداخلية محمد أحمد ولد محمد الأمين الذي أكد في تصريحات عقب اجتماع للحكومة، رداً على دعوة الحوار التي وجهها ولد اعبيد، أنه “إذا كان رئيس الجمهورية قد تعهد بحوار، فإن ذلك الحوار سيتم دون ضغط ودون مقايضة وليس مع جهة واحدة بل مع جميع الموريتانيين”.
ورفض الوزير “وجود أزمة تمر بها موريتانيا حالياً”، مؤكداً “أن الوضعية عادية تماماً، وأن الحوار إذا كان سيتم فسيتم دون ضغط”.
وكان الرئيس الغزواني قد أكد في برنامجه الانتخابي وفي خطابات الحملة “أنه سيواصل التهدئة التي طبعت ولايته الأولى، وأنه سيستمر في مد اليد للجميع من أجل الحفاظ على وحدة البلد وتهيئة أجواء الاستقرار الضرورية لنموه ورقيه”.
ودعت عدة أطراف في المعارضة وفي الموالاة لحوار وطني شامل يتقدمها حزب التجمع الوطني للإصلاح (الرتبة 3 في الانتخابات الأخيرة)، الذي دعا في بيان اعترافه بنتائج الانتخابات “الرئيس المنتخب محمد الغزواني إلى إطلاق حوار وطني شامل للإسراع في حل الاشكالات الكبرى التي تهدد الوحدة الوطنية، ومحاربة جدية للفساد بكل أشكاله ومظاهره، والعمل على تجذير الديمقراطية ومعالجة الاختلالات الكبرى التي تعاني منها المنظومة الانتخابية”.
وكان وزير الخارجية الأسبق محمد فال بلال، نائب رئيس حزب جبهة المواطنة والعدالة قيد الترخيص، قد دعا “المرشح المهزوم (بيرام الداه اعبيد) وأنصاره إلى العودة فوراً إلى رشدهم، وأن يقبلوا اليد الممدودة من قبل الرئيس المنتخب؛ لاسيما وأنه رجل وفاق ولطف ووفاء وأناة، وقد التزم بدعوة جميع الموريتانيين بمختلف مواقفهم ومشاربهم إلى حوار وطني شامل حول مشاكل البلاد دون استثناء؛ ولا شك أنه سيفي بالتزامه ويجعله في مقدمة برنامج “المئة (100) يوم الأولى”.
وانصبت خلال اليومين الأخيرين دعوات رفض الحوار مع بيرام الداه اعبيد من طرف عدد من كبار الساسة والمدونين.
وكتب محمد الأمين ولد مولاي، وهو سياسي بارز مؤكداً “أنه لا مجال أبداً، للحوار مع بيرام اعبيد، فالحوار يعني كسر شوكة الدولة ولي ذراعها واعتباراً لما حملته تصريحات بيرام الداه من تهديد واضح وصريح للسكينة ولأمن واستقرار البلد”.
وأعلن المدون البارز والفاعل السياسي النشط محمد الأمين الفاظل “أنه “لا للحوار تحت الابتزاز، ولا للحوار الأحادي”.
وقال: “خلق المرشح بيرام أزمة من خلال القول بأنه هو الفائز في الانتخابات، وأن لدى “لجنته الانتخابية” الأدلة الكافية، ثم يطلب من مناصريه الخروج إلى الشارع ليحدث ما حدث للأسف، ثم يدعو بعد ذلك كله لحوار لكي نتجاوز الأزمة التي صنعها هو!!”.
وأضاف الفاظل: “الحوار يجب أن يكون شاملاً للجميع، وأن يتم دون ابتزاز وضغط، وفي اعتقادي أن السلطة مستعدة في كل الأوقات لتنظيم هذا النوع من الحوارات؛ أما الحوار مع طرف واحد، وتحت ضغط الابتزاز السياسي، فهو حوار مرفوض، ويجب أن يبقى مرفوضاً، لأنه لن يزيد الأمور إلا تعقيداً”.
ويبقى انتظار مآلات وتطورات الأمور بعد طي صفحة الانتخابات الرئاسية، وبعد أن يؤدي الرئيس الغزواني فاتح آب/أغسطس المقبل اليمين رئيسًا للولاية الثانية.
فهل سيجري ولد الداه اعبيد كما فعل في الماضي حواراً سرياً مع النظام؟ أم أنه سيواصل نبرته المعارضة الحالية القائمة على توجيه النقد اللاذع لنظام الرئيس الغزواني، ساعياً لشغل كرسي زعيم المعارضة الحقيقي؟
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس