مهرجان «غزة صمود وعزة» لنصرة المرأة الفلسطينية

1
مهرجان «غزة صمود وعزة» لنصرة المرأة الفلسطينية
مهرجان «غزة صمود وعزة» لنصرة المرأة الفلسطينية

أفريقيا برس – موريتانيا. تتواصل في موريتانيا دون توقف جولة جديدة من الفعاليات الشعبية والرسمية نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، في إطار ما بات يعرف بـ»جمعة الغضب» التي لم تنقطع منذ اندلاع العدوان على غزة.

وتنوعت الأنشطة جامعةً بين بيان قوي اللهجة من كبار العلماء، ووقفة احتجاجية حاشدة، ومهرجان جماهيري نظم تحت شعار «غزة صمود وعزة» ضمن حملة «لأجلك» العالمية لنصرة المرأة الفلسطينية، إلى جانب عرض حصيلة مشرفة لما تم إنجازه خلال شهر تموز/يوليو المنصرم من برامج إغاثة وتنمية لصالح الفلسطينيين، في صورة تعكس تلاحم الموريتانيين مع معاناة أهل غزة ودعمهم لصمودهم.

وفي مشهدٍ مهيبٍ يعكس عمق التلاحم بين الشعب الموريتاني وقضية فلسطين، شهدت العاصمة نواكشوط بعد صلاة الجمعة تنظيم وقفة احتجاجية كبرى أمام المسجد الكبير، نصرةً لأهل غزة ورفضًا لقصـف المخيمات والعدوان المستمر. ورفع المشاركون في الوقفة لافتات منددة بالصمت والتخاذل الدولي، وطالبوا بطرد السفارات الداعمة للكيان المجرم، مؤكدين أن وقفتهم تأتي إسنادًا للمقاومة واستجابةً لندائها، في ظل ما يتعرض له أهالي القطاع من تجويع وخذلان وصمت عالمي مريب.

وأشار المتظاهرون إلى أن الكارثة الإنسانية بلغت مستوى غير مسبوق في غزة، حيث يموت الآلاف بسبب الجوع وسوء التغذية، مجددين عهدهم بالسير على درب المقاومة حتى تحرير فلسطين.

وضمن الحملة العالمية لنصرة المرأة الفلسطينية «لأجلك» (For You)، نظمت نساء الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني مهرجانًا حاشدًا تحت شعار: «غزة صمود وعزة».

وشهد المهرجان كلمات قوية ورسائل تضامن، أكدت أن المرأة الموريتانية شريك أساسي في نصرة فلسطين ودعم صمود أهلها.

وقاد الشيخ محمد الحسن الددو رئيس معهد تكوين العلماء في موريتانيا، حراكًا شارك فيه عشرات العلماء عبر العالم، وانتهى بإصدار نداء عالمي تحت عنوان: «نداء الأقصى وغزة»، مشتملٍ على إبراز لثوابت الأمة تجاه فلسطين.

وعبّر العلماء في البيان عن موقف شرعي صريح وحازم إزاء ما يجري من عدوان على غزة والمسجد الأقصى.

واستهل العلماء نداءهم بآية من سورة البقرة تحذر من كتمان الحق، مؤكدين أن هذا النداء يأتي انطلاقاً من التكليف الرباني وتنفيذاً للمسؤولية الشرعية وصدعاً بالحق وجهاداً بالكلمة. وجدد العلماء تأكيدهم على أن دعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني هو جهاد مقدس وذروة سنام الإسلام، وأن الموالاة للمقاومة واجبة، فهي منهم وهم منها، وأن كل من يوالي اليهود والنصارى ويظاهرهم على المسلمين يعد مرتداً عن الإسلام.

وشدد العلماء على أن أرض فلسطين وقف إسلامي لا يجوز التنازل عن شبر منها، وأن تحرير المسجد الأقصى والعناية به عقيدة من عقائد الإسلام وشريعة من شرائع الله، وأن التقاعس عن نصرة غزة يعد فراراً من الزحف، وهو فرض عين على كل قادر لا يجوز التخلي عنه.

واعتبر البيان أن جهاد المحتلين جهاد دفع متعين على المسلمين لأن عدوانهم مسّ الدين والعرض والأرض والنفس والمال، وأن إغلاق المعابر وخاصة معبر رفح في وجه المقاتلين والمساعدات خيانة لله ورسوله وللمؤمنين، ومنع الإغاثة يتسبب في موت الأبرياء.

وحذر العلماء من أن استمرار العدوان قد يؤدي إلى اتساع رقعة المعركة في العالم، مؤكدين أن كل مغتصب للأرض الفلسطينية ومنتسب للكيان الصهيوني هو معتدٍ محارب لا تنطبق عليه صفة «المدني».

وفي موقف يعكس وحدة الصف الإسلامي ووضوح الرؤية تجاه القضية الفلسطينية، دعا العلماء في بيانهم إلى النفير العام والاشتباك مع العدو بكل الوسائل الممكنة، وإلى مقاطعة منتجاته ومنتجات الدول والشركات الداعمة له باعتبار ذلك شكلاً من أشكال الجهاد الاقتصادي؛ كما شددوا التأكيد على أن جميع اتفاقيات السلام والتطبيع مع الاحتلال قبل عدوانه على غزة باطلة شرعاً ولا قيمة لها.

وإلى جانب الحراك الشعبي والعلمي، واصل الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني تنفيذ مشاريعه الإغاثية والتنموية داخل قطاع غزة، حيث شملت تدخلاته حتى تموز/يوليو 2025 أزيد من 534,300 مستفيد، في دلالة واضحة على أن الدعم الموريتاني لغزة يتجاوز الشعارات إلى فعل ميداني ملموس.

وشملت هذه التدخلات، وفقاً لحصيلة نشرها الرباط، توزيع المياه لصالح 200 ألف مستفيد، وتوزيع الوجبات الغذائية لصالح 96 ألف مستفيد، وحفر الآبار لفائدة 40 ألف مستفيد، وتشييد 3 مصليات لصالح 1200 مستفيد، وتوزيع طرود غذائية لصالح 20 ألف مستفيد، إضافة لتوزيعات نقدية لصالح 160 ألف مستفيد، ودعم للنقاط الصحية لصالح 10 آلاف مريض، ودعم للزراعة المنزلية لصالح 2000 أسرة، وتوزيع سلال صحية لصالح 2400 مستفيد، وتنفيذ مشاريع مدرة للدخل لصالح 2000 أسرة، وكفالة 600 يتيم، وتقديم دعم لـ 100 من الصيادين.

ويؤكد هذا الحراك الشعبي والعلمي والإغاثي أن موريتانيا، شعبًا وقيادةً وهيئات، ماضية في نصرة فلسطين، وأن صرخات نواكشوط تتردد أصداؤها في شوارع غزة المحاصرة، لتقول للعالم: غزة صمود وعزة، والمقاومة قدر الأمة وخيارها حتى النصر والتحرير.

وبهذه الفعاليات مجتمعةً، تؤكد موريتانيا مجددًا حضورها القوي في المشهد التضامني مع غزة، كما تواصل بشكل مستمر وحازم، إيصال رسالتها المبدئية الداعمة للحق الفلسطيني في الحرية والكرامة.

وبين الحراك الميداني والجهود الإغاثية والتنموية، تتجسد إرادة ثابتة في ربط الموقف بالكلمة والعمل، وفي إبقاء قضية فلسطين حيّة في وجدان الشارع الموريتاني مهما طال أمد المعاناة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس